عادي
وكالات الإغاثة الدولية تحذر من مشاهد فوضوية

165 ألف مهاجر أفغاني يغادرون باكستان خلال شهر

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
أكثر من 165 ألف أفغاني غادروا باكستان عائدين إلى بلادهم
أكثر من 165 ألف أفغاني غادروا باكستان عائدين إلى بلادهم

غادر أكثر من 165 ألف مهاجر أفغاني باكستان عائدين إلى بلادهم في أكتوبر، حسبما أفاد مسؤولون، أمس الخميس، غداة انتهاء المهلة التي حدّدتها الحكومة، والتي تسمح لهم بالمغادرة طوعاً قبل ترحيلهم. فيما حذّرت وكالات الإغاثة الدولية الكبرى، من وجود مشاهد فوضوية ويائسة بين الأفغان، الذين عادوا من باكستان، حيث تحتجز قوات الأمن وتُرحل الأجانب غير الموثقين أو غير المسجلين.
وتوافد معظم هؤلاء إلى الحدود في الأيام الأخيرة، مع منح باكستان الأفغان المقيمين بصورة غير قانونية على أراضيها والذين يقدر عددهم بحوالى 1,7 مليون، حتى 1 نوفمبر للمغادرة. وفضّل هؤلاء المغادرة طوعاً بدلاً من التعرّض للتوقيف وإيداعهم في مراكز احتجاز يصل عددها إلى نحو خمسين بُنيت لهذا الغرض، قبل ترحيلهم. وعبَر 28 ألف شخص الأربعاء عبر مركز تورخام الحدودي الذي يعدّ نقطة العبور الرئيسية بين البلدين في إقليم خيبر بختونخوا (شمال غرب)، حيث عمل المسؤولون الباكستانيون حتى وقت متأخّر من الليل للسماح بمرور العدد الكبير من المركبات. وبعد عدّة أيام من الفوضى، أصبح الوضع أكثر مرونة الخميس على الجانب الباكستاني من الحدود، بينما تواصل السلطات تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على المغادرة طوعاً. وقد جاء ذلك في وقت شنّت فيه عمليات تهدف إلى تعقّب أولئك الذين يرفضون المغادرة. وقال عبد الناصر خان مسؤول الإدارة في المنطقة لوكالة فرانس برس، «وصل الأفغان المقيمون في باكستان بصورة غير شرعية إلى تورخام بأعداد كبيرة بسبب المهلة النهائية... لا يزال بإمكان الناس العودة طوعاً، ولكن اليوم لم يحضر سوى ألف شخص إلى الحدود». كذلك، سيكون على الأشخاص الذين عاشوا في باكستان لعقود أو ولدوا فيها ولا يعرفون شيئاً عن أفغانستان، أن يسجّلوا أسماءهم على الجانب الآخر من الحدود لدى السلطات الأفغانية، التي غمرها فجأة هذا التدفّق الهائل من الناس.
بقي الآلاف من الأفغان عالقين هناك لعدة أيام، من دون مأوى أو ماء أو طعام، وفي ظروف صحية محفوفة بالمخاطر. ودفع ذلك سلطات طالبان الخميس إلى افتتاح مركز تسجيل مؤقّت على بعد بضعة كيلومترات من الحدود. وفي مكان أبعد قليلاً، أي باتجاه الداخل، أُنشئ مخيّم للعائلات التي ليس لديها مكان تذهب إليه. وقال وزير المهاجرين الأفغاني خليل حقاني لوكالة فرانس برس: «نحن على اتصال مستمر معهم (السلطات الباكستانية) لطلب المزيد من الوقت (لكي يغادر الأفغان). يجب السماح للناس بالعودة بكرامة». وأضاف «يجب ألا يتسبّبوا في إيذاء الأفغان، لا ينبغي لهم أن يصنعوا المزيد من الأعداء». 
وأعلنت الحكومة الباكستانية أنّها تسعى من خلال هذا الإجراء إلى الحفاظ على «رفاهية وأمن» البلاد، بعد زيادة كبيرة في الهجمات على أراضيها، التي تتهم إسلام آباد جماعات متمركزة في أفغانستان بالوقوف وراءها.
ويرى محلّلون أنّ باكستان تسعى بذلك إلى الضغط على طالبان لتعزيز التعاون في القضايا الأمنية. غير أنّ السفارة الأفغانية في إسلام أباد حذّرت الثلاثاء من أنّ هذا الإجراء لن يؤدي إلّا إلى إلحاق المزيد من الضرر بالعلاقات الثنائية. وتعهّدت الحكومة الباكستانية بالتشدّد مع المهاجرين غير الشرعيين الذين يرفضون المغادرة، كما كثّفت الشرطة الاعتقالات في أنحاء البلاد منذ الأربعاء. وأُلقي القبض على أكثر من 100 شخص، أمس الخميس، خلال مداهمة مدينة كراتشي.
وشاهد صحفيو وكالة فرانس برس أفغاناً يطردون من منازلهم ويُنقلون في حافلات إلى مراكز الشرطة ثمّ إلى مراكز الاحتجاز. وفي كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، ألقت الشرطة القبض على 425 أفغانياً. وقال سعد بن أسد، وهو مسؤول إداري كبير في المدينة إنّ «الحملة ضدّ المهاجرين غير الشرعيين ستستمر».
(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykzusjfw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"