مجلة الدوحة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

«نفيدكم بتوقف مجلة الدوحة عن الصدور اعتباراً من العدد 183، فبراير/شباط 2023 حتى إشعار آخر»، هذا الخبر الصادم مرّ مرور الكرام من دون تعليق أو تفسير أو تبرير من قبل القائمين عليها، هذه المجلة التي كان شعارها «ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية»، وقد كانت هكذا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بل كانت تُصدر مع كل عدد من أعدادها كتاباً من الكتب ذات الأهمية وفي حقول أدبية وإنسانية شتى يوزع مجاناً مع المجلة، أو حتى يمكن إنزاله مجاناً من موقع المجلة.
يحدث ذلك وسط قلة الإصدارات الثقافية في الوطن العربي، ومع انكفاء العديد من المجلات وتوقفها والتي كان لها كبير الأثر في الساحات الثقافية العربية، مثل مجلة الآداب ومجلة الناقد أو دبي الثقافية أو المرأة اليوم أو الظفرة، أو المجلات التي كان يصدرها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات «شؤون أدبية - بيت السرد - دراسات - قاف»، وغيرها الكثير من المجلات الثقافية التي توقفت، وهي كلها مجلات لها ثقلها على الساحات المحلية في بلدانها أو على صعيد الوطن العربي، وتشكل لدى المثقفين العرب متنفساً ومرجعاً مهماً، سواء عن كل الحركة الثقافية في كل بلد أو الحراك الثقافي العربي بشكل عام، والمحزن كذلك في هذا السياق هو تراجع مستوى الملاحق الثقافية التي كانت تصدرها الصحف في الوطن العربي؛ حيث لم يبقَ إلا القليل الذي يعوّل عليه، ويمكن أن يتصف بالثقافة بمفهومها الحقيقي الذي يقاوم الانقراض.
إن هذا الغياب للمجلات الثقافية ينتقص من قيمة الثقافة العربية بشكل عام ويحد من انتشارها، وعلى صعيد الدول العربية نفسها، يخلق وجود هذه المجلات تمازجاً ومعرفة بالشأن الثقافي والحالة الأدبية في كل قطر، ويُسهم في انتشار الوعي والمعرفة بشكل عام، ويعزز قيمة الأدب والثقافة بشكل خاص، خصوصاً في خضم التطور العام الذي نشهده في الجانب التقني، والذي يمكن أن يوظف بشكل أكثر إيجابية وفائدة في الحياة الثقافية.
كم هو مؤلم توقف أي مطبوعة، خصوصاً الثقافية منها!!.. فالكثير منا تعلم وتتلمذ ونهل من هذه المجلات، وساهمت في تشكيل وعي ومعرفة وتوجه الكثير من الأدباء والكتاب.
إن المجلات الثقافية في أي بلد كانت هي قيمة إنسانية وإبداعية ليس فقط للمثقفين والمبدعين بل للدول التي تصدر منها، فكيف تتوقف خصوصاً في دول ليس المال عائقاً فيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/929zdfs6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"