عادي
للمساهمة في تحقيق الاستدامة بالعمل الخيري

«الشارقة الخيرية» تنفق 130.6 مليون درهم في 2023

00:44 صباحا
قراءة 6 دقائق
خلال المشاركة في حملة جسور الخير
توزيع الاضاحي

الشارقة: «الخليج»
أنفقت جمعية الشارقة الخيرية 130.6 مليون درهم على كافة أعمالها الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها خلال منتصف العام الجاري، للمساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة في العمل الخيري، والتركيز على الأعمال ذات الأثر والتأثير في رفع جودة الحياة لدى المستحقين والمنتفعين من المساعدات المقدمة.

وتضمنت البرامج التي تم تقديمها منذ مطلع شهر يناير وحتى نهاية شهر يونيو من العام الجاري، إنفاق 46 مليون درهم لكافة مساعدات الجمعية داخل الدولة، إلى جانب إنفاق 83.7 مليون درهم ضمن برامج المشاريع الخارجية وكفالة الأيتام، بحسب التقرير الصادر عن إدارة التميز والتخطيط الاستراتيجي.

الصورة
1

أكد محمد راشد بن بيات نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن المساعدات التي جرى تقديمها لمستحقيها والمشاريع التي تم تنفيذها، حملت جملة من الأهداف الجوهرية لماهية المشاريع الخيرية، وتؤكد أن هذا العمل لا يقتصر فقط في استلام التبرع من المتصدق وتسليمه إلى المستفيد فقط، بل تشكيل هذا العطاء في بوتقة تقود إلى جعله عطاء بمثابة وسيلة لتحويل حياة الإنسان من طالب المساعدة إلى شخص منتج ومساهم في تنمية المجتمع.

وقال إن المساعدات المقدمة شملت المسجلين في قوائم المساعدات الشهرية، والمفرج عنهم من المنشآت العقابية والإصلاحية الذين تكفلت الجمعية بتسوية مديونياتهم، إلى جانب أصحاب الحالات المرضية الذين استشعرت أحوالهم الصحية، وسخّرت صدقات المحسنين في علاجهم ومساعدتهم على استعادة العافية والنهوض مجدداً لمسايرة الحياة.

وأوضح أن مشاريع الجمعية في البلدان المشمولة، ركزت على دعم البنية التحتية وتوفير مشاريع ذات طابع إنتاجي، ما يعزز إيجاد بيئة معيشية تلبي احتياجات المستحقين وتحقق الأهداف الجوهرية من المساعدات المقدمة.

المساعدات الشهرية

قال كشف ابن بيات: «إن حصيلة المساعدات النقدية التي قُدمت لمستحقيها من الأيتام والأرامل والمطلقات ومن انقطعت بهم سبل العيش الكريم، قد بلغت 9.8 مليون درهم بمعدل 6061 مستفيداً، موضحاً أن هذه المساعدات يتم صرفها لفترة محددة، بحسب ما تقرره لجنة المساعدات، على ضوء الوضع المعيشي للأسرة، والتي غالباً ما تُصرف لمدة 6 شهور قابلة للتجديد، بحسب ما تراه اللجنة بناء على تقارير البحث الاجتماعي».

ولفت إلى أن المساعدات الشهرية تستهدف مساعدة الأسر على تحسين أوضاعها المعيشية واستقرارها، بما يمكّنها من الاعتماد على نفسها، لتقوم الجمعية بمساعدة سائر الحالات الأخرى التي يتم الموافقة عليها من قبل لجنة المساعدات.

الحملات الموسمية

أوضح راشد بن بيات، أن إجمالي ما قدّمته الجمعية، على مدار نصف العام الجاري، في إطار المساعدات الموسمية بلغ 16.1 مليون درهم، حيث تم تنفيذ مشاريع الحملة الرمضانية «جود» التي ضمت مشاريع الإفطار والمير الرمضاني وزكاة الفطر وزكاة المال وكسوة العيد، بجانب حملة شتاء التي وفرت الجمعية من خلالها الملابس الشتوية والأغطية الثقيلة للعمال، لتكون بمثابة لافتة حضارية، شكراً وثناء على العمال وجهودهم المخلصة في خدمة الوطن وإظهاره بصورته الراقية.

