القاهرة: «الخليج»
أوشكت وزارة السياحة والآثار المصرية على الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير مسجد سليمان باشا الخادم، المعروف باسم «سارية الجبل»، وهو أول مسجد أنشئ في مصر على الطراز العثماني، وبه أول مثال للمئذنة العثمانية في مساجد مصر.
يقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، بجوار سور القلعة، وقد أنشأه سليمان باشا الخادم، أحد الرجال البارزين في الدولة العثمانية، خلال عهد السلطان سليمان القانوني.
ويرجع إنشاء المسجد إلى العام 1528، حيث بني على أنقاض مسجد قديم شيده أبو منصور قسطة، والي الإسكندرية في العصر الفاطمي سنة 1141، قبل بناء القلعة. وقد اشتهر المسجد خطأً باسم سارية الجبل، تيمناً بقصة سيدنا سارية، رضي الله عنه، مع سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه، عندما ناداه من فوق المنبر، وكان سارية متجهاً بجيشه على نهاوند في بلاد فارس، ليحذره من وجود الأعداء في أعلى الجبل.
وتفقد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أعمال مشروع التطوير والترميم بالمسجد، موضحاً أن جميع الأعمال تجري على قدم وساق للانتهاء من المشروع في أقرب وقت ممكن، لافتتاح المسجد أمام حركة الزيارة ومريديه في الفترة القليلة القادمة.
وأشار إلى أن أعمال الترميم الجارية بالمسجد بدأت في عام 2017، في ضوء حرص وزارة السياحة والآثار، على زيادة الإنفاق العام على مشروعات ترميم وصيانة المواقع والمباني الأثرية والمتاحف، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية.
وأوضح عاطف الدباح، مدير المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال الترميم والتطوير الجارية بالمسجد شملت أعمال الترميم المعماري والدقيق، بما يعمل على عودة المسجد لحالته الأصلية، حيث إنه مبني من حجر الفص النحيت طبقاً للوثيقة الأصلية للمسجد.
كما تضمنت إزالة طبقة الملاط الموجودة على جدران المسجد، إلى جانب استكمال أعمال القباب الموجودة بالسارية، والشبابيك الخشبية بالكُتاب الرئيسي للمسجد، بالإضافة إلى معالجة المصبعات النحاسية وعزلها، وصيانة رخام الأرضيات والكسوة.
