عادي

لماذا يسافر زعيم كوريا الشمالية بالقطار؟

14:05 مساء
قراءة 5 دقائق

«الخليج» - متابعات

أكدت وكالة «ريا نوفوستي»، الثلاثاء، دخول القطار الأخضر المصفح للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الأراضي الروسية، وقالت إن القطار عبر إلى منطقة

بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي آتياً من كوريا الشمالية، مع لقطات مصورة تظهر قطاراً بعربات خضراء داكنة تجره قاطرة تابعة للسكك الحديدية الروسية.

وسيلتقي كيم بوتين في وقت لاحق هذا الأسبوع وفق وسائل إعلام روسية، وتأتي القمة، المتوقع عقدها في مدينة «فلاديفوستوك» بأقصى شرق روسيا، وسط تحذيرات من الولايات المتحدة من أن الزعيمين قد يتوصلان إلى صفقة أسلحة.

الصورة
1

وستكون الزيارة هي أول رحلة خارجية لكيم منذ أربع سنوات، مع إغلاق كوريا الشمالية حدودها بسبب جائحة كوفيد-19، وستكون أيضاً الرحلة العاشرة له منذ توليه السلطة في عام 2011.

ماهي قصة القطار المصفح للزعيم الكوري؟

وتظهر الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية كيم وهو يستقل قطاره الخاص أثناء استعداده للسفر إلى روسيا لعقد اجتماع متوقع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

كما تظهر صور مغادرة كيم من بيونغ يانغ، محطة قطار مع سجادة حمراء طويلة مفروشة للزعيم، يصطف عليها مسؤولون يرتدون الزي الرسمي وجنود يقفون في حالة انتباه.

ومثله مثل والده وجده، اعتاد الزعيم الكوري الشمالي السفر في «قطار مصفح راقٍ»، حيث كان والده كيم جونغ إيل يخشى الطيران، بينما جده كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية، كان كيم في الغالب إلى الخارج في قطار مصنوع خصيصاً، وهي وسيلة نقل غير عادية لزعيم عالمي في القرن الحادي والعشرين، وفقاً لما نقلته «سي إن إن».

الصورة

وكان كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي، يخشى السفر بالطائرة وكان يفضل السفر بالسكك الحديدية فيما يقرب من 12 رحلة إلى الخارج قام بها خلال الأعوام ال17 التي قضاها في السلطة، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

توفي والده وهو على متنه

وبحسب الصحيفة، فإن والد الزعيم الكوري الشمالي، توفي إثر نوبة قلبية على متن قطاره الشخصي في عام 2011 أثناء سفره إلى مدينة كورية شمالية لإجراء فحص ميداني.

وترى أن الأمن هو من أهم الأسباب التي تدفع العائلة المؤسسة للدولة الكورية لتفضيل السفر بالسكك الحديدية على الرغم من المشقة وراء ذلك.

وفي تصريحات نقلتها صحف عالمية عن قائد الحرس الشخصي للرئيس الكوري الشمالي السابق كيم جونغ إيل، قال إن السبب الرئيسي لتفضيل كيم الأب السفر بالقطار هو أنه يحمل مخاوف متعلقة بالسفر جواً، حيث يعتقد بأنه ربما يطلق عليه النار وهو بين السماء والأرض.

طائرات ليست محل ثقة

وعلى الرغم من أنه من غير المعتقد بأن كيم جونغ أون لديه نفس المخاوف، فإن الطبيعة القديمة للأسطول الجوي السوفييتي الصنع في كوريا الشمالية تشكل مصدراً إضافياً للقلق.

ومن جانبه قال رئيس معهد أبحاث كوريا الشمالية في سيؤول، كيم يونج سو، إن السفر بالسكك الحديدية وليس الجو لا يمنح الزعيم الكوري الشمالي المزيد من الأمن فحسب؛ بل يمنحه أيضاً بعض الأضواء العالمية.

الصورة

وأشار إلى أن رحلة القطار تسمح لكيم بالظهور شخصيةً غامضة، وأنه يلتقي بقادة العالم في مواقع مناسبة له، وفق حديثه ل«وول ستريت جورنال».

ويمتلك سلاح الجو الكوري الشمالي 900 طائرة مقاتلة و300 طائرة شحن و300 مروحية، وفقاً لآخر تقييم أصدرته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في عام 2021.

لكن معظم مقاتلاتها وقاذفاتها التي حصلت عليها بيونغ يانغ بشكل أساسي من السوفييت والصين قبل عقود، عفا عليها الزمن أو ستكون قريباً خارج الخدمة.

حتى أن مقاتلاتها الأكثر تطوراً من طراز ميغ-29 مصممة في الاتحاد السوفييتي سابقاً، تم شراؤها في الثمانينات بحسب المصدر نفسه.

في الواقع، فإن الأسطول «النشط» هو «أصغر» لأن «نسبة غير معروفة» من الطائرات متوقفة في العنابر أو خارج الخدمة، و«ربما لن تتمكن من التحليق مرة أخرى» كما ذكر ل«فرانس برس» جوزيف ديمبسي الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وأضاف أنه يعتقد بأن كوريا الشمالية تقوم بعمليات تناوب لأسطولها «المتقادم أو الذي عفا عليه الزمن»، لإبقائه في الخدمة وكذلك إطالة مدة استخدامه.

