إعداد: هشام مدخنة
قال مسؤولون تنفيذيون في بعض أكبر شركات الاتصالات والتكنولوجيا في العالم، إنه من المرجح إطلاق تقنيات الجيل السادس من الإنترنت للهاتف المحمول «6 جي» في عام 2030، محذرين في المقابل من خلق ضجيج حول التكنولوجيا قد يربك المستهلكين.
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه الشركات تدرس كيفية تحقيق عوائد على استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات في شبكات «5 جي» على مدار السنوات القليلة الماضية، والتي بدأت تلوح في الأفق أخيراً.
- معايير وقواعد
قال ها مين يونغ، كبير مسؤولي التطوير في شركة الاتصالات الكورية الجنوبية SK Telecom لشبكة «سي إن بي سي»: «لم ننته بعد من نشر الجيل الخامس، وأعتقد أن الوقت مبكر جداً للحديث عن 6 جي». ومع ذلك، كانت تقنية الجيل السادس للإنترنت المحمول حديث مدينة برشلونة التي احتضنت الأسبوع الماضي أكبر معرض تجاري لصناعة الهواتف المحمولة في العالم، قدمت خلاله شركات الاتصالات العالمية وجهات نظرها حول أحدث الابتكارات في الصناعة.
وتتطلب شبكات الاتصالات معايير وقواعد تقنية مقبولة عالمياً، تحدد كيفية عمل التكنولوجيا وقابلية التشغيل البيني حول العالم. وتشير إمكانية التشغيل البيني إلى قدرة نظامين أو أكثر على العمل معاً.
وتستغرق هذه المعايير عدة سنوات للتوصل إليها ووضع اللمسات الأخيرة على تنفيذها، وتتضمن عدداً من اللاعبين من الشركات الدولية إلى الأكاديميين والهيئات الصناعية، وهذا هو السبب في أن القطاع يتريث دوماً عند طرح تقنيات جديدة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن العمل على معايير 6 جي قائم بالفعل من خلال هيئات مثل 3GPP، التي ساهمت في إطلاق «5 جي»، لكن الجهود لا تزال في المراحل الأولية حالياً.
وأشار سيغف بريك، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات النرويجية «تيلنور»، إلى أن الصناعة بحاجة إلى التوقف عن إرباك المستهلكين والمؤسسات من خلال الحديث معهم عن أجيال الإنترنت، ومتى سيأتي الجيل السادس، وبأن 6 جي بالنسبة للشركة هي في مرحلة البحث الأولي.
انتشار «5 جي»
رغم بدء عملها في عام 2019 من قبل مشغلي شبكات الموبايل في الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة مع وعود بسرعات فائقة، لا يزال انتشار تقنية «5 جي» بين المستهلكين منخفضاً. إذ يستخدم واحد فقط من كل سبعة أشخاص في جميع أنحاء العالم اليوم هاتفاً ذكياً يعمل بتقنية الجيل الخامس، وذلك وفقاً لمؤسسة «ستراتيجي أناليتكس».
ومع ذلك، فإن تصميم شبكات «5 جي» لم يكن فقط لسرعات تحميل أسرع عبر الهواتف النقالة، بل أيضاً لدعم التقنيات الجديدة مثل السيارات ذاتية القيادة، والمركبات الجوية غير المأهولة حيث يجب استلام وتسليم البيانات بسرعة عالية تفوق سرعات الجيل الرابع القديم «4 جي».
بدوره أخبر بيكا لوندمارك، الرئيس التنفيذي لنوكيا شبكة «سي إن بي سي» أنه لا يوجد سبب للحديث عن «6 جي» الآن وانتظارها، فهناك خطوة يتعين القيام بها قبل ذلك، وهي طرح تقنية «5 جي المتطورة» 5G advanced، والتي ستصبح متاحة في غضون عامين. معتبراً أن ذلك سيساعد على تحسين تجربة تقنيات مثل الواقع المعزز والافتراضي وحتى دعم تحليق الطائرات بدون طيار.
ضبابية «6 جي»
في ضوء ما سبق، ونظراً لعدم وجود معايير حقيقية لتقنيات «6 جي»، لم ترتسم بعد فكرة واضحة حقاً عن الشكل الذي ستبدو عليه التكنولوجيا.
وهنا قال هوارد واتسون، رئيس التكنولوجيا في شركة الاتصالات البريطانية «بي تي»: «من المهم أن نبدأ كمشغلين على الأقل في وضع ملاحظاتنا على ما قد تؤول إليه الأمور، لقد بدأ هذا العمل للتو ومن السابق لأوانه قول شيء حالياً».
مضيفاً أن «6 جي» ستجلب الأمن السيبراني المحسن إلى شبكة الهاتف المحمول، بالإضافة إلى المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي. متوقعاً في الوقت ذاته نشر التقنية بالتزامن مع الألعاب الأولمبية 2032 في بريسبان، أستراليا.
ويرى لوندمارك من نوكيا أن شبكات الجيل السادس ستعمل كمستشعرات كبيرة يمكنها اكتشاف حجم وسرعة واتجاه الجسم المتحرك، مما يساعد على إنشاء مصانع آلية وتعزيز دور المركبات ذاتية القيادة. مرجحاً إطلاق الخدمة في عام 2030.
