عادي

رحلة بصرية في رحاب الأهرامات

20:03 مساء
قراءة 4 دقائق
عمل راشد الشعشاعي المشارك
عمل راشد الشعشاعي المشارك
ديونيسيوس
سابين مار سيليس
سام شندي هو نحات بريطاني مصري
عمل عزة القبيسي المشارك
عمل عزة القبيسي المشارك
كارول في ررمان
كوستاس فا روتسوس
عمل محمد بنوي المشارك
عمل الفرنسيين جي آر وس تيفان برو ير المشارك

القاهرة- ياسر سلطان

تُشارك الفنانة الإماراتية عزة القبيسي في النسخة الثالثة من معرض «الأبد هو الآن» الذي يُقام في مصر بين أحضان أهرامات الجيزة، ويستمر حتى 18 نوفمبر، منضمة إلى نخبة مختارة من الفنانين من دول متعددة، يتشاركون رؤيتهم حول التداخلات بين الماضي والحاضر.

يعد المعرض الذي تنظمه وتُشرف عليه مؤسسة «آرت دو إيجبت»، وهي مؤسسة فنية مستقلة بدأت العمل في مصر منذ بضع سنوات وتترأسها الفنانة نادين عبدالغفار، النسخة الثالثة من هذه التجربة التي تنظمها المؤسسة تحت العنوان نفسه في رحاب إحدى علامات الحضارة المصرية القديمة وأبرزها على الإطلاق.

يحتفي المعرض بالممارسات الفنية المعاصرة في حضرة أهرامات الجيزة، بحضورها في خلفية العمل، ما دفع بالمشاركين إلى التعاطي معها بصرياً وتطويع أعمالهم ومشاركاتهم الفنية مع هذا الحضور اللافت لمشهد الأهرامات، ما يعطي ثقلاً لهذه الأعمال، الأمر الذي جعل المشاركين يحرصون على أن تكون لأعمالهم علاقة بمكان العرض، كأن تجمع بين القديم والحديث، أو أن تكون الفكرة المحورية للعمل مُستلهمة من التاريخ مع ربطها بالحاضر.

يشارك في هذه الدورة عدد محدود من الفنانين وهم 14 فناناً وفنانة، بناءً على دعوات خاصة من قبل المنظمين وترشيح المؤسسات والغاليريهات التي يتعاون معها هؤلاء الفنانون، وهي غاليريهات ومؤسسات شهيرة على المستوى الدولي.

وقد بذل من الناحية التنظيمية من أجل تحقيق هذا المستوى من العرض، وهو جُهد يواكبه اهتمام إعلامي لافت ورعاية غير مسبوقة من مؤسسات رسمية وخاصة، على رأسها وزارات الثقافة والخارجية والبيئة والآثار ومكتب اليونسكو في القاهرة وغيرها، هذا خلافاً للشركات الخاصة والحكومية.

تستلهم الأعمال التي قدمها هؤلاء الفنانون صياغاتها البصرية من هيئة الأهرامات، وهي من أقدم الإنشاءات البشرية الباقية، وما يستثيره حضورها من أفكار وعلاقات بصرية لها علاقة بالحاضر، واستلهاماً من هذه الأجواء تقدم عزة عملها المشارك تحت عنوان «كنوز» وهو إنشاء في الفراغ يمتد بطول سبعة أمتار على رمال الصحراء الملاصقة للأهرامات. العمل مصنوع من «الفولاذ» الخفيف غير القابل للصدأ.

يلتقط العمل الذي تقدمه عزة القبيسي، وهي مصممة مجوهرات، ونحاتة ومصممة منتجات، كما تقول، أسرار وأشكال وأنماط وملمس المناظر الطبيعية الصحراوية. تتصادم هذه الأشكال مع الموروث الثقافي والقصص والزخارف القديمة، كما توظف درجات اللون الترابية كي تعكس الطبيعة المحيطة بالعمل.

يسمح عمل عزة القبيسي للمشاهدين، كما تقول، بالانغماس في الحركة بين تفاصيل العمل للوصول إلى الهرم، بينما يرون انعكاسهم وكأنه رحلة داخلية في حياتهم الخاصة.

