عادي
طورها باحثون من جامعة خليفة في أبوظبي

تقنية جديدة للتنبؤ ببداية ظهور مرض السكري وتشخيصه ومراقبته

01:51 صباحا
قراءة دقيقتين
جامعة خليفة

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

كشف فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، تقنيات جديدة للتعلم الآلي، لتحديد الميزات الموجودة في شبكة الأوعية الدموية الدقيقة في الجلد، والتي تعد حساسة للغاية لمرض السكري، ويمكن أن تساعد في التنبؤ ببداية ظهوره إضافة إلى خطورته، وتهدف تقنيتهم إلى تقييم طبقات الدهون الجلدية، وتحت الجلدية بشكل فريد، للكشف عن هياكل الأوعية الدموية الدقيقة، ويوفر الاستخدام السريري للأنظمة الذكية القابلة للتفسير، إمكانية اتباع نهج جديد لتشخيص ومراقبة المرض.

وكان فريق الباحثين من جامعة خليفة بقيادة الأستاذ الدكتور ليونتيوس هادجيلونتياديس، رئيس قسم الهندسة الطبية الحيوية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة خليفة، بالتعاون مع باحثين من مركز هيلمهولتز سنتروم ميونيخ والجامعة التقنية في ميونيخ وتحالف ميونيخ لأمراض القلب وجامعة أرسطو في سالونيك.

ولجأ فريق البحث إلى تقنية تصوير غير جراحية تسمى التنظير السمعي البصري؛ حيث توفر هذه التقنية رؤية تفصيلية للأوعية الدموية الدقيقة في الجسم الحي، فتقدم صوراً مفصلة للغاية لأوعية الجلد وكل واحدة من الشعيرات الدموية، كما لجأ الفريق باستخدام هذه الصور إلى تقنيات التعلم الآلي لربط ميزات محددة للأوعية الدموية الدقيقة ومضاعفات مرض السكري؛ حيث تقدم هذه الطريقة رؤى قيّمة من خلال تسليط الضوء على التغيرات الدقيقة في شبكة الأوعية الدموية الدقيقة مع تقدم مرض السكري تدريجياً.

ويُعد داء السكري مجموعة من الأمراض الأيضية، وتتميز جميعها بارتفاع مستويات السكر في الدم، كما يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى مضاعفات خطرة بما في ذلك العمى وأمراض الكلى والقلب والسكتة الدماغية وفقدان الأطراف وانخفاض متوسط العمر المتوقع، في حال تُرك دون علاج؛ حيث إنها مشكلة صحية عامة رئيسة تؤثر في مئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم وتمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً على المجتمع.

ويُمثل مرض السكري في الإمارات مصدر قلق للصحة العامة؛ حيث تشير الأبحاث إلى أن معدل انتشار مرض السكري بين المواطنين نحو 20% بين المواطنين فوق سن 30 عاماً ويصل إلى 40% بين من هم في عمر 60 عاماً فما فوق.

ويؤثر المرض أيضاً في الأوعية الدموية الدقيقة للأنسجة وفي جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في الأوعية الدموية الدقيقة في وظائف العديد من الأعضاء بشكل كبير، بما في ذلك الجلد، إلّا أن هذه التغيرات الجلدية قد تكون إحدى علامات الإنذار المبكر لمرض السكري، وفي الأغلب تظهر قبل ظهور مضاعفات أخرى أكثر شيوعاً.

وأظهرت الدراسات النسيجية ازدياد سماكة جدران الأوعية الدموية، وانخفاض كثافة الأوعية الدموية في المراحل المتأخرة من المرض، خاصة في حالة أولئك الذين يصابون بتقرحات القدم.

و قال الدكتور هادجيلونتياديس: «لقد حددنا تغيرات محددة في الأوعية الدموية الدقيقة داخل الجلد والتي تتأثر بشكل مختلف بمراحل مختلفة من مرض السكري، فتنخفض فروع الأوعية الدموية المترابطة داخل طبقات الجلد العميقة بشكل كبير مع تقدم مرض السكري، ونظراً لامتلاك هذا الانخفاض لتأثير تعاقبي، فإنه يؤدي بدوره إلى انخفاض تروية الجلد، وتغيير ميكانيكا الجلد والاعتلال العصبي، فتؤدي تغيرات كهذه إلى تفاقم خطر الإصابة بالجروح المزمنة، التي تُعد مصدر قلق لمرضى السكري».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/532suv9a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"