والأسطول الذي يتهالك مع المتقادم يدفع الدولة التي يعرفها العالم بعزلتها لتجنب استخدام النقل الجوي في الزيارات الدولية لزعيمها، بسبب مخاوف عدم قدرة هذا السطول من تأمينه.

ويعد سلاح الجو هو الحلقة الأضعف في آلة الحرب الكورية الشمالية، بينما تمتلك القوة النووية منظومات دفاعية متطورة وقوات برية جرارة دائماً ما تتفاخر بها في كل مناسبة وطنية.

من يقود القطار؟

شكل القطار ومظهره ومدى فخامته تنقلها مذكرات المسؤول الروسي السابق كونستانتين بوليكوفسكي، المستمدة من تقرير أعده أحد مراقبي الملاحظات في وزارة الخارجية الروسية على متن القطار في عام 2001 أثناء رحلة كيم جونغ إيل التي استغرقت شهراً واحداً عبر روسيا، ترسم صورة للرفاهية.

وادعى بوليكوفسكي، أن القطار كانت تقوده نساء جميلات وحسناوات وكان محملاً بالأطباق الفاخرة والمشروبات الفارهة، وفقاً لمقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2002.

وكتب بوليكوفسكي، بحسب صحيفة التايمز: «كان من الممكن طلب أي طبق من المأكولات الروسية والصينية والكورية واليابانية والفرنسية».

وأوضح بوليكوفسكي، أنه تم نقل «الكركند الحي» إلى محطات القطار على طول الطريق، وتم تسليم صناديق من المشروبات وسلطت تقارير أخرى نشرتها وسائل الإعلام الكورية الجنوبية على مر السنين الضوء على الميزات الأمنية للقطار.

ووفقاً لتقرير صدر عام 2009 في صحيفة تشوسون إلبو الكورية الجنوبية، فإن القطار مدرع بشدة لدرجة أنه يسافر بسرعة متوسطة تبلغ 60 كيلومتراً في الساعة (نحو 37 ميلاً في الساعة).

وذكرت الصحيفة في ذلك الوقت أنها تحتوي على قاعات مؤتمرات وغرفة جمهور وغرف نوم، كما أنها تحتوي على وصلات هاتف عبر الأقمار الصناعية وأجهزة تلفزيون بشاشات مسطحة.

وذكرت الصحيفة أنه «قبل أن يقترب قطار كيم من المحطة، يتم قطع الكهرباء عن المسارات الأخرى حتى لا يتمكن أي قطار آخر من التحرك»

حصن مسلح

والقطار عبارة عن حصن مسلح على عجلات يُعتقد بأنه يحتوي على غرفة كاريوكي، واتصالات عبر الأقمار الصناعية، ومنشأة طبية للطوارئ.

كما يتم سحب سيارته الشخصية التي كانت في الماضي سيارة ليموزين من طراز مرسيدس بنز، جزءاً من القافلة، وكذلك الأمر بالنسبة لطائرة هليكوبتر يتم إحضارها في حالة احتياج كيم إلى خروج سريع، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الكورية الجنوبية المستندة إلى معلومات رفعت عنها السرية ومسؤولين كوريين شماليين سابقين.

وتم طلاء القطار باللون الأخضر الزيتوني مع سقف أبيض، في حين تم طلاء النوافذ بألوان داكنة، إضافة إلى شرائط من الطلاء الفولاذي الأصفر تهدف إلى التحصين ضد الهجمات بالقنابل وتلتف حول جسم القطار، ومن المعروف أن كيم يسافر بأكثر من 20 عربة، مع حراسة أمنية في الأمام والخلف.

وبحسب المعلومات الاستخباراتية عن القطار، فإنه أقوى من طلقة الرصاص، حيث إنه مضاد للرصاص بالكامل.

وشهد القطار اجتماعات رسمية مع الرئيس الروسي، والرئيس الصيني، وعند سفر الزعيم، يشغل قطار أمني في المقدمة والثاني للزعيم وحاشيته وثالث خلفهم. ويحتوي على معدات اتصال عالية التقنية لإصدار الأوامر وتلقي الإحاطات.

كما استخدم في عدة رحلات رسمية خارج البلاد منذ الخمسينات، تاريخياً، وصل القطار بزعماء البلاد إلى فيتنام، والصين أكثر من مرة، وبلغاريا، وروسيا أيضاً.

وظهر القطار عدة مرات منذ تولى كيم السلطة في عام 2011، ما سلط الضوء على علاقات كوريا الشمالية مع روسيا والصين، الحليف الحقيقي لكوريا الشمالية على المستوى الدولي.

واستقل كيم القطار إلى بكين في عام 2018، في أول رحلة خارجية له منذ توليه السلطة، حيث التقى بنظيره الصيني شي جين بينغ ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وأظهرت لقطات نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية كيم وعدداً من المسؤولين الصينيين على متن القطار، وهم يجلسون في صفين من الأرائك الوردية على جانبي القطار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhwyhp8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"