دبي: يمامة بدوان
بعد نحو شهر، يعود سلطان النيادي إلى الأرض، بعد أن أمضى 4000 ساعة في أطول مهمة للرواد العرب في المحطة الدولية للفضاء، محققاً إنجازاً إماراتياً عربياً جديداً، يضاف إلى سجل دولة لا تعرف معنى «مستحيل»، فضلاً عن إجرائه 200 تجربة ودراسة علمية بالتعاون مع 5 وكالات فضاء عالمية، و19 تجربة لجامعات إماراتية، تختص في مجالات تقييم تأثير الجاذبية الصغرى في التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، ودراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.
بحسب وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، فإن النيادي وطاقم «كرو 6»، يستعدون لاستقبال بعثة «كرو 7»، التي ستنطلق للمحطة الدولية في تمام 3:56 مساء بتوقيت الدولة في 17 أغسطس/ آب المقبل، على أن يتم تسليم مهام إدارة المحطة للطاقم الجديد على مدار أيام، قد تصل إلى أسبوع، ثم يعود رائد الفضاء الإماراتي برفقة 3 رواد آخرين إلى الأرض نهاية الشهر المقبل على متن مركبة «دراغون»، في رحلة تستغرق من 6-30 ساعة.
انفصال «دراغون»
وحسب «ناسا»، فإن رحلة العودة ستبدأ بانفصال «دراغون» عن المحطة الدولية، يعقبها تنفيذ مناورات عدة لدخول الغلاف الجوي بسرعة 27 ألف كم/ الساعة، أي أكثر من 20 ضعف سرعة الصوت، يلي ذلك إطلاق مظلتين من المركبة على ارتفاع 5.5 كم لتخفيف السرعة، ثم إطلاق 4 مظلات أخرى على ارتفاع 2 كم، ليجري الهبوط في مياه المحيط الأطلسي قبالة سواحل فلوريدا الأمريكية، حيث ستعمل أطقم متخصصة على استعادة المركبة سليمة على متن سفينة، ثم يجري نقل الرواد عبر مروحية إلى مركز جونسون للفضاء، لإجراء الاختبارات الصحية، من أجل التأكد من سلامتهم.
وفي السياق ذاته، أوضحت «ناسا» أن النيادي وزملاءه، يستعدون في الرابع من أغسطس لاستقبال شحنة من الإمدادات العلمية، يصل وزنها إلى 3.7 طن، على متن المركبة «سيغنس»، التي ستنطلق من ولاية فيرجينيا الأمريكية في الأول من أغسطس.
تجارب ودراسات
وخلال مهمته، التي تمتد 6 أشهر، أجرى النيادي تجارب ودراسات بشكل شخصي على جسمه، للتعرف إلى نتائجها في ظل الجاذبية الصغرى، شملت مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات، واختبارات متخصصة بعلوم الحياة، وأخرى هدفها التغيرات التي تحدث للسوائل ضمن بيئة الفضاء، كذلك تجارب تختص بعلم النفس، وأخرى بيولوجية، ترتبط بالنباتات وكيفية زراعتها ونموها وتأثيرات الجاذبية فيها، وغيرها الكثير من التجارب.
المشي الفضائي
ويعد المشي الفضائي، الذي أجراه النيادي نهاية إبريل/ نيسان الماضي، لمدة 7 ساعات ودقيقة واحدة، إنجازاً تاريخياً يُضاف إلى سجل الإنجازات، التي حققها في مجال استكشاف الفضاء، حيث عمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، كما ساهم لاحقاً عبر الذراع الروبوتية «كندارم 2» من خلال نظام المحاكاة على الحاسوب، في التجهيز لمهمة السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، لتركيب عدد من الألواح الشمسية.
آخر اتصال لاسلكي
ينظم مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم الاثنين، آخر اتصال لاسلكي مع سلطان النيادي قبل عودته من أطول مهمة للرواد العرب في المحطة الدولية؛ وذلك في فعالية تنطلق الساعة 11 صباحاً في مقر جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي بمنطقة البديع في الشارقة، بحضور عدد من وسائل الإعلام.
ويتضمن جدول الفعالية، مقدمة عن المركز ولمحة عن المحطة الدولية، وتدريب الطلاب على تقنية الاتصال اللاسلكي، على أن يبدأ الاتصال مع النيادي، الذي يستمر ل 11 دقيقة، في تمام الساعة 12:16 ظهراً بتوقيت الدولة، ويستمر حتى 12:27 ظهراً.
