باريس وإكسبو دبي 2020

04:41 صباحا
قراءة 5 دقائق

لم يبق على موعد التصويت لتقرير مكان إكسبو ،2020 سوى أسابيع معدودة حيث تقرر لجان التحكيم أياً من الأماكن الأربعة أكثر تأهيلاً لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يقام كل خمس سنوات في مدينة من مدن العالم .

ومن بين المدن التي يسعى مرشحوها للحصول على شرف هذه الاستضافة هي دبي، قلب الإمارات والخليج النابض بالحيوية والأناقة والبهاء، في العام ،2020 أي بعد سبع سنوات من الآن .

وبالرغم من المنافسة الشديدة المتسمة أحياناً بالشراسة الترويجية من قبل بعض المروجين للمدن المنافسة لدبي، كما يقول بذلك عبدالله الطيب، مسؤول ملف إكسبو دبي، في باريس، لكن دبي تحتل المرتبة الأولى لما تتمتع به من سمعة لا تضاهى في نقاء العيش ورونقه للمقيمين فيها ولزوارها، والجو المريح الذي يجده الضيوف القادمون لتصريف أعمالهم سياحاً وتجاراً وصنّاعاً، ولا تلقى الدعاية الترويجية من الإنصات والتأثير المقبول، كما يلقاهما اسم دبي عندما يُذكر في المحافل، لأن الزائر عندما يأتي إلى هذه المدينة، يلمس عملياً خلال زيارته لهذه المدينة من الصفاء والود ما يجسد له حقيقة ما سمعه وما قيل له .

باريس والنشاط الترويجي

وفي باريس تتولى هيئات التحكيم النظر في التأهيل للاستضافة، وفي باريس يشتد أوار الترويج والمساعي والمنافسة بين المتنافسين، وفي مبنى سفارة الإمارات في باريس ذي الطابع الكلاسيكي الأنيق، توضع اللمسات الواحدة تلو الأخرى للاتصالات الترويجية لتكون دبي هي المضيفة لهذا الحدث العالمي، حدث إكسبو ،2020 والكل في سفارة الإمارات من سفير وأعضاء السفارة الآخرين مجدّ ويعمل ما في وسعه لمساعدة فريق الترويج المتحمس لهذا المشروع الذي سيخلق للإمارات العربية المتحدة جواً من النشاط في مجالات تنموية مختلفة طوال السنين السبع المقبلة، يضاف إلى ما هي عليه الآن، كما يقول مسؤول ملف إكسبو في باريس عبدالله الطيب، الشاب المتحمس والمتحدث اللبق ومعاونوه، الذين يتخذون من السفارة في باريس مقراً لهم حالياً .

دبي القلب والرئة

ولا أظن أن هناك من يخالفني الرأي في كل منطقة الشرق الأوسط التي ننتمي اليها من العرب ومن غير العرب، أن الإمارات تمثل اليوم ظاهرة حضارية في العيش المدني ذي المستوى النهضوي الراقي اللافت للانتباه، وتمثل دبي مكان القلب والرئة معاً لهذه النهضة بكل صورها وأشكالها .

والذي يجعل الإمارات تقف في صفوف الدول ذات التقدم التنموي وتتفوق على عدد منها في هذا المجال، المجال التنموي، ليست الإمكانية المالية الوفيرة، وحدها، كما يعتقد البعض، بل المهم والأهم أن في الإمارات تخطيطاً يخطو خطوات ثابتة نحو التكامل لإيجاد الفرد، الإنسان ذي العقل والفكر النيرين المتقبل للتنمية، والمدرك لقيمتها المعنوية في جعله مساهماً في الحضارة التي يبنيها الإنسان المعاصر بجهود وتضامن يشترك فيها الجميع، في كل بقعة من بقاع الأرض، وليس هناك أحد يُستثنى طالما أن هذا الاحد، لديه الفهم والقدرة على المشاركة، ويشعر بأن الدنيا واحدة وأن الناس فيها متوحدون، لا تمييز بين سمة من السمات الاجتماعية التي هي من بقايا التخلف التي ورثها الإنسان من خوالي الأيام والعصور المتخلفة .

