عادي

حكمت وهبي: أعتمد في «البودكاست» على المصداقية وإلهام الضيوف

19:54 مساء
قراءة 4 دقائق
حكمت وهبي مع ريم سعيدي
حكمت وهبي مع منى قطان
  • - الترفيه ليس هدفي ولا أحب إثارة الجدل
  • - علاقاتي في عالم التصوير تسهّل التجربة

حوار: نها حسني

بدأت رحلة المصور الشهير حكمت وهبي عندما كان في السادسة عشرة، حيث كان يبحث عن مسيرة مهنية غير معتادة وغير تقليدية، حتى اكتشف شغفه بالتصوير الفوتوغرافي، وحاز جائزة أفضل مصور في لبنان من مؤسسة «Paysage» الفرنسية في عمر السابعة عشرة، ما عزز شغفه لاحتراف التصوير حتى أصبح من أهم الأسماء على الساحة في مجاله.

حكمت وهبي الذي أطلق مؤخراً «البودكاست» الخاص به وحقق نجاحاً كبيراً، حاورناه لنتعرف أكثر إلى تلك الخطوة وأهميتها في مسيرته المهنية.

- لماذا فكرت في إنشاء «البودكاست». وهل كان هدفك مادياً؟

بدأ الموضوع مصادفة، وذلك عندما أتى «كوفيد» وأغلق الدنيا. بالنسبة لي كصاحب عمل لديه موظفون يعملون في شركته، كان الأمر مخيفاً، وشعرت بأن المستقبل غير واضح. مثل كل الناس، الجلوس في البيت في فترة الحجر دعاني لإعادة النظر في قرارات حياتي وشغفي. كنت أشاهد الكثير من تجارب «البودكاست» حينها، وصرت أفكر في صنع «بودكاست» خاص بي. خلال مسيرتي كمصور، شكلت العديد من المعارف والعلاقات مع مشاهير ومؤثرين، مما يسهل إيجاد ضيوف، فذلك شجعني كثيراً.

في البداية، لم يكن الهدف مادياً، ولكن عندما كبر «البودكاست» وانتشر، أصبح هناك العديد من الطرق المتاحة لأجني مالاً منه. من الجيد أن ينعكس المجهود مادياً، خاصة أن الأمر يتطلب فريقاً كاملاً للإنتاج والتحرير والترجمة.

- ما معاييرك في اختيار ضيوفك؟

عندما تبدأ في صنع «البودكاست»، عليك أن تبحث على ضيوف لديهم جمهور، فذلك سوف يساعد في انتشاره وخلق جمهور لك. بالنسبة لي، ما أبحث عنه في الضيف هو أن يكون لديه قصة ليخبرها، ومن خلالها يمكن أن يلهم الناس. أستضيف العديد من غير المشهورين، ولكن قصصهم ملهمة للغاية، ويشاركون مآسيهم، والمشاهد قد يتعلم ويستفيد منهم. وكذلك، استضفت العديد من المشاهير والمؤثرين الذين شاركوا قصصهم الملهمة ومشاكلهم، وذلك يساعد أناساً يعانون المشاكل نفسها.

في ما يخص إثارة الجدل، لا أحب ذلك ولا أتطرق له. لا أستعمل عناوين أو صوراً محفزة لفتحها، ولا أعدل الحلقات بشكل احتيالي كما يفعل العديد من الناس على «يوتيوب». تلك الألاعيب قد تحصل على مشاهدات، لكنها ليست استراتيجية صالحة على المدى الطويل. من المفضل أن نركز على المصداقية وأن ننتشر بشكل بطيء ولكن مستدام.

- هل من السهل عليك أن تتصل بالضيوف وأن تدعوهم إلى «البودكاست»؟

كما ذكرت سابقاً، مسيرتي كمصور أعطتني فرصة حتى أشكل الكثير من المعارف والصداقات في مجالي، وهذا سهل علي العثور على الضيوف. في ما يخص ما إذا كان الضيوف يطلبون مالاً، 99% منهم لا يطلبون، وإذا فعلوا، أرفض ذلك. «البودكاست» ليس برنامجاً تلفزيونياً يلحق بدعايات ويجني أموالاً طائلة، لذا لا يجوز للضيف أن يطلب أي مال. المقايضة هي أنها تتسنى لهم الفرصة أن يشاركوا قصتهم وأن يعبروا عن أنفسهم، بينما أنا أستفيد من كون «البودكاست» ينتشر لدى جماهير جديدة.

جو هادئ

- كيف تصف «البودكاست» الخاص بك؟

هو ليس مصنوعاً للترفيه. جوه هادئ ومريح، وهذا يسمح للضيف بأن ينفتح ويشارك قصته. عندما أقرأ تعليقات المشاهدين، يقولون إنهم يحبون «بودكاستي» لأنه خال من المواضيع المثيرة للجدل، ولأن جوه هادئ، حيث هو عبارة عن شخصين يتكلمان ويشاركان آراءهما.

- أتشعر بأن الناس أصبحوا يفضلون «البودكاست» على مقابلات التلفزيون التقليدية؟

صدمت بعدد الأناس الذين أحبوا بودكاستي، والذين يحبون البودكاستات بشكل عام، ولكن ذلك منطقي إذا وسعنا المنظار ونظرنا في طبيعة المنصات. جماهير اليوم لا تحب المحتوى التقليدي، أي الاحترافي والمصقول، الذي يقدمه التلفزيون، لأنه في اللاوعي، نعتقد أن هذا المحتوى مرتبط بإعلان أو سياسة أو خطة ما، حتى ولو لم يكن ذلك صحيحاً.

«البودكاست» طريقة رائعة لمشاركة قصتك لتساعد نفسك والآخرين. أريد أن أشجع الجميع بأن يصنعوا «بودكاست» أو بأن يكونوا ضيوفاً فيه، فهو طريقة رائعة لمشاركة قصتك أو قصة ضيفك. هذا يساعد الشخص الذي يشارك حتى يرتاح، ويفيد الأشخاص الذين يمرون بنفس المشاكل والظروف، وهو مثال لكل الناس حتى يتشجعوا ويعبروا عن أنفسهم. حتى ولو لست مشهوراً، وحتى ولو لست مخاطباً عظيماً، بإمكانك التعبير عن نفسك، وأعدك أن الملايين من الأشخاص سوف يحبونك وسوف يستفيدون من قصتك، لذا.. شاركها معنا.

- كيف تعمل على تطوير نفسك طوال الوقت؟

كلما زادت خبرتي، وكلما قرأت وتعلمت، اكتشفت نقط ضعفي وأدركت كيفية إصلاحها. ولكن أهم عامل في تحسين النفس هو تحديها. اعمل على نقط ضعفك، واقتل شكك بنفسك. طوال حياتي وحتى قبل عامين، لطالما كنت الرجل خلف الكاميرا، ولم أقف أمامها قط. تلك الانتقالة كانت صعبة في البداية، لأن هناك رهبة في زر التسجيل عندما ينقر وندخل في محادثة لمدة ساعة. ولكن، تحديت نفسي، وأنا سعيد بذلك.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4tfkkv4k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"