بقلم: عبدالغفار حسين
يواصل الشيخ مبارك الناخي خُطبته التي نُشرت كما أشرنا في مجلة «الفتح»، فيقول:
لهذا وذاك قام إخواننا عرب فلسطين لرد عادية اليهود وصدّ عدوانهم وإيقافهم عند حدّهم، وإفهامهم أن مكان البراق والحي المجاور له هو وقف من أوقاف المسلمين لا ينازعهم فيه منازع ولا يشاركهم فيه مشارك، وأن ما يسعون إليه من تأسيس الوطن القومي اليهودي في فلسطين لا يمكن بحال من الأحوال، ولا يتأتّى لهم بوجه من الوجوه، فحدثتْ من جرّاء هذا اضطرابات مشؤومة وحوادثُ معلومة، وفتنٌ كقطع الليل المظلم عانى خلالها إخواننا عرب فلسطين العذاب المهين والشقاء المبين، وذاقوا أنواع العذاب وصنوف الآلام، وأبلوا فيها بلاء حسناً، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الإسلام والمسلمين، في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى ومكان البراق.
بذلوا مُهجَهم الغالية وأراقوا دماءهم الطاهرة في سبيل هذا القدس الإسلامي العظيم، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، فكم أرواح شُبَّان زهقت، وكم دماء كهول وشيوخ أهرقت، وكم أطفال يُتِّمت، وكم نساء أيمت، فمن قتل وتجريح وتخريب وتدمير.
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلام وإيمان
كل هذا أوقعه اليهود والإنجليز بإخوانكم عرب فلسطين حراس المسجد الأقصى وجنود دفاعه وذواد حياضه، ذلك المقدس الإسلامي الذي يقدّسه جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
عرب فلسطين قليلون بأنفسهم، ولكنهم كثيرون بإخوانهم البالغ عددهم زهاء أربعمائة مليون مسلم، ربهم واحد، ونبيهم واحد، وقِبلتهم واحدة، يألمون لألمهم، ويفرحون لفرحهم.
أيها المسلمون،
ما من بلد من البلدان العربية ولا قُطر من الأقطار الإسلامية إلا وقد سعى أهله لجمع إعانة وقدّموها لإخوانهم منكوبي فلسطين، كل بحسب استطاعته ومقدرته، وفي مقدمة عرب الخليج إخواننا الكويتيون جزاهم الله خيراً؛ فقد جمعوا نحواً من أربعين ألف روبية وقدموها لإخوانهم المنكوبين في العام الماضي، وقد نوَّهَت عنهم الجرائد في ذلك، وشَكَرهم العالم الإسلامي. ومما هو جدير بالذكر أن امرأةً من المحسنات في الكويت تبرعت بثلاثة آلاف روبية في هذه الإعانة، فمرحى لهذه الأريحية الفذة ومرحى مرحى لهذه المؤمنة، هكذا تكون المرأة المسلمة، هذا هو الإسلام، هذا هو الدين، هذا هو الإيمان.
ولو كان النساء كمثل هذي
لفُضلت النساء على الرجال
