عادي
امرأة واحدة فقط مؤهلة لكل 115 منصباً تقنياً بحلول 2025

«البرمجة» تحدٍ جديد تستعد النساء لاقتحامه

22:13 مساء
قراءة 4 دقائق

تظهر الدراسات أن النساء أقل إقبالاً على العمل في مجالات العلوم والبرمجة والهندسة والرياضيات مقارنةً بالرجال. ومع ذلك بدأت بعض النساء في الاستعداد لقبول هذا التحدي الجديد باقتحام مجال البرمجة وبدء مسار وظيفي جديد في هذه المجالات.

فوفقاً لمكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة، فإن عام 2021 شهد دخول 15000 امرأة العمل في مجال البرمجة وتطوير البرامج في المملكة، مقارنة بالعام الذي سبقه، كذلك ارتفع عدد النساء اللاتي يعملن كمصممات للمواقع الإلكترونية بنحو 10000. ولكن حتى مع هذه الأرقام، لا تشكل النساء حالياً سوى 25٪ من الوظائف الخاصة بالبرمجة، حيث تظهر بيانات القوى العاملة الصادرة عن المكتب، في يونيو/ حزيران 2022، أنه بينما كان هناك نحو 513 ألف رجل يعملون كمبرمجين ومتخصصين في تطوير البرمجيات ومتخصصين في تصميم المواقع الإلكترونية ومحللين للبيانات، كانت هناك نحو 114 امرأة فقط، يعملن في هذه الوظائف، ما يمثل 18% فقط.

وهناك فجوة كبيرة في المهارات في قطاع البرمجة، إذ ستكون هناك امرأة واحدة فقط، مؤهلة لكل 115 منصباً تقنياً بحلول عام 2025.

من التدريس إلى البرمجة

ونقلت «بي بي سي» تجارب نساء جذبهن مجال «البرمجة» وتركن أعمالهن في مجالات أخرى من أجله. حيث تقول المعلمة جيسيكا غيلبرت التي تحولت إلى مبرمجة «لم أعتبر نفسي أبداً شخصاً يمكنه العمل في مجال البرمجة».

وتضيف جيسيكا التي تعيش في مدينة غلاسكو، وكانت تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية في منطقة رينفروشاير «وصلت إلى نقطة الإرهاق بعد أن بقيت معلمة لخمس سنوات. كنت أقضي الليالي وعطلات نهاية الأسبوع في التحضير للدروس، أو في إنفاق أموالها الخاصة على شراء المواد المساعدة في تدريس الأطفال، أو في استعارة بعض الأدوات التي يمكن استخدامها في التدريس من العائلة والأصدقاء. ولا يمكنني أن أتوقف عن ذلك».

وتابعت الفتاة البالغة من العمر 28 عاماً «لم تكن لدي أي فكرة عن الوظائف في مجال البرمجة حتى شاهدت إعلاناً على منصة إنستغرام (Instagram) لمؤسسة الفتيات أولاً في البرمجة Code First Girls ويقدم دورة مجانية لمدة ثمانية أسابيع في البرمجيات».

لم تدرس جيسكيا العلوم أو الرياضيات في المدرسة، لذلك لم تكن تعتقد أنه سيمكنها تعلّم البرمجة، واعتقدت أن الأبواب في مجالات العلوم والبرمجة والهندسة والرياضيات كانت مغلقة أمامها، موضحة: «لأكون صادقة، لم أكن أعرف ما هو مهندس البرمجيات، لقد افترضت أنها وظيفة شخص عبقري وغريب الأطوار، وبالتأكيد لم أكن أعرف أي امرأة تقوم بهذا الدور يمكن الاقتداء بها، أو اعتبارها مصدر إلهام».

