عادي
صيفنا ثقافة

جمال علي إبراهيم: 50 قصيدة جاهزة للنشر

23:36 مساء
قراءة دقيقتين
جمال علي إبراهيم

الشارقة: أشرف إبراهيم

يُقلبُ الشاعر جمال علي إبراهيم وجه قصيدته في سماء الإبداع ليتسرب ضوؤها إلى الحياة الثقافية برهافة وجمال، فهو يركز على عبق اللغة المرتقب، وهو يخلق مفرداته بصيغ مجازية ويغزلها في شكل فلسفي يحقق درجة عالية من الإمتاع، فهو من جيل التسعينات الذين دار شعرهم في فلك قصيدة النثر، وقد نشر ديواناً شعرياً حمل عنواناً لافتاً في الفترة الماضية وهو «حضارة الرماد» الذي حظي بالاهتمام النقدي، وترجمت بعض قصائده إلى اللغة الإنجليزية؛ حيث أبرز هذا الديوان حالات الشاعر الإيقاعية وتكثيفاته اللغوية ومقارباته التعبيرية في الصورة والخيال، ومستويات اللغة الشعرية وهندسة تكوينها، فهو مخلص لفن الشعر، لديه تجربة متراكمة تستحق التأمل والبحث في ماهيتها، وفي هذه الفترة يكثف كتاباته، ويبحث في خزائنه عما كتب وأهمل، ويستجمع رصيده الشعري لكي يعيد بلورته ويواصل النشر حتى تتوالى أعماله الإبداعية فتتضح أمام القارئ وهي تبرز تحولات خطابه الشعري المتضافر بما يحقق فاعلية نصه في ميدان قصيدة النثر.

وعلى الرغم من تباين الأصوات الشعرية واحتدام الرؤى في أنماط قصيدة النثر، فإن البوح الشفيف الذي ينتهجه الشاعر جمال إبراهيم هو الذي جعله يحتفظ بنحو 50 نصاً شعرياً تتحد فيها مواجع اللغة وهو يقف على مسافة من الذات، حيث تداهمه من خلال هذه النصوص حالة وعي أو لاوعي نحو مواجهة الصراعات الكونية وهو يشتبك مع الآخر في همومه ومواجعه، ويجسد في الوقت نفسه المنظور العكسي في العبور نحو مستويات اللغة التخييلية؛ حيث ينوي من خلال هذا الرصيد أن ينشر أكثر من كتاب بعد تنقية القصائد وتخير المضامين المتقاربة، ليحشد تجربة جديدة أمام القارئ وهو ممتثل لانخطافاته غير النمطية في إضفاء حيوية راهنة على هذا النتاج الذي يحوم فيه حول الذات، ويعبّر فيه أيضاً عن تأملاته ومواجده ورمزيته التي تسير وحدة فنه الشعري بما يتسق مع تموجات الفكرة بحساسية مشبعة بالألفة، فهو ينظر إلى قصيدة النثر على أنها منبع للحرية الإبداعية، وأنه من هذا المنظور يتلمس في جوانبها البلاغة المغايرة دون أن تحدها حدود، وهو يتنقل بغرائبيته أحياناً في متاهات الإبداع الفردي.

وإلى جانب كتابة الشعر فإن جمال علي يغوص في ملكات أخرى تجعل عالمه الإبداعي غنياً بالمفارقات، فهو ينتمي إلى الفن التشكيلي؛ حيث يمتلك القدرة على رسم لوحات معبرة ونحت أشكال يستوحي موضوعاتها من الخيال؛ إذ تعرف أيضاً أصابعه كيف تضرب على الأوتار فتخرج أعذب الألحان، إذ يتقصى هذه الفنون في ذاته ويمارسها ويعدها قصيدة أخرى بكل مكوناتها، ويعترف بأن إمارة الشارقة التي ينتمي إليها منحته الجمال في كل شيء، فهو مرتبط بموروثه الحضاري وبالبيئات التراثية التي شكلت شعره وفنه التشكيلي، فتبرز مفردات الأصالة في إبداعه مثل: النخيل والصحراء والبحر وكل عناصر الموروث المحلي التي شحنت فؤاده بصور لافتة جعلته يستحضر جمال البيئة الإماراتية في كل ما يمارسه من فن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ysawucu8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"