عادي
مصدر مؤثر للتنوع المعرفي والفكري

تحدي القراءة العربي 2023.. حاضنة لصناعة أجيال المطالعة

22:24 مساء
قراءة 6 دقائق
لقطة تذكارية للمفائزين والمتميزين
  • محمد الهاشمي: استراتيجية طموحة للارتقاء بمستويات الطلبة
  • نورة الشحي: لا يوجد عمل ناجح من دون تحديات
  • أحمد البستكي: التحدي جمع العالم تحت مظلة العلم والمعرفة

دبي- محمد إبراهيم

أكد الفائزون في تحدي القراءة العربي النسخة السابعة 2023 على مستوى الإمارات، وتربويون ومعلمون وشخصيات مجتمعية، أن سباق التحدي مصدر مؤثر للتنوع المعرفي، قادر على صناعة أجيال المطالعة عاماً تلو الآخر، وأن فعالية اليوم تضم فوجاً جديداً من أبناء القراءة والمعرفة في الإمارات.

وقالوا ل«الخليج»: «إن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، استطاع برؤيته الثاقبة أن يهدم أسوار الجهل، ويشيّد بمبادرة تحدي القراءة العربي، جسور المطالعة والعلم والمعرفة، بسواعد الأجيال في الوطن العربي ومختلف دول العالم».

المشرف الفائز

وعبّرت نورة الشحي، الفائزة بالمركز الأول عن فئة المشرفين في تحدي القراءة العربي 2023 على مستوى الإمارات، عن سعادتها لبلوغ المركز الأول على مستوى الدولة، قائلة: «فخورة بهذا الإنجاز الذي ساهم فيه فريق عمل يؤدي مهامه وواجباته على مستوى نطاق الإشراف في مختلف المناطق»، موضحة أن هناك جهوداً مبذولة من الطلبة وأولياء الأمور أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز.

وأكدت أن المشرفين بوجه عام، يعملون على مبادرات وبرامج للارتقاء بمستوى القراءة والكتابة لدى الطالب في المدرسة الإماراتية.

وفي ردها على سؤال ل«الخليج» عن التحديات التي واجهتها خلال التحدي هذا العام، أفادت بأنه لا يوجد عمل ناجح من دون تحديات، وقد تكون أبرز التحديات تلك التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنافسة المعرفية في جميع مراحل السباق، وهناك كذلك تحديات تحاكي نظاماً إشرافياً على مناطق متشعبة بعيدة أو متباعدة على مستوى الشارقة، فضلاً عن تمكين الطلبة أصحاب الهمم من الانخراط في التحدي والمنافسة والفوز بالمراكز الأولى، ولكن تغلّبنا على جميع التحديات، ووصلنا إلى المركز الأول والحمد لله.

سباق التميز

وأكد أحمد البستكي، نائب مدير عام مدارس الإمارات الوطنية للعمليات المدرسية الفائزة بالمركز الأول على مستوى مدارس الإمارات، أن تحدي القراءة العربي سباق متميز، إذ جمع العالم تحت مظلة العلم والمعرفة والمطالعة، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى التي تفوز فيها مدارس الإمارات الوطنية بجائزة المدرسة المتميزة على مستوى دولة الإمارات، حيث فازت في المرة الأولى خلال فعاليات الدورة الثالثة للتحدي، وكانت الجائزة هذا العام من نصيب مجمع العين في مدينة العين.

وأفاد بأن هذا المجمع يعمل على قدم وساق، منذ سنوات، للفوز بهذه الجائزة، لاسيما أنه شارك في التحدي أكثر من مرة حتى بلوغ هذا الإنجاز، مؤكداً أن تلك الإنجازات نتيجة طبيعية لرعاية واهتمام سموّ الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، الذي يولي اهتماماً كبيراً بمدارس الإمارات الوطنية والتعليم، فضلاً عن متابعة سموّه الحثيثة.

