عادي

«تركت كل شيء هناك».. سكان كاراباخ يروون مصاعب رحيلهم

21:51 مساء
قراءة دقيقتين

أرمينيا- أ.ف.ب

سلكت سفيتلانا إيسخانيان (76 عاماً) طريق المنفى من ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا، حاملة فقط حذاءها الأخضر وحقيبة يد وجواز سفرها كأمتعة.

وتقول هذه المرأة المسنة التي كانت في عداد مجموعة أولى من الذين دخلوا، الأحد، إلى أرمينيا، عند معبر كورنيدزور الحدودي، حيث أقامت الحكومة مركز استقبال: «هذا كل ما أملك. ليس لدي أحد ولا أقارب في أرمينيا، ولا أعرف ماذا سأفعل».

وتبرز جواز سفرها الأرمني الثمين. فهي تحمل على غرار الغالبية الساحقة من سكان ناغورنو كاراباخ البالغ عددهم 120 ألفاً، جوازي سفر أحدهما أحمر محلي والآخر أزرق للسفر خارج الجيب.

ووضع حوالي عشرة أجهزة كمبيوتر في مركز الاستقبال في كورنيدزور وخلفها كان متطوعون يسجلون أسماء الواصلين وأرقام الاتصال بهم فيما يقوم أعضاء الصليب الأحمر الأرميني بتنظيم لعبة كرة طائرة مع الأطفال أو يوزعون الطعام.

قبر ابنها

تقول سفيتلانا إيسخانيان: إن منزلها في ستيباناكيرت، «عاصمة» ناغورنو كاراباخ تعرض لأضرار بسبب القصف الذي رافق العملية الخاطفة التي نفذتها أذربيجان هذا الأسبوع في هذا الإقليم القوقازي الذي تسكنه غالبية أرمينية. لكنها وصلت من قرية إغتساهوغ الحدودية. وقالت: «ذهبت الى إغتساهوغ لزيارة قبر ابني الذي قتل خلال الحرب في التسعينات عندما قصفوا القرية».

وكان إقليم ناغورنو كاراباخ الذي ألحقته السلطات السوفييتية بالأراضي الأذربيجانية في 1921، مسرحاً لحربين بين الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين أذربيجان وأرمينيا: واحدة من 1988 إلى 1994 (30 ألف قتيل) والأخرى في خريف 2020 (6500 قتيل).

هذه المرة، انتهت العملية العسكرية في 24 ساعة، إذ لم تكن القوات الانفصالية بثقل باكو نفسه، ورفضت يريفان زج قواتها في نزاع جديد في هذه المنطقة.

تؤكد هذه الأرمنية العجوز أن سكان ستيباناكيرت يواجهون صعوبات هائلة في حياتهم اليومية.

تقول: «لقد تضرر منزلي جراء القصف على ستيباناكيرت. الناس يطبخون في الخارج لأنه لم يعد هناك كهرباء، إنهم يطبخون على نار الحطب. أما هؤلاء الذين أتوا من القرى ولجأوا إلى ستيباناكيرت فينامون في العراء».

15 دقيقة لحزم الأمتعة

وسط حشد اللاجئين، غادر شامير وهو مزارع يبلغ 28 عاماً قريته القريبة من الحدود مع زوجته.

يروي هذا الرجل: «لقد تركت كل شيء خلفي، حيواناتي، كل شيء. في البداية، اعتقدنا أن سكان إغتساهوغ هم وحدهم الذين يمكنهم المغادرة، ثم علمنا أن بإمكاننا أيضاً المغادرة. كان لدينا 15 دقيقة لحزم أمتعتنا، لم نتمكن من أخذ شيء».

ويضيف: «القرية كانت مطوقة من قبل الجيش الأذربيجاني. لم يكن لدينا مشاكل في الطعام، كان لدينا حدائق خضراوات كما أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر جلبت لنا الطحين» وذلك بعدما تمكنت أول قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول ناغورنو كاراباخ، السبت.

وتابع الرجل الذي ينوي أن يقيم في منطقة من أرمينيا له فيها أقارب: «حين أدركت أن آرتساخ (اسم ناغورنو كاراباخ بالأرمينية) هي أذربيجانية، قررنا المغادرة لأنه لا يمكن لأي أرمني أن يعيش على الأراضي الأذربيجانية». لكنه ترك خلفه قبر ابنته البالغة ثلاث سنوات. يقول: «لم أودعها لأنني آمل فعلاً في أن أعود إلى هناك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49dcwsnn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"