عادي

العيد.. فرصة لتقوية العلاقات والاستجمام وتجديد النشاط

23:40 مساء
قراءة 3 دقائق

تحقيق: مها عادل

يغلف هلال العيد أيامنا بلون الفرحة وأجواء الاحتفالات التي تغمر البيوت والنفوس، فالعيد فرحة الصائمين وفوز العابدين الذين أخلصوا بالصوم والصلاة خلال شهر رمضان الكريم، ولذلك تكون فرحته ممزوجة بحالة نفسية من الرضا عن الذات والاستبشار بقبول الطاعات وبأيام قادمة لتحمل المزيد من الخير واليمن والبركات.

تقول مروة السيد، ربة بيت: «تبدأ استعدادات العيد منذ النصف الثاني من شهر رمضان حيث نخطط لعمل كعك العيد، فهي عادة أصيلة توارثناها، ونشأنا عليها منذ الطفولة، وأنا حريصة على إحيائها إلى جانب أنني لا أفضل شراء مخبوزات العيد الجاهزة التي تباع في المحال، فهي لا تقارن بجودة الكعك والغريبة والبسكويت التي نصنعها بأيدينا وبمكونات نفضلها بالبيت، ولهذا قمت هذا العام بشراء فرن كهربائي يساعدني على خبز كميات من صواني حلوى العيد من كعك وبسكويت وبيتي فور وغيرها».

وتتابع: «رغم أن بناتي كثيراً ما يعترضن على إقامة هذا الطقس كل عام لما يتطلبه من مجهود، إلا أنني أصر وأقول لهم هذا ما سوف تورثنه لأطفالكن وستكون هذه الأوقات التي نجتمع فيها حول المائدة لخبز وتشكيل الكعك من أسعد ذكرياتكن، وبالفعل دعوت هذا العام عدداً من صديقاتهن من جنسيات عربية مختلفة للمشاركة في إعداد الكعك معنا، إضافة إلى مشاركة عدد من صديقاتي أيضاً، لتصبح هذه «اللمة» أسعد أوقاتنا حيث نردد بعض أغاني العيد ونحن نعمل، وفي كل عام نقوم بإضافة صنف جديد أو تعديل للوصفة بشكل يزيدها خصوصية ويميزها عن المخبوزات الجاهزة كما أنني أقوم بإرسال بعض هذه الكمية كهدايا لأقاربي وأصدقائي والجيران فهذه الطقوس في رأيي هي جوهر وروح العيد لنشر المودة والبهجة وإطعام الطعام والتراحم والتواصل بين البشر فالفرحة دائماً تعم».

وتقول زينب الماجد، موظفة: «أهم طقوس أول أيام العيد هو شراء الإسدالات الجديدة لحضور صلاة العيد في الأماكن المفتوحة ثم التوجه بعدها مباشرة إلى بيت العائلة الكبيرة عند جدي وجدتي لتقديم تهنئة العيد وإدخال السرور على قلبهم، ولا بد من تمضية أول يوم العيد وسط العائلة من الكبار والصغار حتى يتسم اليوم بالفرحة و «لمة» الأحباب ومشاركة بهجة العيد عبر تقديم الحلوى والشوكولاته والمعمول والمكسرات وغيرها من مظاهرالعيد، وفي المساء اتفقنا على الخروج إلى رحلة خلوية في البر بصحبة الأهل جميعاً لنمضي أوقات من المرح والاستجمام بين أحضان الطبيعة البكر في الصحراء وخاصة أن هذه الجلسات حول النار وتجاذب أطراف الحديث وتناوب الضحكات تسجل في ذاكرتنا وذاكرة أطفالنا أحلى الذكريات وتمنحنا فرصة الاستمتاع بالطقس الرائع في هذه الفترة من العام».

ويبادرنا محمد علاء الدين – موظف- بالحديث عن تحضيرات العيد التي تقع غالباً على عاتقه ويقول: «العيد مناسبة سعيدة نتوق لها جميعا كباراً وصغاراً، ولكن بالطبع دوري كأب لثلاثة أطفال يدفعني لأن أعمل على ترتيب مظاهر معينة في العيد تشعرهم بخصوصية هذه المناسبة، خصوصاً أنني حفزت أبنائي بجوائز عديدة وهدايا لمن ينجح في أداء فريضة الصوم طوال الشهر، وبالفعل نجحوا في الاختبار وينتظرون مني تحقيق الوعود لذلك فقد اصطحبتهم إلى الأسواق قبل العيد بأيام لاختيار ملابس جديدة وهدايا وألعاب ابتهاجاً بالعيد، الى جانب العيدية، وهذا طقس تعودنا عليه منذ الصغر وربينا أطفالنا على اتباعه، وأحرص على هذه العادات والموروثات لأنني أرى أنه من دونها قد يفقد العيد الكثير من بهجته وخصوصيته بالنسبة للأطفال ولذلك نقوم بإعداد برنامج ثري من النزهات وزيارات الملاهي والألعاب المائية والتجمعات مع الأهل والأصدقاء، فالعيد يزدان ب «لمة الأحباب».

وتحدثنا سلمى عبدالله، موظفة، عن خطتها لاستقبال أيام عيد الفطر: «إجازة عيد الفطر نعتبرها فرصة لالتقاط الأنفاس والترويح عن النفس وتجديد الطاقة للاستعداد للعودة بعدها لوتيرة العمل والدراسة الطاحنة من جديد، بروح جديدة وحماس، ولذلك نبدأ الاحتفال بالعيد منذ الليلة الأخيرة بشهر رمضان المبارك حيث قررنا التجمع مع الأهل والأصحاب كباراً وصغاراً للاحتفال بليلة العيد على أحد شواطئ دبي الساهرة والعامرة بالخدمات والإضاءة وأماكن صف السيارات المجانية، واتفقنا على أن نستقبل ليلة العيد بوجبة من الأسماك المملحة مثل الفسيخ والرنجة وهو تقليد يتبعه الكثيرون في مصر خاصة أن عيد شم النسيم توافق مع عيد الفطر في الأسبوع نفسه وسوف يشاركنا السهرة عدد من أصدقائنا من جنسيات عربية مختلفة، وإضافة إلى الأسماك المملحة سوف نتناول الكعك والشاي ونسهر حتى مطلع الفجر على الشاطئ في جو دبي البديع لنذهب بعدها لأداء صلاة العيد معاً، أما عن أيام العيد نفسها فقد قمنا منذ شهر ونصف مع أصدقائنا بحجز غرف في أحد منتجعات رأس الخيمة الزاخرة بالأنشطة والرياضات المختلفة لتكون إجازة العيد محطة للراحة والاستجمام وتقوية العلاقات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xr2vs7s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"