الإعلام الوطني الذي نريد

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

ازدادت أهمية صناعة الإعلام من مجرد أداة لنقل المعلومة إلى قوة ناعمة مؤثرة، وموجهة، فضلاً عن الإقبال المتزايد من أفراد جمهور الإعلام الحديث، الذين وظفوا حساباتهم في هذه المنصات لنشر الغث والسمين. ولابد أن تواكب الحكومات هذه المستجدات بخطط استباقية ذكية وطموحة تسهم في تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
 وما نتابعه اليوم من جهود يقوم بها مجلس الإمارات للإعلام بشأن إعداد استراتيجية لتطوير قطاع الإعلام الوطني وتطوير الكوادر البشرية وتأهيلها لتكون قادرة على أداء مهامها السامية والمتمثلة في نقل وإبراز الهوية الوطنية والرسائل الاستراتيجية والحضارية، وعكس جهود دولة الإمارات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، محلياً ودولياً، يؤكد حرص القيادة الرشيدة على دعم هذا القطاع الحيوي.
وحرص المجلس على تبنّي حزمة من المبادرات التي تدعم نمو الصناعات الإبداعية في الدولة، وتعزز تنافسيتها، وإسهاماتها في المنظومة الاقتصادية، وتعزز كذلك العلاقات التكاملية، والعمل بروح الفريق الواحد مع القطاعين، المحلي والاتحادي، والشركاء الدوليين، لتبادل الخبرات. كما أعلن المجلس مؤخراً، أنه يعمل على متابعة وتقييم المحتوى الإعلامي المتداول محلياً، مؤكداً أنه لن يسمح بتداول، أو نشر محتوى مخالف لقيم ومبادئ الإمارات، ومعايير المحتوى الإعلامي المعمول بها في الدولة.
 إن أفراد المجتمع لديهم دور مشترك ومسؤول للحد من المحتوى المخالف، وعليهم عند تلقي، أو نشر الرسائل، أو المحتوى الإعلامي، الالتزام بأخلاقيات المواطن الصالح، وقد حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، 10 صفات أساسية للشخصية الإماراتية على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي شخصية تمثل صورة زايد، وأخلاق زايد في تفاعلها مع الناس، وتعكس الاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلته الإمارات، وتبتعد عن السباب والشتائم، وكل ما يخدش الحياء في الحديث، وشخصية علمية.. تستخدم الحجة والمنطق في الحوار، وتقدر الكلمة الطيبة.. والصورة الجميلة.. والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات، وشخصية نافعة للآخرين بالمعلومة وناشرة للأفكار والمبادرات المجتمعية والإنسانية التي يزخر بها الوطن، ومندمجة مع محيطها العالمي.. تتحدث لغته.. وتتناول قضاياه.. وتتفاعل إيجابياً مع مستقبله، شخصية واثقة بنفسها.
 دولة الإمارات لديها سمات وأخلاقيات ومرتكزات نابعة من هويتها الوطنية، وهذه فرصة لإطلاق مبادرة من الإمارات إلى العالم تتمثل في إطلاق وثيقة تضم سمات وأساسيات صناعة المحتوى الهادف، ومهارات المواطنة الرقمية، والطلاقة الرقمية، لتبدأ من رواد التواصل الاجتماعي إلى مجتمعاتهم، منبثقة من قيم سلوكات المواطن الإماراتي. والصفات ال10 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.. تحمل في طياتها التسامح والتعايش السلمي، واحترام التعددية الثقافية، ونشر المعرفة، وتبادل الخبرات، والتعاون الافتراضي، والعمل الجماعي، ودعم بعضنا بعضاً من دون تمييز، وإبراز الإنجازات والمشاريع التنموية، والمساهمة في ازدهار البشرية جمعاء.معاً لنصل إلى الإعلام الوطني الذي نريد..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zrsyjfx

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"