عادي
لدواعٍ تتعلق بالترشيد وتغيّر فئات رجال الأعمال

«مورنينغ كونسلت»: رحلات العمل تودّع طفرة الإنفاق السخي

22:53 مساء
قراءة 4 دقائق
رحلات تجمع بين الترفيه والعمل

إعداد: خنساء الزبير

يشير تقرير جديد صادر عن شركة الأبحاث «مورنينغ كونسلت»، إلى أن رحلات العمل لن تعود كما كانت عليه سابقاً، لأسباب مختلفة، منها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو ناتج عن أسلوب الحياة بعد الجائحة. ذكر التقرير الذي حمل عنوان «العمل.. ليس كالمعتاد»، أن الميزانيات المتشددة في الشركات، والطرق الجديدة في العمل عن بُعد، أدتا إلى تغيير رحلات العمل بشكل دائم، مشيراً إلى أن فئة أصحاب الأعمال باتت مختلفة، حالياً، فبعد أن كانت من فئة رجال الأعمال، أصبحت من الشباب التي تحتمل السفر في الدرجة الاقتصادية، حيث يقل كسب نصفهم عن 50000 دولار سنوياً.

لفت التقرير إلى أن الصورة الذهنية لرحلات العمل، بدأت تتغير، والتي طالما اتسمت بالإنفاق السخي، فقد أصبح هناك نموذج مختلف لهذا النوع من السفر، يتجذر ببطء، ولكن بثبات، ما يبلور «وضعاً طبيعياً جديداً».

تقليص واستدامة

بينما يستمر السفر الترفيهي في النمو، حول العالم، فإن رحلات العمل في الولايات المتحدة شهدت ركوداً، العام الفائت، وفقاً لشركة «مورنينغ كونسلت»، فقد أظهر الاستطلاع الذي أجرته الشركة، وشمل نحو 4400 أمريكي، أن رحلات العمل، محلياً ودولياً، ارتفعت بنسبة 1% فقط في عام 2022. وبالمقارنة مع فترة ما قبل الوباء، فإن أعداداً أقل باتت تسافرون للعمل، ومن يسافر في هذه الرحلات، فإنه قلما يكون هدفه العمل.

وقال ما يقرب من ثلث المشاركين في الاستطلاع، إن شركاتهم قد غيرت سياسات رحلات العمل، وإن أكثر هذا التغيير كان عبر تقليل عدد مرات الرحلات (60%)، أو عبر إرسال عدد أقل من الموظفين (56%)، وقال أكثر من النصف (54%) إن الشركات تدقق عن كثب في نفقات السفر أيضاً.

واعتقد المشاركون في الاستطلاع، أن هذه التغييرات أجريت لخفض التكاليف وتحسين صحة الموظفين ورفاههم، ولأن الاجتماعات الافتراضية ألغت الحاجة إلى بعض الاجتماعات وجهاً لوجه.

وأشار كبار قادة الأعمال أيضاً في الاستطلاع إلى الاستدامة، والتي أشار التقرير إلى أنها «عامل غير مرتبط بأحداث أو ظروف مؤقتة».

ووفقاً لدراسة سفريات الشركات التي نشرتها شركة «ديلويت»، للشهر الجاري، فإن واحدة من كل سبع شركات شملها الاستطلاع في الولايات المتحدة، وواحدة من كل خمس شركات في أوروبا، تتوقع جهود الاستدامة لتقليل الرحلات لعام 2023.

واستند التقرير إلى دراسة استقصائية شملت 334 من مديري السفر والمسؤولين التنفيذيين، مع الإشراف على ميزانية السفر، وأشارت إلى أن واحدة من كل ثلاث شركات أمريكية، ونحو 40% من الشركات الأوروبية، ذكرت الحاجة إلى تقليل إنفاق سفر الموظفين بأكثر من 20% لتحقيق أهداف المناخ لعام 2030.

ويقول التقرير الذي يحمل عنوان «الإبحار نحو وضع طبيعي جديد»، إن المخاوف المناخية ستؤثر، على الأغلب، في مكاسب سفر الشركات لسنوات مقبلة.