عنصر مهم

وفي وقفته مع «الخليج»، كشف محمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع جودة الحياة الطلابية في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، أن المؤسسة لديها استراتيجية طموحة جديدة للعام الدراسي المقبل، إذ تحاكي جودة الحياة الطلابية، وتركز بشكل أساسي على اللغة العربية كعنصر مهم، فضلاً عن التركيز على الهوية الوطنية والتراث الإماراتي والموروث الشعبي، موضحاً أن المؤسسة تطمع في أن تكون دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً في تحدي القراءة، وهو دائماً ما يطمح إليه شعب الإمارات.

وأوضح أن هناك 500 ألف طالب من مختلف مدارس الدولة، شاركوا في تحدي القراءة العربي بدورته السابعة هذا العام، بزيادة بلغت نحو 40% مقارنة بالعام الماضي، معرباً عن سعادته بتتويج الطالبة آمنة المنصوري والطالب غريب اليماحي.

أصحاب الهمم

وفي رده على سؤال عن مشاركة الطلبة أصحاب الهمم، قال إن أصحاب الهمم من الفئات المتميزة في المجتمع، ودائماً ما ينظر تحدي القراءة العربي إلى تعزيز مشاركة جميع أطراف المجتمع في تلك المنافسة، وتحويل القراءة إلى عادة يومية لدى عدد أكبر من الفئات.

وبالنسبة إلى التحديات التي واجهتهم ضمن فئة أصحاب الهمم المستحدثة هذا العام، أشار إلى أن الطلبة أثبتوا أنهم على قدر تلك التحديات من خلال مشاركاتهم المتميزة التي تمكنوا خلالها من تجاوز التحديات، أسوة ببقية الطلبة المشاركين في التحدي.

وعن أهمية الدورة الحالية من تحدي القراءة العربي، أشار إلى أن زيادة عدد الطلبة المشاركين، تثبت أن التحدي آتى ثماره وأهدافه في جعل القراءة عادة لدى طيف كبير من الطلبة والمجتمع.

60 كتاباً

وفي لقاء مع الطالبة ريم علي ناجح الخالدي، المشاركة في التحدي هذا العام، أكدت أنها قرأت أكثر من 60 كتاباً من مختلف التخصصات، بمساعدة المشرفة ومعلمة اللغة العربية والوالدين، موضحة أن عدد ساعات القراءة تتفاوت وتختلف من يوم لآخر، بحسب المذاكرة وظروف الدراسة، إذ قد تصل إلى 5 ساعات يومياً، مؤكدة أهمية تحدي القراءة العربي في إثراء الجانب المعرفي والمطالعة لدى جميع الطلبة في مختلف مراحل التعليم.

أما سمر محمد أمينة مكتبة، فأكدت أهمية الدور الذي يقوم به أمين المكتبة لدعم الطلبة في هذا السباق المعرفي العالمي، إذ إن لديه القدرة على دعم الطلبة والطالبات كما هو الحال مع الطالبة ريم الخالدي، التي أصبحت قادرة على اختيار الكتب والاستعارة من المكتبة المدرسية وفق ميولها وهوايتها، فضلاً عن توجيهها إلى معارض الكتاب للاطلاع والمشاركة في المحافل المعرفية، تشجيعاً لها على مواصلة مسيرة المطالعة.

وترى فاطمة السيد معلمة اللغة العربية، أن المعلم يعد مصدراً فاعلاً لتمكين الطلبة من المطالعة وحب القراءة، فضلاً عن إطلاعهم على المستجدات والتطورات المتلاحقة في عصرنا الحديث، معبرة عن فخرها واعتزازها بالفوج الجديد من الأجيال القارئة، المسلحين بالعلم والمعرفة الذين أناروا الدروب بمصابيح القراءة والمطالعة.

