دبي: أنور داود
مرت 15 سنة على دخول الطائرة العملاقة إيرباص A380 إلى الخدمة ضمن أسطول «طيران الإمارات»، أكبر مشغل لهذا الطراز على مستوى العالم، وذلك منذ أول رحلة لها إلى نيويورك في الأول من أغسطس / آب 2008.
وتمتلك «طيران الإمارات»، أكبر ناقلة دولية في العالم، 116 طائرة من طراز إيرباص A380، وتشغل رحلات «العملاقة» إلى 49 وجهة حول العالم في 33 دولة في قارات العالم الست.
وتسلمت «طيران الإمارات» أول طائرة إيرباص A380 من منشأة إيرباص في هامبورغ في 28 يوليو / تموز 2008، كما شغلت أول رحلة تجارية للطائرة من دبي إلى نيويورك جيه اف كيه في 1 أغسطس / آب 2008.
خلال عقد ونصف، لعبت طائرة إيرباص A380 دوراً مهماً في نجاح طيران الإمارات على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، حيث سمح قرار الاستثمار في أسطول A380 باستيعاب عدد كبير من الركاب على المسارات التي يرتفع فيها الطلب، مما ساهم في نموها وربحيتها.
وتوفر طائرة A380 مقصورة رحبة ومريحة، مما يوفر للركاب تجربة سفر فائقة. ويتجلى التزام طيران الإمارات بالخدمات الفاخرة والراقية في طائراتها A380، التي تتميز بأحدث وسائل الراحة والصالات الفخمة وأنظمة الترفيه المبتكرة.
ربط الوجهات
وبفضل قدراتها، تمكّن A380 شركة طيران الإمارات من ربط الوجهات البعيدة بكفاءة، وربط القارات وإيجاد إمكانيات سفر جديدة للعملاء في جميع أنحاء العالم. عززت هذه الشبكة الواسعة مكانة طيران الإمارات كشركة طيران عالمية رائدة.
مظهر مميز
وأصبحت A380 رمزاً لالتزام طيران الإمارات بالتميز والابتكار. وعزز مظهرها المميز ووجودها في المطارات الرئيسية حول العالم صورة العلامة التجارية للشركة وجذب انتباه المسافرين وعشاق الطيران على حد سواء.
نمو السياحة
ومن خلال تشغيل A380 على مسارات مختلفة، ساهمت طيران الإمارات بشكل كبير في نمو السياحة في مدينة دبي، حيث جذبت طائرة A380، ملايين الزوار إلى المدينة النابضة بالحياة.
كان لاقتناء وتشغيل أسطول A380 أثر اقتصادي كبير على طيران الإمارات وصناعة الطيران. لقد خلق برنامج A380 فرص عمل وحفز النمو الاقتصادي، مما عزز مكانة الشركة كلاعب رئيسي في قطاع الطيران.
وتعد A380 عاملاً محورياً في رحلة طيران الإمارات، حيث مكنتها من تقديم تجارب ركاب لا مثيل لها وتوسيع انتشارها العالمي، وتعزيز مكانتها كشركة طيران رائدة في صناعة الطيران. مع الاحتفال بمرور 15 عاماً على الطائرة A380، كانت الطائرة حجر الزاوية في تميز الناقلة وتشكلها لمستقبل السفر الجوي.
وكانت طيران الإمارات أول ناقلة تقدمت بطلب لشراء طائرة A380 في معرض فارنبره الجوي 2000 عندما كانت الطائرة لا تزال تُسوّق على أنها A3XX. وأعقب ذلك تعزيز الالتزام وطلب 15 طائرة أخرى خلال معرض دبي للطيران 2001، وذلك في خطوة جريئة بعد بضعة أسابيع فقط من أحداث 11 سبتمبر / أيلول التي شكلت تحدياً غير مسبوق للصناعة العالمية.
الطائرة رقم 100
وتسلمت طيران الإمارات في 2017، طائرتها الإيرباص A380 رقم 100 خلال احتفال ضخم خاص في مقر الشركة المصنعة بمدينة هامبورغ الألمانية.وفي ديسمبر 2021، تسلمت طيران الإمارات طائرتها 123 إيرباص A380 العملاقة. وتعد الطائرة الجديدة، المسجلة A6-EVS، الأخيرة التي انضمت إلى الأسطول من هذا الطراز، علامة فارقة أخرى في التزام طيران الإمارات نحو هذا الطراز.
وتدير طيران الإمارات أكبر قاعدة انطلاق لطائرات A380 من خلال مبنى مخصص لهذا الطراز يعد الأول والأوحد من نوعه في العالم. وبلغت تكلفة هذا المبنى 3.3 مليار دولار لتوفير أقصى درجات الراحة للمسافرين، حيث يمكن لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال الصعود إلى الطائرة مباشرة من الصالات الخاصة.
تحديث
تنفذ طيران الإمارات حالياً برنامج تحديث بتكلفة ملياري دولار، حيث تخضع مقصورات الركاب في 67 طائرة A380 لتحديث كامل يشمل أحدث المنتجات والتصاميم الداخلية في جميع المقصورات، بما في تركيب مقاعد الدرجة السياحية الممتازة، وتجديد المقاعد في الدرجتين السياحية والأعمال والأجنحة في الدرجة الأولى. وأُخرِجت أول طائرة A380 تسلّمتها طيران الإمارات (A6-EDA) من الخدمة بعد أن أتمّت رحلتها الأخيرة، ونُقلت إلى المركز الهندسي، حيث استعاد مهندسو طيران الإمارات المكونات الصالحة للاستخدام، مثل المحركات وجهاز الهبوط وأجهزة التحكم في الطيران.
أطول وأقصر رحلة للعملاقة
تعتبر الرحلة بين دبي وجدة الأقصر ضمن جميع رحلات طيران الإمارات بطائرات A380 في كل الاتجاهات، بمدة نحو ساعتين و50 دقيقة. وتعتبر الرحلة بين دبي وأوكلاند، التي تمتد على 17 ساعة، أطول رحلة لطيران الإمارات على متن طائرتها A380.
وتعد طائرة A380 إحدى أطول الطائرات مدىً في العالم، حيث يمكن لرحلاتها الجوية أن تمتد على مسافات تصل إلى 15 ألف كيلومتر بين إقلاعها وهبوطها.
وتحلق طائرة A380 على ارتفاع يصل إلى 43100 قدم، أي ما يعادل 15 مرة طول مبنى برج خليفة الذي يعدُّ أعلى مبنى في العالم.
