الدماغ الاصطناعي آخر صيحة

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل كُتب علينا في العالم العربي أن نظل نَعدّ القفزات العملاقة التي يحققها الذكاء الاصطناعي؟ يقيناً، نعدّها ولا نحصيها. هل تُراه سيسمع نداءنا إذا رجوناه: «خفّف الوطء واتّئد يا حادي»؟ لم يمضِ حتى عام على عام 2022 حتى آذن الذكاء الاصطناعي بفتح فصل سيغيّر نظرتنا إلى الآلة الذكية. منعرج عجيب سوف يعيدنا إلى ذلك المصطلح الذي نسيه الناس «العقل الإلكتروني»، هو ذا يعود من حيث ندري ولا ندري. الساحر الجديد دماغ اصطناعي من خيوط فضيّة، قادر على التعلم في الزمن الحقيقي، أو في الوقت والساعة بتعبير القدماء.

الموقع الفرنسي «لوبيج داتا.فر» أفاد بأن باحثين أستراليين وكاليفورنيين صنعوا دماغاً اصطناعيّاً من نانو خيوط من فضة (النانو واحد من المليار من المتر)، أقل كثافة من الشعرة الآدمية بألف مرّة. ذلك سيقلب كل المقاييس والموازين في الذكاء الاصطناعي الحالي، الذي يعتمد على حواسيب قويّة تنفّذ خوارزميات معقدة قائمة على شبكات خلايا عصبية اصطناعية. هذه الآلات تستهلك كميات هائلة من الطاقة، ويتضاعف استهلاكها على نحو خارق عندما يجري العمل بمعطيات تتغير باستمرار في الوقت الحقيقي. لهذا سعى الباحثون في جامعتي سيدني وكاليفورنيا إلى تطوير شبكة خلايا عصبية من خيوط نانوية فضية شديدة الشبه في هيكلية بنيانها بخلايا دماغ الإنسان. هذه الأعمال تقع في مجال معلوماتية التشكيل العصبي، وتسمى أيضاً حوسبة التشكيل العصبي.

لن يبلغ الدماغ العربي في الشطط حدّ وصف التقدم التقاني بأنه مؤامرة على التنميات المتعثرة؛ لكونه لا يسمح لها بالتقاط أنفاسها، فهي لم تكمل بعد واجباتها في مادّة المعلوماتية، حتى فاجأها قطار الذكاء الاصطناعي، والآن لم يمرّ على «شات.جي.بي.تي» (شجبت) عام حتى انبرى مارد الدماغ الاصطناعي. هل ستطلب التنميات المتعثرة من الحدادين صنع شبكة نانوية خيوطها من فضة، تحاكي الخلايا العصبية في الدماغ وما بينها من المشابك العصبية؟ حتى أهل التطريز لا يستطيعون استيعاب خيط حرير يكون واحداً من الألف من الشعرة.

بأيّ لسان وأيّ بيان نوصل رسالة ضرورة التطوير إلى المناهج العربية؟ ثمة أمرٌ أخطر من تلك الرسالة وهو أن المدة التي ستتطلبها خطط التطوير، والمدة التي يستدعيها التنفيذ، ثم المدة التي يحتاج إليها ظهور الثمار، ستكون حتميتها بلوغ الدماغ الاصطناعي مستويات قد تكون اليوم في مخيلة العلماء والخبراء ضرباً من الخيال العلمي.

لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينية: يرى الباحثون أن الخيوط النانوية ستصير أساس بنيان الذكاء الاصطناعي مستقبلاً. ستجعل الدماغ الاصطناعي في التعلم «يتلقّفها وهي طائرة».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rtpvwwe

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"