وأضافت «بعد الدورة التدريبية الأولية، واصلت إجراء المزيد من الدراسات في مجالات البرمجة خلال أوقات المساء بينما كنت لا أزال أدرّس الصفوف الابتدائية في المدرسة، وكان هذا أمراً صعباً ولكنه يستحق العناء.. لقد ابتعدت سابقاً عن البرمجة، باعتبارها مجالاً خاصاً بعلماء الكمبيوتر، أو العباقرة. ولكن في حال كان لدى الشخص مهارات جيدة في التواصل وقدرة على حل المشكلات، يمكن أن تكون هذه الوظيفة في مجال التكنولوجيا مناسبة له».

تعمل جيسكا الآن كمهندسة برمجيات مبتدئة في سكاي بيتنغ آند غيمنينغ (Sky Betting & Gaming)، وتقول إنها أكثر سعادة في هذا المجال، على الرغم من أنها لا تكسب الكثير من المال، كما كان الحال في التدريس. وكانت جيسيكا ضمن مجموعة على موقع فيسبوك (Facebook) تسمى «الحياة بعد التدريس»، وبعد مشاركة قصتها هناك، قالت إن صندوق الرسائل الواردة الخاص بها امتلأ برسائل معلمين آخرين قائلين إنهم يتطلعون أيضاً إلى تغيير وظائفهم.

بعد ذلك، قررت جيسكا إنشاء حساب على منصة إنستغرام تحت عنوان «من معلمة إلى مبرمجة» teacher2coder لإخبار النساء الأخريات بما تتضمنه هذه الوظيفة التقنية.

من العلوم الطبية إلى البرمجة

وفي تجربة أخرى تقول تسليمة فردوس، 25 عاماً: «درست العلوم الطبية الحيوية في الجامعة وكنت أنوي أن أصبح طبيبة يوماً ما، لذلك كنت أعمل في مجال الرعاية الصحية في خدمة الصحة الوطنية NHS في لندن. وكانت هناك معاناة في عملي مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية، كنت أشعرُ بعدم التقدير».

وتابعت «بعد أن قرأت قصة عن امرأة شابة أصبحت مبرمجة، بدأت أتساءل عما إذا كان بإمكاني تغيير مهنتي، ولكن كانت تتملكني الشكوك حول قدرتي على العمل في مجال البرمجة، لعدم وجود خلفية علمية لدي في هذا المجال. ولكن بدأتُ أفكر ماذا سأخسر؟ وقررتُ المشاركة في معسكر تدريبي حول البرمجة امتد ل14 أسبوعاً، تعلمتُ خلاله أسس لغة برمجة ال Python و SQL، وكان كل الفريق الذي معي من الرجال، لكن هذه كانت البداية فقط».

بعد هذا التدريب، أصبحت تسليمة أكثر قناعة بتغيير وظيفتها، قائلة: «لا أعتقد أن تغيير المهنة أمر شاق كما كان من قبل. إذا كنت على استعداد للعمل الجاد وقضاء ساعات طويلة، فلا يوجد سبب يجعل الوظيفة التقنية غير مناسبة لك».

وتوفر مؤسسة «الفتيات أولاً في البرمجة» التي أسستها امرأة في المملكة المتحدة، دورات مجانية في البرمجة للنساء، ما يساعد الشركات على التوظيف من خلال ربطهم مع فتيات مبرمجات مدربات حديثاً.

وتقول آنا برايلسفورد، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، إن النساء بحاجة إلى منحهن الفرصة لتغيير رأيهن بشأن الصور النمطية المحيطة بالمهن في مجالات العلوم والبرمجة والهندسة والرياضيات. لافتة إلى أن هناك مجموعة كاملة من المواهب غير المستغلة بين أولئك النساء اللواتي بدأن بمجالات دراسية مختلفة وفي وظائف متعددة.

وأشارت إلى أن هؤلاء النساء هنّ المرشحات لهذه المهن، ولم يكنّ قد فكرنّ مسبقاً في العمل بها، أو أنهن كنّ مقتنعات بأنها مهنة للرجال فقط، أو لم يمتلكنّ المهارات المناسبة، لكنهن الآن يتمتعنّ بخبرة كبيرة لتغيير الأشياء في التكنولوجيا للأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vbmakze

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"