عادي
تعهدات في جنيف بتقديم مساعدات بنحو 1.5 مليار دولار

غوتيريس: السودان يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة

23:55 مساء
قراءة 4 دقائق
1
سودانيون يستغلون شاحنة للخروج من الخرطوم في ثاني أيام الهدنة (أ ب )
1
غوتيريش

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الاثنين، من أنّ السودان يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة، جاء ذلك في مؤتمر استضافته جنيف تعهّد فيه المانحون تقديم نحو 1,5 مليار دولار للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين فارّين من القتال.

وقال غوتيريس، أمام المشاركين في المؤتمر، إنّ «حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوق. من دون دعم إضافي قوي يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكاناً لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان في أنحاء المنطقة».

ووجّهت الأمم المتحدة نداءين لمعالجة الأزمة عبر الاستجابة الإنسانية داخل السودان، والاستجابة لاحتياجات اللاجئين في الدول المجاورة، معلنة عن حاجتها إلى 3 مليارات دولار هذا العام لم تحصل سوى على أقل من 17 في المئة منها.

وقال غوتيريس إنّ «الوضع في دارفور والخرطوم كارثي. القتال محتدم والناس يتعرضون لهجمات في منازلهم وفي الشوارع... خلال أكثر من شهرين بقليل، أُرغم مليونا شخص على ترك ديارهم بحثاً عن ملاذ في مناطق أكثر أمانًا في السودان، أو خارج الحدود، وعبَر ما يقرب من نصف مليون شخص الحدود إلى البلدان المجاورة».

وأضاف «قبل اندلاع هذا النزاع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية. وتصاعد هذا الأمر الآن إلى كارثة أثّرت في أكثر من نصف سكان البلاد. ومن الضروري منع الوضع من التدهور أكثر من ذلك».

عودة الحكم المدني

 وقال غوتيريس، إنّ السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو العودة إلى السلام وعودة الحكم المدني عبر الانتقال إلى الديمقراطية.

 ونظّمت مؤتمر جنيف وكالتا الأمم المتحدة للإغاثة واللاجئين، إلى جانب مصر وألمانيا وقطر والسعودية، إضافة إلى الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «حريصون على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني والوصول إلى حل للأزمة».

 وتابع «قدّمنا مساعدات بقيمة 100 مليون دولار للشعب السوداني»، مضيفاً «المملكة خصصت مركزاً في جدة لتحويل المساعدات الإنسانية إلى السودان».

 بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي». وتابع «نشدد على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار للحفاظ على الدولة السودانية».

كارثة إنسانية

ومضى قائلاً «الصراع الدائر في السودان ينذر بكارثة إنسانية يعاني منها الشعب السوداني ودول الجوار».

 وقال شكري أيضاً إن بلاده «استقبلت نحو 250 ألف سوداني، أي 60% من الفارّين من أعمال العنف»، متابعاً «استمرار الصراع سيزيد من عدد السودانيين الفارين إلى دول الجوار».

وأشاد رئيس وزراء قطر الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني، بالجهود الدولية والإفريقية والوساطة السعودية-الأمريكية في الأزمة السودانية.

وأعلن عن تعهد قطر بمبلغ 50 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية والخطة الإقليمية للاجئين.

وتعهدت ألمانيا بدورها بتخصيص 200 مليون يورو للمساعدات الإنسانية في السودان ودول الجوار حتى 2024، في حين تعهّد الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات إنسانية وتنموية ب190 مليون يورو.

إبقاء الحدود مفتوحة

 وقال مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إنه لمس شخصياً الأوضاع المزرية التي يعاني منها اللاجئون الذين وصلوا إلى مصر، وحضّ البلدان على إبقاء حدودها مفتوحة.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، إن النزاع يسبب «معاناة لا يمكن تحمّلها» و«يقوّض الاقتصاد وترفع اسعار سلع أساسية».

سباق مع الزمن

وتابع «نحن في سباق مع الزمن للتخزين المسبق للإمدادات قبل بداية موسم الأمطار».

 ومع بقاء الحقول الزراعية قاحلة بسبب شح الوقود، وغيره خلال الحرب، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، أمس الاثنين، من أن الجوع سيزداد مع بدء موسم الجفاف بين يونيو وسبتمبر.

وفي بيان، الاثنين، أعربت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وهيئة التنمية غير الحكومية بشرق إفريقيا (إيغاد)، عن قلقها إزاء «التدهور السريع للأوضاع في دارفور».

واعتبرت الآلية الثلاثية أن النزاع أخذ بعداً عرقياً في دارفور، ما أدى إلى هجمات ضد أشخاص بسبب هوياتهم، وإلى تهجير فئات مجتمعية.

الخرطوم ترفض رئاسة كينيا وساطة «إيغاد»

أكدت وزارة الخارجية السودانية اعتراضها على اجتماع وزراء خارجية الآلية الرباعية الذي دعت له الخارجية الكينية، مشيرة إلى أنها ما زالت تنتظر رداً من رئاسة «إيغاد» حول اعتراضها على رئاسة كينيا للآلية.

وأوضحت في بيان الاثنين، أن تعاطي الحكومة الكينية مع ملف الوساطة يتنافى مع المبادئ الأساسية للمنظمة.

وقالت إن «التسرع الذي تبديه الحكومة الكينية في معالجة هذا الملف والتصريحات التي تصدر من مسؤوليها، والتي تشير إلى استرشادها بالمبادرات الدولية لا يخدم مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية».

إطلاق نار قرب قافلة للصليب الأحمر 

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الاثنين، إن إطلاق نار وقع قرب قافلة لفريقها بالسودان، كانت تنقل جنوداً جرحى.

وأفادت اللجنة الدولية في تغريدة، أن «فريقاً من اللجنة ينقل جنوداً جرحى إلى المستشفى بناء على طلب من طرفي النزاع بالسودان، أطلقت بالقرب منه أعيرة نارية».

وأضافت أنه «على الرغم من الضمانات الأمنية التي تم الحصول عليها من كلا الطرفين، لم يتم احترام وقف إطلاق النار».

وأشارت إلى أن جميع موظفيها بأمان ولم يصب أي منهم جراء اطلاق النار.

ودعت طرفي النزاع إلى «منح مساحات إنسانية آمنة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56kzy97n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"