منظومة متطورة

01:09 صباحا
قراءة دقيقتين

منظومة تنبيه السائقين في الحالات الطارئة التي أطلقتها شرطة أبوظبي مؤخراً، تمثل تجربة جريئة ومميزة ومتقدمة لم يسبق لها مثيل، تدل على الاهتمام الكبير بسلامة الأرواح، والحرص المتمثل في توفير أقصى درجات الأمان لمستخدمي الطرق، خاصة الجهد المبذول في تركيب تلك الشاخصات التي نراها اليوم، وعملية ربطها مع غرفة العمليات وإطلاقها في الحالات التي تستلزم ذلك، من أجل تنبيه السائقين لما يجري على مسافات منهم، والذي يتطلب إجراءات فورية كتخفيف السرعة والانتباه.

والحقيقة، أن المقاطع المتواصلة التي تبثها الشرطة كل فترة، تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن نسبة كبيرة من الحوادث تقع بسبب عدم الانتباه والانشغال بغير الطرق، وهي آفة مستجدة بدأت تؤثر في حياة الناس، نظراً لدخول لاعب جديد وهو وسائل التواصل الاجتماعي التي تشغل قائدي المركبات، وتسلب تركيزهم وتشتت انتباههم وتجعلهم يقودون مركباتهم بلا تركيز، بالتالي التورط في حوادث لا تُحمد عقباها.

هذا التفكير المتقدم بتطبيق منظومة تنبيه السائقين على جميع الطرق الخارجية الرئيسية في إمارة أبوظبي، التي تتكون من نوعين من الإضاءة الملونة تتمثل في «الأحمر والأزرق» واللون«الأصفر»، ضمن جهود حثيثة تبذلها شرطة أبوظبي لتحقيق أولوياتها الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز أمن الطرق، يتطلب التعاون من جميع السائقين في التجاوب خاصة خلال الظروف الطبيعية الطارئة، مثل الضباب أو هبوب الرياح أو الأمطار حيث تكثر الحوادث، وربما تتضاعف في حال عدم الانتباه وتخفيف السرعة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

المنظومة غير المسبوقة في المنطقة، تعمل إلكترونياً بالارتباط مع مركز المدينة الآمنة، عند تفعيل منظومة الأحوال الجوية المتقلبة، والتي تشمل الأمطار والرياح والعواصف الرملية والضباب، من خلال تنبيه السائقين في حالات انخفاض الرؤية وخفض السرعات على الطرق الخارجية الرئيسية، والجميل أنها تطلق الإضاءات التحذيرية من خلال الطاقة الشمسية وتحتوي على بطاريات داخلية، وتكون الإضاءة واضحة في الليل والنهار، وفي أوقات الضباب بمسافة 200 متر، بنفس الاتجاه مع إمكانية تشغيل الإضاءة على الطريق بالكامل أو جزء منه.

في الحقيقة أن الكرة اليوم باتت في ملعب السائقين، الذين يقودون مركباتهم وسط بيئة متطورة ومتقدمة وآمنة، تعج بالعوامل المساعدة التي تقودهم لاستخدام إيجابي ومريح للطرقات، وتوفر لهم المعلومات والسبل الخاصة بالسلامة، إضافة على جهد مبذول وبشكل مستمر من طواقم الشرطة الموجودة في الطرق أو غرف العمليات، مع تسخير لكل وسائل التكنولوجيا في مجال الضبط المروري، وهو الذي يتطلب التعاون والاستجابة، لتحقيق الأهداف التي تسعى للحفاظ على حياة الناس في المقام الأول.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59xhban4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"