الإعاقة والتميز

أكدت الطالبة تقوى أنور أحمد، إحدى المشاركات في تحدي القراءة العربي 2023 فئة أصحاب الهمم، قراءتها لأكثر من 100 كتاب في ثقافات مختلفة، وبلغ عدد ساعات القراءة نحو 6 ساعات يومياً، إذ تدرس في الصف السابع، وتمحورت قراءتها حول الثقافة والتاريخ والقصص، معتبرة أن الإعاقة كانت دافعاً قوياً للمشاركة والمنافسة في هذا المحفل المعرفي العالمي.

آمنة المنصوري ل«الخليج»: القراءة هوايتي والتحدي أثرى تجربتي

أكدت الطالبة آمنة المنصوري بطلة تحدي القراءة العربي في نسخته السابعة 2023 على مستوى الإمارات، أن القراءة أسلوب حياتها، إذ إن القراءة هوايتها المفضلة، وانخراطها في سباق التحدي مكّنها من تحقيق التنوع المعرفي من خلال المطالعة وانتقاء الكتب بمختلف محتوياتها.

وقالت إن ميولها القرائية أدبية وتستحوذ على معظم اهتماماتها، ولكن مع دخول سباق تحدي القراءة العربي، أسهم اتساع آفاق القراءة والمعرفة لديها، من خلال الانخراط في المطالعة والقراءة في مجالات مختلفة ومتنوعة، سواء كانت أدبية أو علمية أو تاريخية أو أسطورية، ما جعل شخصيتها القرائية ثرية متعددة الاهتمامات، وتليق بلقب بطل التحدي الذي يمثل دولة الإمارات.

وفي ردها على سؤال ل«الخليج» عن نوعية القراءة، ورقية أو إلكترونية، قالت: «شعوري عندما يكون الكتاب بين يدي مختلف تماماً عن الكتاب الإلكتروني، ولكن في بعض الأحيان أفضّل الكتب الإلكترونية لأنها أسهل في الحمل، وأستطيع قراءتها أينما كنت».

وأشارت إلى الدور المحوري الذي لعبته معلمة اللغة العربية والمشرفة على مسيرتها القرائية، حيث شجعتها على المشاركة في التحدي، منذ النسخة الأولى لانطلاقته، وكانت آنذاك في المرحلة الابتدائية، ولكنها رفضت المشاركة، لتعود معلمتها مرة أخرى بعد سبع سنوات لتحثها من جديد هذا العام، وهي في المرحلة الثانوية، وتشرف عليها لتتوج بطلة لتحدي القراءة في النسخة السابعة على مستوى الإمارات.

غريب اليماحي ل«الخليج»: القراءة تبدد ظلمات الإعاقة

أكد الطالب غريب اليماحي، الفائز بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي 2023 على مستوى الإمارات فئة أصحاب الهمم، أن المطالعة المعرفية تبدد ظلمات الإعاقة، إذ مكّنته من الانخراط في التحدي وتحقيق المركز الأول، على الرغم من قوة المنافسة.

وقال ل«الخليج»: «إن القراءة تشكّل أهمية كبيرة في حياة الإنسان، إذ تضيء له دروب العلم والمعرفة، وتساعده على مجابهة الأمية والجهل والفقر، فالتحدي مبادرة تجاوزت حدود الحاضر، لتحاكي المستقبل، إذ أسهمت بفاعلية في استخراج الأفكار العامة والتفصيلية وفوائدها».

وعبّر عن سعادته بتتويجه بطلاً للتحدي على مستوى الإمارات في دورته السابعة- فئة أصحاب الهمم، وسط هذا الجمع الغفير من المواهب والمهارات والمنافسة القوية التي لازمت التحدي منذ انطلاقه، موضحاً أن فوزه رسالة فخر واعتزاز، يهديها إلى وطنه الغالي وقيادته الرشيدة، ولوالديه ومدرسته ومعلميه.

وأشاد بالدور الفاعل لتحدي القراءة العربي في بناء الأجيال، وإعدادها معرفياً وثقافياً. مقدماً الشكر الجزيل إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لرعايته تلك المبادرة، التي أسهمت في غرس مفاهيم المعرفة وروح المطالعة في نفوس الأجيال العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m8zysb3r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"