عادي

نيامي تحبس أنفاسها عشية تدخل عسكري محتمل

21:23 مساء
قراءة 3 دقائق

نيامي - أ ف ب

يعارض العديد من سكان نيامي احتمال شنّ قوات دول غرب إفريقيا عملية عسكرية في النيجر ضد الانقلابيين، قد تكون عواقبها وخيمة، معربين عن تصميمهم، أو قلقهم قبيل انتهاء مهلة حدّدتها هذه الدول للمجموعة العسكرية الحاكمة.

وتشكل العاصمة معقلاً لمعارضي الرئيس المخلوع محمد بازوم، الذي يحتجزه العسكريون. وفي أزقة منطقة بوكوكي يبدي السكان تصميماً على مواجهة احتمال تدخل قوات الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). وقالت أداما أومارو، التي تسكن في الحي: «سنقاتل من أجل هذه الثورة، ولن نتراجع أمام العدو، نحن مصممون». وأضافت: «انتظرنا الانقلاب منذ فترة طويلة. عندما حصل شعرنا بالراحة!».

ويشاركها شعورها عدد كبير من سكان هذه الأزقة، حيث تنتشر أكشاك، ويسمع صوت آلات الخياطة.

  • انتصار أكيد

وقال جاكو، وهو تاجر أقمشة أثناء وجوده في متجره: «إذا تدخلت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، فسيزداد الوضع سوءاً، لكن الناس مستعدون، والسكان يدعمون القادة الجدد؛ لأننا نريد التغيير». ويُعتبر الانقلاب بمنزلة تحرير لعدد من صغار التجار الذين يعانون من وضع اقتصادي قاتم في بلد مصنّف من بين أفقر الدول في العالم، بعد 12 عاماً من تولي الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية السلطة.

وبينما تُعتبر الطبقة السياسية فاسدة، يحافظ الجيش على مكانته في النيجر. وفي حال اندلاع حرب ضد قوات «إيكواس»، لا يشك السكان في أنّ العسكريين سينتصرون. وقال عبد الله إسحق جالساً خلف ماكينة للخياطة وسط أكوام من الأقمشة: «نثق بجنودنا!». وأضاف: «لدينا دعمُ مالي وبوركينا، ما يقوّينا كثيراً». وحذرت باماكو وواغادوغو من أن «أي تدخل عسكري ضد النيجر سيعتبر بمنزلة إعلان حرب» عليهما.

وأكد الجندي السابق أمادو باونتي ديالو استعداده لارتداء الزي العسكري مرة أخرى. وتساءل: «كيف يمكن التقدم في مدينة جميع سكانها معادون لإيكواس؟ سنقاتل في كل زاوية».

  • نزاع بين الإخوة

ويثير احتمال نشوب نزاع بين الإخوة القلق، أكثر من هزيمة عسكرية تعتبر غير محتملة. وفي هذا الحي الشعبي، يدير عدد من المغتربين من نيجيريا المجاورة متاجر، ويقولون إنهم يخشون تعرّضهم لأعمال انتقامية في حال تدخل قوات بلادهم.

وقال محمد، وهو مصمم أزياء يعيش في النيجر منذ خمس سنوات: «لا نحتاج إلى هذا النزاع». وأضاف: «نعلم أن شعب النيجر سيغضب، وسينظر إلينا كأعداء. وإذا حدث تطور ما فسنعود إلى نيجيريا».

وقال مصطفى عثمان، الموظف في متجر عبد الله إسحق: «اتصل بي والداي، وطلبا مني العودة إلى المنزل، لكنني باقٍ، لست خائفاً».

وتظاهر زميل لعثمان وهو نيجري بقطع رقبته بإبهامه، ثم ضحك. فما زال هناك وقت للمزاح، وما زال مواطنو الدولتين غير قادرين على تصوّر احتمال نشوب نزاع بين البلدين «الشقيقين»، اللذين تربطهما علاقات تجارية ولغوية وعائلية وثيقة.

وقال جاكو: «إذا حملت دول إيكواس السلاح، فستقتل أشقاءها، ونحن أيضاً سنقتلهم، وبعدها كيف سينظر بعضنا إلى بعض؟ هذا غير منطقي!».

وفي حين لا تعلو أصوات المؤيدين لتدخل عسكري، يبدو أنصار النظام المخلوع غير مقتنعين جميعاً بجدوى عملية يمكن أن تسبّب خسائر في صفوف المدنيين. وقالت إندو وهي موظفة: «لا خيار سوى جعل الفترة الانتقالية تمر ثم الذهاب إلى انتخابات. الحرب ليست الحل. يمكن أن تحصد الكثير من القتلى، وليس فقط في القصر، ولكن أيضاً في الأحياء». وأضافت: «إلى أين أذهب؟ ليس لديّ وسائل للدفاع عن نفسي، ليس لدينا سوى أيادينا للصلاة».

وقالت أداما أومارو: «نصلي لله ليحمي بلادنا. في المساجد، في المنزل، في الشوارع، في كل لحظة». وفي مواجهة مستقبل غامض، تتردد عبارة على ألسن الجميع: «الله وحده يعلم. إن شاء الله!».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29kcjbb9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"