عادي

خططت لاستقبال 15 مليون سائح.. هل مصر المستفيد الأكبر من الصيف الملتهب؟

17:57 مساء
قراءة 4 دقائق

تسبّبت درجات الحرارة الحارقة التي حطّمت الأرقام القياسية، في إعادة التفكير من جانب السائحين الذين اعتادوا التوجّه نحو أكثر المناطق السياحية السياحة، ما جعل البعض يعيد التفكير في خطط السفر الصيفية، ورغم ذلك أكدت وزارة السياحة في مصر، اعتمادها استراتيجية لمضاعفة الطيران 3 أضعاف، مع توقعاتها بوصول السياح إلى مصر 15 مليون سائح هذا العام، فهل بالفعل تأثرت السياحة المصرية سلباً بالارتفاع في درجات الحرارة أم أنها المستفيد الأول من هذا الارتفاع ؟

خريطة السياحة العالمية تشهد تغيراً، بسبب موجة الحر والحرائق التي تشهدها أجزاء من أوروبا، لكن رغم «الغليان العالمي» والارتفاع القياسي في درجات الحرارة حول العالم، استقبلت مصر أكثر من 7 ملايين سائح خلال النصف الأول من العام الجاري، وسط توقعات بأن يصل هذا العدد إلى 15 مليون بحلول نهاية العام، بما يمثل زيادة كبيرة عن الأرقام التي حققتها مصر في عام 2022، إذ زار مصر خلال عام 2022 نحو 11.7 مليون سائح.

وأشار موقع «Travel off Path» المتخصص في السياحة والسفر في تقرير مصور إلى أن المقصد السياحي المصري يشتهر بالعديد من المقومات التي تجذب السائحين، والتي من بينها المناخ المعتدل، والمدن السياحية النابضة بالحياة، والمعالم والأماكن الأثرية العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة، هذا بالإضافة إلى الأسعار المناسبة.

وأضاف أن مصر قدمت مؤخراً تأشيرة متعددة الدخول صالحة لمدة 5 سنوات، مما يسهل على السائحين الزيارة أكثر من أي وقتٍ مضى، كما أنه يعد عامل جذب لأولئك الذين يرغبون التعرف على البلد بصورة أكبر.

ومن جانبه، علّق أحمد يوسف، مساعد وزير السياحة المصري، والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، على التقرير بأن ذلك نتيجة الأمان والتحوّل الرقمي وانخفاض تكلفة الحياة، مؤكداً أن هذا التقرير يتفق مع استراتيجية الوزارة.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «الحياة اليوم»، تقديم الإعلامية لبنى عسل، أن استراتيجية وزارة السياحة والآثار تعتمد على مضاعفة الطيران 3 أضعاف، متوقعاً وصول عدد السياح إلى مصر 15 مليون سائح هذا العام.

التأثير على السياحة

تأثرت عدد من الوجهات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة العالمية.

ففي الولايات المتحدة، وصلت درجات الحرارة في وادي الموت، الذي يمتد على طول جزء من حدود وسط ولايتي كاليفورنيا ونيفادا والمعروف باسم «أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض»، إلى 53.3 درجة مئوية، وفقاً لما ذكرته خدمة الطقس الوطنية.

وواجه المسافرون في ولايتي تكساس وفلوريدا أيضاً طقساً حاراً بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة.

بينما في أوروبا، تم إصدار تحذيرات صحية من قبل المسؤولين في دول مثل إيطاليا، وفرنسا، بسبب الطقس القاسي.

وأصدرت وزارة الصحة الإيطالية تنبيهات حول الطقس تُشير إلى وجود تهديد صحي محتمل لأولئك المعرضين للحرارة، في 23 مدينة بالحد الأدنى، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية في سردينيا، و40 درجة مئوية في روما.

وتعرّض عدد من السياح للإغماء بسبب ضربة شمس، بينهم مواطن بريطاني فقد وعيه بالقرب من الكولوسيوم الروماني القديم.

أيضاً اشتدت الحرارة أيضاً في إسبانيا، حيث تم إصدار تحذير شديد في وجهة العطلات الشهيرة، مايوركا، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية.

واشتعلت حرائق الغابات في مدينة لا بالما الواقعة في جزر الكناري، ما أدى إلى إجلاء ما يصل إلى 4 آلاف شخص من منازلهم.

وفي الأسبوع الماضي، طالبت وزارة الثقافة اليونانية بإغلاق الأكروبوليس في أثينا من منتصف النهار بالتوقيت المحلي حتى الساعة 5 مساءً. نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، واقترحت السلطات أن درجات الحرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية بحلول نهاية الأسبوع.

ماذا يحدث للطقس؟

«الغليان العالمي»، هو الوصف الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على الطقس الحار المتطرف الذي يشهده العالم والارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية التي سجلها شهر يوليو الجاري، ما دفعه للقول «انتهى عصر الاحترار المناخي العالمي، حلّ عصر الغليان العالمي».

تصريحات غوتيريس جاءت في مؤتمر صحفي عقده، الخميس، في مدينة نيويورك، تزامن مع صدور تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالاشتراك مع خدمة «كوبرنيكوس»، رجّح أن يكون شهر يوليو 2023 «أكثر الأشهر سخونة على الإطلاق»، ما أثار قلقاً عالمياً.

ووفق ما نقل موقع الأمم المتحدة عن مدير خدمة «كوبرنيكوس» لمراقبة تغير المناخ، كارلو بونتيمبو، فإن درجات الحرارة المسجّلة في شهر يوليو كانت «استثنائية» إلى حد أن العلماء «واثقون بأن الأرقام القياسية قد تم تجاوزها حتى قبل نهاية الشهر»، مضيفاً أن هذه الدرجات «قد تكون قياسية حتى منذ نحو مئة ألف عام»، وذلك بناء على بيانات مناخية غير مباشرة مثل حلقات الأشجار وما يحفظه الجليد.

وأكد غوتيريس أن هذا الواقع يتناسب مع التوقعات والتحذيرات المتكررة، لكن المفاجأة الوحيدة المسجلة هي «سرعة التغيّر»، قائلاً إن «تغير المناخ صار هنا، وهو مرعب وهذه مجرد البداية»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات سريعة وقوية لوضع حد للانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض.

كما وصف الصيف الحالي بأنه «كارثة على الكوكب بأسره، حيث سيكون قاسياً بالنسبة لأجزاء شاسعة من أمريكا الشمالية وإفريقيا وأوروبا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yxxk8sn7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"