كلنا لك خالد

04:29 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

إلى الوالد الحبيب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هل نعزيك أم نعزي أنفسنا، فأنت والدنا، وخالد يرحمه الله أخونا. المصاب واحد والحزن واحد والفقد واحد، الألم مشترك كما هو الحنين مشترك.
كان لعينيك بريق مختلف وأنت تودع فلذة الكبد، نظرة تشي بعمق الرضا بقضاء الله وقدره مع مسحة من حزن الأب المحب العطوف الواثق بربه القانع بحكمه، الراسخ الإيمان كالجبل الأشم أمام المحن والأحزان، العارف بأن لله ما أعطى ولله ما أخذ، الموقن بأننا كلنا لا محالة على هذا الدرب سائرون.
لم يكن خالد، يرحمه الله، ممن يبحث عن الظهور أو الأضواء.. لم يسعَ إليها أبدا، ولو أراد لحظي بها وأكثر، كان يعمل في الظل بصمت وهدوء لأن سليل بيت العطاء والفعل قبل القول، دون ضجة أو ضوضاء، تعلم فيه على يد الشيخ سلطان وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أن الوطن صنو الروح، وأن المسؤولية ليست مجرد كرسي، بل عمل دؤوب لرفعة هذا الوطن وتقدمه وسعادة أهله وناسه، رغم كل ذلك كان لوفاته فعل الصدمة في القلوب والنفوس، فهو ابن الأب الحاني الرؤوم، الذي لم يألُ جهدا أو مالا أو فعلا من أجل أهله وناسه وبلده ووطنه، الذي كرس جل وقته لحل قضايا المحتاج والمعسر والمعوز، لذا اعتصر فقده شتى القلوب، أجبر العين على البكاء والصدور على الضيق في تعبير تلقائي مشترك بأن المصاب واحد والفقيد فقيد كل الوطن وأبنائه.
هذا ما علمتنا إياه، يا والدنا سلطان، كلنا عيالك وأبناؤك وأنت المسؤول عنا.. وأنك منا وفينا.. لنا ومعنا.. لست مجرد حاكم، بل أنت معنى الوعي بالحكم ومسؤولياته، لذا كان فقدنا مشتركا ومصابنا واحد.
والدي نعزيك في أخينا خالد، يرحمه الله، وندعو له من القلب بأن يتغمده الله برحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهمكم ويلهمنا الصبر والسلوان، وأن يربط على قلبك وقلوب أهله وذويه ومحبيه وقلوبنا جميعا إيمانا واحتسابا ورضا بقضاء الله وقدره، ولا نقول إلا كما قال رب العزة في محكم تنزيله: ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
والدي الحبيب كلنا لك خالد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"