اختلافات عالمية

وأشار تقرير آخر صادر عن شركة «مورنينغ كونسلت»، نُشر العام الفائت، إلى أن رحلات العمل تنخفض في بعض البلدان أكثر من غيرها.

وسألت الشركة المسافرين من رجال الأعمال، الذين سافروا للعمل ثلاث مرات على الأقل، في العام، قبل انتشار الوباء، عن الموعد المتوقع للقيام برحلة عملهم التالية، وقالت الشركة أن ما لا يقل عن نصف المسافرين من رجال الأعمال الفرنسيين والبريطانيين والألمان، الذين كانوا يسافرون كثيراً في رحلات عمل قبل الوباء، يقولون إنهم لن يعودوا أبداً كذلك مرة أخرى. ومع ذلك تظهر مناطق أخرى كمناطق واعدة أكثر، وهي على وجه التحديد الهند والصين والبرازيل.

وبالنسبة إلى شعور الموظفين حيال جداول سفرهم الحالية، فإن معظمهم يشعرون بالرضا حيال ذلك، على الأقل في الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير شهر فبراير/ شباط الفائت. وبشكل عام، قال 6% من الأمريكيين إنهم يسافرون في رحلات عمل «بالقدر المناسب»، بينما قال 29% إنهم يرغبون في القيام بالمزيد، و7% أقل.

نقاط مضيئة

ولكن هناك العديد من النقاط المضيئة لأولئك الذين يهتفون بالعودة القوية لسفر العمل، وفقاً للتقارير.

وقالت «ديلويت» إن من المتوقع أن يرتفع الإنفاق على رحلات العمل الدولية عام 2023، في أوروبا في الأغلب، لأعمال العملاء، وفي الولايات المتحدة للتواصل مع الزملاء العالميين في المؤتمرات.

وذكر ما يقرب من ثلثي المسافرين من رجال الأعمال أنهم يتوقعون حضور مؤتمر، أو ندوة هذا العام أيضاً، بحسب ما قالته شركة «مورنينغ كونسلت». ووفقاً لتقريرها فإن «السفر الترفيهي» الذي يجمع بين رحلات العمل والترفيه، آخذ في الارتفاع أيضاً، مدفوعاً بترتيبات العمل المرن التي بدأت أثناء الوباء.

ويشير التقرير إلى أن الموظفين في الأغلب، يدفعون أكثر مقابل هذا النوع من الرحلات، ويرى الكثيرون أنها تمكنهم من السفر مرات أكثر، ولفترات أطول من الوقت.

تأثير التضخم

وفقاً لتقرير من «ديلويت»، قد لا تزداد أعداد رحلات السفر كثيراً، لكن إنفاق الشركات عليها يرتفع بسرعة.

وتضاعف إنفاق الشركات على السفر في الولايات المتحدة وأوروبا، العام الفائت، تقريباً ويسير على الطريق الصحيح للوصول إلى مستويات ما قبل الوباء، بحلول أواخر 2024، أو أوائل 2025.

وفي حين أن هذا قد يبدو تعافياً كاملاً من نوع ما، يشير التقرير إلى أن الشركات تضطر إلى إنفاق المزيد بسبب التضخم وارتفاع تكاليف السفر، فالأسعار المرتفعة لتذاكر الطيران والغرف الفندقية أكبر مساهمَين في زيادة التكاليف، كما أنها أصبحت العامل الأول الذي يعيق عدد الرحلات.

ووفقاً للتقرير فإن التذاكر المرنة، ورغبة الموظفين في رحلات عمل فاخرة، تقفان وراء ارتفاع التكاليف أيضاً.

وبحسب «ديلويت»، ذكرت 59% من الشركات أنها تقلص التكاليف عبر اختيار سكن أقل كلفة، و56% تحجز للموظفين على رحلات أقل سعراً، و45% تقلص أعداد الرحلات.

وقال ما يقرب من 70% إنهم يوازنون بشكل استراتيجي مدى الحاجة لرحلات العمل، حيث يقومون بموازنة بعض العوامل، كالتكاليف وانبعاثات الكربون، مع الاحتفاظ بالموظفين وتوليد الإيرادات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/432uudcf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"