من قديمكم إلى جديدهم

تعد من المبادرات المهمة التي استثمرت فيها الجمعية بشكل ناجح لصالح الأسر المتعففة، عن طريق تحويل تبرعات المحسنين من المواد العينية والملابس إلى ملابس كسوة جديدة عبر آلية منظمة، تتسلم من خلالها الجمعية تبرعات أهل الخير من الملابس التي ليسوا بحاجة إليها، ليتم فرزها وبيع الصالح منها إلى الشركات المتخصصة في تدوير الملابس، ومن ثم يتم صرف ريع هذه المبيعات لشراء ملابس أخرى جديدة من أجل توزيعها على الحالات المستحقة، ما يُدخل السرور إلى نفوسهم، وقد نفذت الجمعية مبادرة «من قديمكم إلى جديدهم» خلال العام الماضي بكلفة 3.2 مليون درهم.

كما نفذت الجمعية العديد من المشاريع الخيرية، وقدمت حزمة من المساعدات الحيوية للفقراء في تلك الدول، وفعّلت برامج الكفالات لمستحقيها، إرساء لقيم التعاون والتراحم التي اختطها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

أنشطة ومشروعات

بحسب نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، فقد بلغت قيمة الأنشطة التي تم تنفيذها خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 83.7 مليون درهم، شملت جملة من المشاريع التي تم تنفيذها في تلك البلدان بجانب مشروعات أخرى أضحت على بعد مسافة قريبة من إعلان تسليمها إلى مستحقيها، إلى جانب ضم عدد من الفئات إلى برامج رعاية الأيتام والأسر المتعففة.

وتضمنت تلك المشاريع بناء 754 مسجداً بكلفة 39.9 مليون درهم، و98 فصلاً دراسياً ضمن مشروع «هيا نتعلم» الذي تم تنفيذه بكلفة 7.6 مليون درهم، ما يعكس الجهود الكثيفة التي يتم بذلها لدعم الطلبة والدارسين في الدول المشمولة بمشاريع الجمعية، حيث يعد التعليم من أهم الأولويات فهو السبيل إلى بناء الإنسان والاستثمار في طاقاته وقدراته وتسخيرها بالشكل الذي يمكّنه من خدمة مجتمعه والمساهمة في الارتقاء به عبر عقول مستنيرة.

وواصل حديثه مؤكداً أن أعمال الجمعية خارجياً، خلال النصف الأول من العام الجاري، تضمنت بناء 36 محلاً وقفياً بكلفة نصف مليون درهم، و775 مشروعاً خيرياً إنتاجياً بكلفة 900 ألف درهم، وهي بمثابة فرصة عمل لأصحاب المهن الحرفية، لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في توفير احتياجاتهم المعيشية، بما يحقق الهدف الجوهري من عمل الجمعية التي تتطلع إلى الارتقاء بالمستفيد، وتمكينه من الاكتفاء الذاتي دون الحاجة إلى انتظار مساعدات المؤسسات الخيرية.

ومن خلال هذه المشاريع الإنتاجية، يتم تزويد المستفيد بالوسائل التي تعينه على القيام بأداء حِرفة معينة من الحِرف التي يجيدها، وتصبح فرصة عمل له يكسب من خلالها قوت يومه، وهذه المشاريع تتضمن طاحنات الحبوب ودراجات الأجرة وقوارب الصيد وآلات الخياطة والتطريز، إلى جانب مشاريع إنتاجية للمزارعين، مثل مشاريع تربية الأبقار والدواجن التي تدر دخلاً لأصحابها، ومحلات بيع الفواكه والخضراوات وغيرها الكثير من المشاريع الإنتاجية الأخرى.

وأوضح أن المشاريع المنفذة شملت أيضاً المنشآت الحيوية التي تمثل عُمراناً وتخدم سكان المنطقة وأهاليها والقرى المجاورة لها، وتضمنت بناء 36 بيتاً للفقراء بكلفة مليون درهم، لتكون لهم مأوى وسكناً يحقق لهم الاستقرار المعيشي، وإنشاء 17 مجمعاً بكلفة 6.2 مليون درهم، وهي مشاريع حيوية تمثل عمراناً للمناطق النائية، خاصة أن الجمعية تقوم على تنفيذ مشاريعها في القرى التي تفتقر إلى الخدمات المهمة التي تحقق تطلعاتهم.

