مستقبل الوظائف الإعلامية

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتبر الإعلام مؤثراً سريعاً ومرناً، سهل التشكل مع التغيرات والتطورات التي يشهدها العالم، في ظل التقدم التكنولوجي والانفتاح الحاصل في الإعلام الافتراضي، الذي يتسم بالسرعة وسهولة الانتشار والوصول للفئات المستهدفة بمرونة وبضغطة زر.
كان سابقاً الاستثمار في البشر، من خلال تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم ليكونوا قادرين على التأثير في المجتمع بأقلامهم وأصواتهم وأفكارهم الإعلامية التي تعكسها الصحف والمجلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية التي ينتمون لها، واليوم أصبح التقدم الإعلامي مرتبطاً وبشكل وثيق بالاستثمار في برامج الذكاء الاصطناعي، بنسبة تتفوق على الاهتمام بتدريب الكوادر البشرية وصيانة مهاراتها لتلبي الطموح الإعلامي والتوجهات الاستراتيجية.
وفي الآونة الأخيرة وبعد الانفتاح التكنولوجي العالمي، لاحظنا من خلال منصات العالم الافتراضي ظهور مسميات إعلامية لم تكن موجودة في السابق مثل مؤثر، صانع محتوى، مبرمج تقنيات التلعيب، منتج رقمي وغيرها من المسميات الموجودة حالياً، أو تلك التي قد تظهر في الأيام القادمة. وحتى نضمن تحقيق الاستراتيجيات الإعلامية الوطنية والتوجهات الحكومية لابد من تقييم الهياكل التنظيمية للمؤسسات والإدارات الإعلامية ومراجعة المسميات الوظيفية والتأكد من تماشيها مع متطلبات العصر، والتنسيق مع الكليات والجامعات لتحديث المناهج الدراسية، وإضافة التخصصات والمواد الإعلامية الداعمة لإخراج قيادات إعلامية وطنية متسلحة بالعلوم والمعارف والمهارات التي تساعدهم في رواية قصة دولة الإمارات الناجحة لكل شعوب العالم.
كما لابد من دعم الموظفين العاملين في القطاع الإعلامي، ليكونوا أكثر مرونة ورشاقة وتسليحهم بالمهارات التخصصية المطلوبة وتدريبهم على استخدام التقنيات والبرامج التكنولوجية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إخراج محتوى إعلامي طموح ومبتكر 24/7، والتي تساعد في الترجمة وبطريقة احترافية إلى عدة لغات في دقائق، والبرامج التي تساعد في تطوير المركز الإعلامي من خلال كتابة الأخبار وإعداد الرسائل والمواد الإعلامية بصورة احترافية وبسرعة، ونقلها إلى الفئة المستهدفة عبر القنوات الاتصالية المحددة.
ولا ننسى أهمية تدريب الجيل الحالي من الطلبة والموظفين العاملين في إدارات الاتصال الاستراتيجي، على الاستباقية والمرونة والحداثة والمفاهيم الإعلامية المتعلقة بالعرض والتقديم المؤثر، والإعلام الصامت، واستشراف مستقبل قطاع الإعلام، والطباعة الثلاثية الأبعاد، وإنتاج المحتوى الصوتي والمرئي، وخطط التسويق الرقمية، وتصميم التطبيقات وتقنيات التلعيب، والترجمة، واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي، لتقديم محتوى إعلامي مستدام يخدم مجتمعاتنا والبشرية جمعاء.
ونختم موضوعنا بسؤالين، قد يتبادران إلى أذهان الكثير من صناع القرار ومعدي الاستراتيجيات والسياسات الاتصالية والباحثين المتخصصين وهما.. هل من الممكن أن تستمر الهياكل التنظيمية والمسميات الوظيفية الإعلامية كما هي خلال ال5 سنوات القادمة؟ وماهي الوظائف الإعلامية التي ستختفي خلال ال10 سنوات القادمة؟
@Alya_Alyassi :تويتر

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2nt99x

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"