احترق كي أراك

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

بعض الوظائف عبارة عن مصهر كبير يصهر كل من يعمل بداخله، بعضها يمتص كل طاقة وموارد وجهد العاملين بها من غير مردود حقيقي مستحق. 
قبل أيام قرأت منشوراً أعجبني وجعلني أتوقف عنده كثيراً لأحد الزملاء في أحد المواقع الاجتماعية يقول فيه: احترق كي أراك. وذيل المنشور بتوقيع موظف HR. وهو ما يحدث بالفعل في أوقات كثيرة، حين يعمل المجتهد من غير أن يحصل على ترقية أو مكافأة أو حتى كلمة شكر. 
كثيراً ما يحلم الطلاب بوظيفة العمر، يقضون اثني عشر عاماً في التعليم المدرسي كي يدخلوا بعدها الجامعة لدراسة تخصص أحبوه، أو حتى أجبروا على دخلوه لظروف مختلفة، ليحصلوا في النهاية على وظيفة تتناسب وجهودهم التي بذلوها طوال أعوام الدراسة. 
هذا الحلم يصطدم بالواقع في كثير من الأحيان، ليتكسر ويجر وراءه الخيبة وحسرة صاحبه بعد حصوله على وظيفة لا تتناسب وتخصصه الدراسي أو حلمه الذي رافقه لأعوام أو حتى قدرته وإمكاناته، هذا بالطبع إن حالفه الحظ بالحصول على وظيفة. 
بعض المديرين لا يرى من هم تحته، لا يرون إلا صورهم فقط ولا يسمعون عير أصواتهم وأصوات المقربين من دوائرهم وكأن بقية الموظفين والعاملين مجرد سراب أو وهم موجود في المؤسسة. 
بعضهم يرى ويسمع ويعلم ولكن لا يعرف معنى الشكر أو التقدير ، فيعمل معه الموظف ويحاول إثبات مقدرته ونفسه، لكنه لا يجد إلا النكران . بعضهم لا يتردد في شكر غير الجاد وتجاهل الموظف الحقيقي الذي لا يألو جهداً لإنجاح عمله ومؤسسته. مثل هؤلاء أسباب حقيقية لجعل الموظفين يكرهون أعمالهم ووظائفهم ويتمنون تغييرها ويسعون لذلك. وكثيراً ما تخسر المؤسسات موظفين جادين فاعلين بسبب تجاهل أو تمييز أو واسطة تظهر على السطح فتغرق الحقيقي ويطفو معها الزائف. 
هذا يجعلنا نتساءل أين الخلل ومن هو السبب؟ هل هي القوانين أم الأشخاص أم هو الحظ كما يشار إليه دائماً وهو بريء من كل هذا الزيف.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc35dr9x

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"