وأضاف أن الجمعية قامت بحفر 5401 بئر وإنشاء 8 محطات تحلية للمياه، وقد تنوعت الآبار بين ارتوازية وسطحية وعميقة، مع الاتجاه إلى تشييد الخزانات الكبرى التي تخدم عدداً من القرى المجاورة وتعمل من خلال الطاقة الشمسية، بكلفة 19.3 مليون درهم، بما يوفر لسكان تلك المناطق وفرة في مياه الشرب دون عناء البحث تحت أشعة الشمس الحارقة.

ولفت إلى أن الدراسات التي تقوم بها فرق عمل مكاتب الجمعية، تعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المناطق النائية في البلدان التي تفتقر إلى المياه، وقد ينتج عن ذلك تعرض السكان لمخاطر الجفاف وما ينتج عنه من آثار وخيمة تقود إلى المجاعة، بينما تم توزيع 300 ألف وجبة إفطار صائم بكلفة 2.9 مليون درهم في أكثر من 30 دولة حول العالم خلال شهر رمضان المبارك، بينما تكفل الجمعية نحو 29700 مكفول بين أيتام وأسر متعففة وطلبة علم ومعاقين ودعم الأئمة والمعلمين في البلدان التي تغطيها مشاريع الجمعية.

عيد الأضحى

على مدار شهر كامل قبل حلول عيد الأضحى المبارك، واصلت الجمعية أعمالها في القيام بعدد من المبادرات الخيرية التي تم تنفيذها بشكل منتظم خلال أيام عشر ذي الحجة، بواقع مبادرة كل يوم، إلى جانب إيفاد 114 شخصاً لأداء مناسك الحج، ضمن حملة «تيسير الحج»، وتنفيذ المشروع الأكبر من مشاريع الحملة، وهو توزيع ما يزيد على 14,082 أضحية للمستحقين داخل الدولة وخارجها.

المساعدات المقطوعة

كشف ابن بيات، أنه تم تنفيذ المساعدات المقطوعة بكلفة 24.4 مليون درهم، شملت 10 ملايين درهم للمساعدات العلاجية استفادت منها 543 حالة مرضية، حيث تم التركيز بشكل رئيسي على المرضى المصابين بالأمراض المزهقة للنفس، والتي يسبب تأخر علاجها موت المريض أو تعرضه لمضاعفات أشد خطراً.

وتشمل هذه الأمراض: الأمراض الوبائية كالتهابات الكبد الوبائي والأمراض السرطانية والفشل الكلوي وعمليات زراعة الكبد والقلب المفتوح والقسطرة، إلى جانب الولادة المتعسرة والقيصرية وحضانات الأطفال حديثي الولادة الذين هم بحاجة إلى رعاية صحية.

وكذلك العمليات الجراحية وعمليات العيون وتركيب الأطراف الصناعية وزراعة القرنية وتركيب الدعامات والسماعات واستئصال الأورام، وعمليات تبديل المفاصل وتصحيح انحراف القدم، والتي تمثل كلفاتها عبئاً على الفقراء الذين يعجزون عن توفيرها وعلاج أنفسهم، مشيراً إلى أن الجمعية تعوّل في ذلك على ذوي القلوب الرحيمة من أهل الإحسان والمتصدقين.

وأضاف أنه تم تقديم مساعدات سكنية لصالح 831 أسرة بقيمة 6.9 مليون درهم، تضمنت ترميم بعض المنازل الآيلة للسقوط وصيانتها، وتأثيثها بما يلزمها من الأجهزة والأثاث الذي تفتقد له الأسرة، بحسب الدراسات الميدانية وتقارير البحث الاجتماعي لكل أسرة، كما شملت المساعدات السكنية دفع الرسوم الإيجارية المتأخرة عن عدد من الحالات المتعسرة في السداد، بجانب التكفل بسداد مستحقات فواتير الكهرباء والمياه لمن تعرضوا لقطع الخدمة بسبب تراكم المتأخرات وعدم الانتظام في السداد، نظراً لتأزم أوضاعهم المعيشية.

وأضاف نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، أنه في إطار دعم طلبة العلم، فقد تم تقديم مساعدات دراسية للطلبة المتعسرين أبناء الأسر المتعففة بقيمة مالية بلغت 2.5 مليون درهم، والتي شملت دفع الرسوم الدراسية، وتوفير الأجهزة اللوحية لما يزيد على 362 طالباً، إلى جانب مساعدة 873 حالة إنسانية في إنهاء محكوميتهم خلف قضبان المنشآت العقابية والإصلاحية بعد سداد مديونياتهم بالتعاون مع الجهات المختصة، وبكلفة مالية بلغت 4 ملايين درهم.

1

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"