إعداد: محمد عزالدين
طور فريق من المهندسين المدنيين الكنديين في جامعة دالهاوسي، في مدينة هاليفاكس بمقاطعة نوفا سكوشيا، كندا، تقنية لتبريد مياه الأنهار لتوفير مأوى حراري ملائم للأنواع البحرية مثل سمك السلمون الأطلسي، عند ارتفاع درجات حرارة المياه في فصل الصيف.
اتبع الفريق لتبريد المياه نهجين أحدهما فعال وآخر غير فعال، يعمل النهج الفعال، على ضخ مياه باردة من بئر إلى النهر، والنهج غير الفعال بإعادة توجيه فرع من النهر تحت الأرض لمسافة، ما يسمح بتبريد مياهه من خلال المرور عبر التربة والصخور المحيطة.
وعند ارتفاع درجات حرارة المياه، تبحث الأنواع المائية مثل سمك التراوت بروك وسمك السلمون الأطلسي عن مناطق مياه باردة تسمى «الملاجئ الحرارية»، لأن هذه الأسماك تنشط في نطاق درجة حرارة معين يتراوح بين 6.1 مئوية و22 مئوية، ويمكن أن يؤدي التعرض المطول لدرجات حرارة تزيد على 28 درجة مئوية إلى إصابة الأسماك بالإجهاد أو حتى الموت.
وغالباً ما توجد الملاجئ الحرارية الطبيعية، بالقرب من ينابيع المياه الجوفية، حيث يندمج الماء البارد مع التيار، والتي تعزز النظم البيئية المائية المرنة والمتنوعة التي يمكنها تحمل كل من موجات الحرارة قصيرة المدى واحترار المناخ على المدى الطويل.
وأجرى الفريق تجربتهم بإنشاء ملجأ حراري باستخدام بئر ومضخة لتوصيل المياه الجوفية إلى نقطة منفصلة في نهر رايتس في نوفا سكوشا، بمعدل تدفق قدره 8.89 لتر في الثانية وحرارته 9 درجات مئوية، في الوقت الذي كانت فيه درجة حرارة النهر 30 درجة مئوية.
وانتهت التجربة بجذب الأعمدة الباردة من المياه العديد من الأسماك في نهر ورايتس للبحث إلى مناطق المياه الباردة المصطنعة؛ وعندما التحلق الفرع مرة أخرى بقناة النهر الرئيسية، شكل منطقة من المياه أبرد ببضع درجات من المنطقة المحيطة. وفي كلا النهجين انجذبت أنواع مختلفة من الأسماك بسرعة نحو مواقع المياه الباردة المصطنعة، ولكن النهج الفعال كان الأفضل في جذب عدد أكبر من الأسماك.
ورصدت تقلبات درجات الحرارة باستخدام طائرة بدون طيار مزودة بكاميرا حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ومسجلات لدرجة حرارة الماء، بفاصل زمني يسمح لمراقبة تدفق الأسماك وتقييم أداء نظام الملجأ الحراري الديناميكي.