والظاهرة الحضارية للإمارات هي أنها وليدة جهود جماعية أسهم فيها العامل الوطني والعامل القادم من كل مكان في عالمنا الواسع هذا، ولو اختصرت الجهود وانحصرت على فئة من دون أخرى من القريب والبعيد لما توفرت مطلقاً العوامل التي أدت إلى هذه الظاهرة الحضارية التي نتحدث عنها، ويحق لنا التباهي بها اليوم . . إذاً، النهضة في الإمارات ترجع بدرجة كبيرة إلى تقدير الدولة لجهود الإنسان وللجهود الإنسانية، الإنسانية من أية ملل أو نحل كانت، وتقبّل الدولة حكومة وشعباً بالقبول الحسن لهذه التعددية الجميلة التي هي سمة المجتمع الإماراتي . . وجهاً ويداً ولساناً . وفي الإمارات لا نجد أحداً يشكو الغربة أو يشكو سوء الحال الاجتماعي والمعاملة غير المرضية، وإذا جاءت هذه الشكوى عرضياً فإن سرعان ما يهب لها من بيدهم الأمر، ومن هنا، تكون الإمارات، وتكون دبي هي المكان المفضل والمؤهل أكثر من أي مكان آخر لاستضافة واحتضان أي حدث عالمي من نوع إكسبو ،2020 لسبب أساسي كما قلت، وهو أن المضيف هو إنسان متحضر في سلوكه، ولا يصدر عنه ما يخدش هذه الحضارة، ومصرّ أن يظل حضاري السلوك، بصفة مستمرة .

من باريس أيضاً

وفي الأيام القليلة الماضية تواجدت مجموعة استضافتها الدائرة الثقافية لحكومة دبي للمشاركة في دعم الترويج لإكسبو دبي ،2020 وكان جمع كريم برئاسة أبو أحمد، محمد المر، رئيس المجلس الوطني وعضوية كبار الكتاب والإعلاميين الإماراتيين، من أمثال بلال البدور، وعلي عبيد وظاعن شاهين والدكتور حسين الجزيري والدكتور صلاح قاسم والفنان عبدالقادر الريس، وأحمد عيسى السركال، وتشرف كاتب هذه السطور أن يكون بمعيتّهم . . وكان الجو الودي والمسرة يغمران كل جوانب الرحلة وتضفيان عليها المتعة . . وكان الطاقم المضيف من دائرة الثقافة لحكومة دبي وعلى رأسه الدكتور صلاح قاسم وما أبداه هذا الطاقم من ترتيب وتنظيم للرحلة أثراً أضاف البهجة إلى المكان والصحبة .

والحقيقة أن اختيار معهد العالم العربي في باريس الذي أقيمت فيه حفلة الترويج كان موفقاً، في هذا المبنى ذي المعمار العربي الإسلامي الجميل . . وقد أقيمت الحفلة ليلة 26 سبتمبر/أيلول 2013 بحضور مكثف وترتيب رائع، حضرها رئيس المعهد الدكتور جاك لانغ الذي كان وزيراً للثقافة في عهد الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران . . وألقيت في الحفلة كلمات تحمل للإمارات وداً خاصاً، ومن بينها كلمة الرئيس مسيو لانغ .

وجاءت كلمة أبو أحمد، محمد المر لتعطي الحضور انطباعاً خاصاً عن الدور الذي تلعبه الإمارات في المجال الحضاري، وما يؤهلها لأن تكون المكان المناسب لاستضافة إكسبو 2020 .

وما دمنا في مجال الاستمتاع بمناسبة عرض واحتفال معهد العالم العربي في باريس، لإكسبو دبي ،2020 وكذلك الصحبة الجميلة مع الرفاق، فإنه من الجدير أن أختتم موضوع حديثي هذا بالإشارة إلى الصحبة المفيدة والقيّمة التي جمعتنا مع أبو أحمد، محمد المر وبقية الإخوة حيث إن محمد المر أكثر الناس إلماماً بمدينة باريس ومعالمها، والتاريخ الذي مر بها أو عليها . . كذلك الدراية العميقة والواسعة بفنون باريس من متاحف ودور للفن، منذ نشأة هذه الفنون في القرن الخامس عشر وحتى يومنا هذا، وكذلك الفنون المعاصرة، وقد تكون شهادتنا كمراقبين وزملاء، في أبو أحمد، مجروحة، ولكن هذا الإعجاب صدر من الجميع نتيجة للنقاش الفني والتاريخي بين أبو أحمد والدكتور جاك لانغ رئيس المعهد الذي هو أحد أعلام الباريسيين ومن البارزين المثقفين في فرنسا .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"