دراما البنات والنساء

على الوتر
02:40 صباحا
قراءة 3 دقائق

إذا اعتبرنا الدراما امرأة، أو فلنقل إن المرأة محرك وفاعل جوهري في الدراما فينبغي أن نتخذها وسيلة لإنصاف حواء، والإضاءة على عطاءاتها وإنجازاتها غير المحدودة، وليس لاستغلالها والتعامل معها كسلعة ووسيلة جذب مثلما أهانتها وفعلت بها الإعلانات .

هذا العام كثرت الأعمال الدرامية النسائية، سواء تلك التي تناقش قضايا وهموم حواء، أو التي تتصدى لبطولتها نجمات أو تتخذ عناوين وأسماء تتعلق بعالم المرأة، وهذا ليس بجديد، حيث بدأت معالم هذا الاتجاه تتضح خلال السنوات الماضية، ولكن هذا العام تكاثرت الدراما النسائية، وتصدرت بعض الشاشات، بل وخرجت من رحمها ما يمكن تسمته ب دراما البنات والتي قد تكون أكثر جاذبية لفئات من المشاهدين، ممن يعتبرون أن عالم البنات فيه الكثير من الأسرار، ويتوهم أن الدراما هي التي يمكنها كشفه .

العام الماضي أثار مسلسل بنات الثانوية حالة من الصخب والجدل في دول خليجية، ونال مساحة من كلام الناس وكلام الصحافة والإعلام، ولذا كان القرار بتقديم بنات الجامعة كجزء جديد من بنات الثانوية ولكنه حتى الآن ليس له سحر الأصل .

بنات الثانوية ليس وريثه الوحيد هو بنات الجامعة، ولكن أيضاً ملحق بنات وبنات الديرة وحكايات بنات وبنات العيلة وأيضاً صبايا والذي يعتبر وريثاً شرعياً ل صبايا الأعوام الماضية .

عالم البنات شغل كتاب الدراما ومخرجيها وأبطالها، ولم يكتفوا بالمسلسلات سالفة الذكر والتي عنونت ب بنات كصفة أو مضاف يتبعه مضاف إليه استكمالاً للاسم، بل وجدنا مسلسلات أخرى تحمل أسماء مختلفة ومنها فيرتيجو لهند صبري وخادمة القوم لهدى حسين ومع سبق الإصرار لغادة عبدالرازق .

ومثلما نتابع هموم وطموحات وأحلام وتمرد البنات من خلال أعمال عدة، نتابع أيضاً قضايا المرأة وشطحاتها، ومكائدها وضعفها في أعمال أخرى مثل كيد النساء 2 بعد أن تم استبدال بطلته سمية الخشاب بنبيلة عبيد لتشارك فيفي عبده فيه، وامرأة تبحث عن المغفرة لزهرة عرفات، ولعبة المرأة رجل لميساء مغربي وحبر العيون لحياة الفهد وقضية معالي الوزيرة لإلهام شاهين وخوات دنيا لسعاد عبدالله وشربات لوز ليسرا وكاريوكا لوفاء عامر والزوجة الرابعة لدرة وزنود الست لوفاء موصللي وجيهان عبدالعظيم ومديحة كنيفاتي .

الأسماء تتحدث عن المضمون، وأسماء البطلات تشهد بالاكتساح النسائي للدرما، ولكنها لا تنفي أن المسلسلات التي يلعب بطولتها رجال ما زالت صاحبة الجماهيرية الأكبر، لأنها لا تتناول قضايا رجال، ولكنها مرآة للحياة بكل ما فيها وما لها وما عليها، وبالتالي من الطبيعي أن تكسب السباق .

ليس عيباً أن يتم تناول قضايا البنات والنساء، ولا مشكلة في أن تكون البطولة نسائية، ولو أردتم فليكن أيضاً النص والإخراج من نصيب المرأة، ولكن أن يكون ذلك بهدف تقديم أعمال تافهة وسطحية تستغل البنات والنساء ولا تنصفهن مثلما هو موجود في العديد من المسلسلات فهذا هو غير المقبول لأنه سيكرس التعامل مع المرأة على أنها سلعة جاذبة، ولن يستقيم الحال ولن ترضى الفتاة أو المرأة عن وضعها، ولن يقبل الرجل بما يحدث مع شريكته في الحياة وفي المكتب وفي المول وفي البيت .

المسلسلات لم تنصف المرأة بالقدر الذي ظهرت به، فلو كانت كل الأعمال ذات قيمة جيدة، ولو عرف كتابها كيف يسلطون من خلالها الأضواء على قضايا مهمة وقصص نسائية حقيقية، ليس بالضرورة أن تكون كلها سير ذاتية، ولكنها من واقع المرأة وأفراحها وأحزانها ومعاناتها لانتصرت الدراما على مللها وانتصرت معها المرأة على واقعها .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"