شاركت عزة القبيسي في العديد من المعارض المحلية والعالمية بما في ذلك: «إكسبو ميلان»، 2015؛ و«إمارات الرؤى»، و«أسبوع الفن في برلين»، ألمانيا، ومعرض الإمارات للتصميم. ونالت جائزة رواد الأعمال الشباب المبدعين من المجلس الثقافي البريطاني، وتعد سفيرة التصميم الإماراتية، وتستلهم الموروث البصري الإماراتي، وتحرص على التعبير عنه على نحو معاصر.

واقتصر افتتاح النسخة الثالثة من المعرض على جولة للصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، لإتاحة الفرصة لهم للاطلاع عن قرب على الأعمال الفنية ونقلها للجمهور بكل مصداقية. خلال هذه الجولة قدم الفنانون المشاركون شرحاً مفصلاً عن أعمالهم من الفن المعاصر والتركيبات النحتية، بين هذه الأعمال مجسم هندسي للفنان ديونيسيوس بعنوان «تأمل في الضوء»، واعتمد الفنان في إنشائه على توجيهات الذكاء الاصطناعي. كما قدمت الفنانة الأمريكية كارول فيويرمان منحوتة «امرأة مصرية في هيئة الإلهة حتحور» بالتقنية الواقعية فائقة الدقة، والتي تستحضر خلالها الإلهة حتحور رمز الحب والخصوبة عند المصري القديم.

ومن بين الفنانين المشاركين: البلجيكي آرني كوينز، والبرازيلي آرثر ليسشر، واليونانيان ديونيسيوس وكوستاس فاروتسوس، والفرنسيان جي آر وستيفان بروير، والمصري محمد بنوي، والأرجنتينية بيلار زيتا، والبحريني راشد آل خليفة، والسعودي راشد الشعشعي، والهولندية سابين مارسيليس، والمصري- البريطاني سام شندي.

وعبر الفنان المصري محمد بنوي عن سعادته بهذه المشاركة، معتبراً أن العرض بجوار الأهرامات يمثل له مغامرة مثيرة كما يقول. يشارك بنوي بعمل تحت عنوان «كما فوق كما تحت»، وهي العبارة التي جاءت في ألواح الزمرد التي تنسب كتابتها إلى الإله تحوت.

أما الفنان الفرنسي «جي آر» الذي يشارك في معرض «الأبد هو الآن» للمرة الثالثة، فيقدم مشروعاً فنياً مختلفاً تحت عنوان «من الداخل إلى الخارج»، وهو عبارة عن منصة تساعد المجتمعات في جميع أنحاء العالم على الدفاع عن ما يؤمنون به. أطلق الفنان الفرنسي هذا المشروع بعد فوزه بجائزة «تيد» عام 2011.

وعلى مدى العقد الماضي، شارك في المشروع أكثر من 500 ألف شخص من 152 دولة ومنطقة، ومن خلال هذه الفعاليات، تم تشجيع التعاون والحوار بين المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

ويشارك الفنان اليوناني ديونيسيوس بمشروع «تأمل في ضوء»، والذي يعتبر أن العرض عند الأهرامات حدث أكبر بكثير من مجرد إنجاز على المستوى الفني أو الاحترافي.

ويصف الفنان السعودي راشد الشعشعي عمله المشارك بأنه يمثل رقصة بين الماضي والحاضر، ما يغشي الخطوط الفاصلة بين الأنماط التقليدية والحديثة، ويجدد تصوراتنا للفن والتراث والعلوم والممارسات المستدامة.

يعرض الشعشعي عمله تحت عنوان «الهرم الشفاف» ويستخدم فيه نسيج الخوص، وهي حرفة قديمة من مصر، ويرسل العمل، كما يقول الفنان، بالتحية إلى حضارة مصر القديمة، مع التأكيد على قيمة الحفاظ على الأساليب التقليدية مع تبني الابتكار والإبداع.

ومن هولندا تشارك الفنانة التشكيلية سابين مارسيليس بالمشروع الفني «رع» وهي تؤكد أنها في منتهى الحماس ويغمرها الشرف لتمكنها من تقديم عمل فني في مثل هذا الموقع المتميز. تستلهم مارسيليس أعمالها التركيبية على نحو خاص من الشمس كما تقول، وهي تستلهم عملها المشارك هنا من الساعة الشمسية أو المزولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4njmjumu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"