عادي
صيفنا ثقافة

عبدالرضا السجواني..مسكون بالبحر والحكايات القديمة

22:50 مساء
قراءة دقيقتين
عبد الرضا السجواني

الشارقة: أشرف إبراهيم

تلامس كتابات القاص والروائي عبدالرضا السجواني القلب وهي تسبح في فضائها الإنساني بمتخيلاتها الهادرة لتعبر عن حلمه الذي يكبر معه كلما تقدم به العمر وهو يكتنز الحكمة، محتضناً مشروعه الإبداعي الذي يجسد رحلة مع الكتابة التي امتدت لأكثر من خمسين عاماً، وهو مخلص لفنه الأول في القصة القصيرة، ومبدع كبير ينوع في السرد، فخاض تجربة الرواية وهو متكئ على خبرة السنين، متجاوزاً حدود الزمان والمكان، وهو يشكل عالمه الذي يتحسس فيه رائحة الزمن الماضي بتذكر تفاصيل لا تزال عالقة في ذهنه، تدعوه دائماً لنشدان الحب والجمال والتحليق عالياً بكتابات لها وقع وصدى، وكأنها أبراج عالية، فهو من الرعيل الأول في كتابة القصة في الإمارات، وفي حوزته نحو 14 كتاباً تضعه في مكانة مرموقة ضمن الكتاب الذين خاضوا مجالات السرد برؤى مغايرة، من ثم التوجه لأدب الطفل برهافة شديدة، وفي هذه الأيام يجر عربة خياله في كتابة رواية جديدة وقصص قصيرة عميقة الأثر، وهو مشدود إلى زمنه الأول البسيط الذي لا يموت في داخله، والذي يمثل دافعاً كبيراً لاستمراره في الكتابة، فهو ابن البحر والنخيل المسكون بالحكايات القديمة، وما روته الأسطورة في قلبه وعقله، إذ يتجول في معالم الحاضر ببصره لكن روحه تهيم دائماً في الزمن الماضي بلا نهاية.

وفي مجموعته القصصية الجديدة التي وضع لها عنواناً أولياً «بحور الحب الهامدة» ينعى السجواني زمن الحب الأصيل، ويصور برؤى فلسفية وقائع ممزوجة بالخيال عن هذا الحب الذي تغير طعمه وفسد في هذا الزمن، وكأنه يريد أن تعود مشاعره الحقيقية إلى غاياتها المستحيلة في هذا الزمن، ففكرته الناضجة هذه التي تتوزع على 30 قصة قصيرة تمثل رغبة مسكونة في ذاته عن رفضه لتحولات الحب في الزمن المتغير، فيبوح ليكشف خبايا الذات الفردية والجماعية في آن، ويقدم ببصيرة فائقة رحلة ممتعة مع الكلمات، يتلمس فيها القارئ ثراء الفكر وخصوبة الخيال، فكل قصة في تجربتها الجمالية لمحات من صدى ذاكرته عن أثمن المشاعر الإنسانية وأكثرها حفاوة في النفس حين تكون صادقة، وهو من كتّاب القصة الذين يحرصون على أن تكون كتاباتهم ومضات بارقة لا تنطفئ مع مرور الزمن.

ولكونه مفتوناً بالسرد فهو يعيش تفاصيل رواية جديدة يستوحي معالمها من بيئته الخليجية والعربية، ويعالج فيها بأسلوبه المعتق وقدرته التخييلية الحرة قضايا إنسانية تتجدد على أرض الواقع، لكنه يبعث فيها حيوات تعيش في لهيب التوتر، لكن أجمل ما في أحداثها أنها مشحونة برائحة الحب، تثير مغامرات ومشاهد وتبوح بأسرار في سبيكتها البراقة، فيمزج الحاضر بالماضي، ويغوص في تجربة تنسج الحلم على جسد الواقع بدلالات جمالية ترخي خيوط الأمل في قلب الشخوص وهي تتجاوز المحن، فيوثق وقائع ويغوص في تواريخ ليحقق أقصى درجات الإمتاع السردي بصدق وعفوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59fatt9m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"