تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، انطلقت، الجمعة، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الشعر المغربي الذي تنظمه دار الشعر بمراكش، بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب، ويستمر 3 أيام بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين مغاربة.
أقيم حفل الافتتاح في حديقة «مولاي عبدالسلام» في قلب مراكش بحضور عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وأحمد مهيّر الشامسي، القائم بأعمال سفارة الدولة لدى المغرب، ومحمد الفاضل، باشا مدينة مراكش، وحسن هرنان، مدير قطاع الثقافة في مراكش- «أسفي»، نائباً عن د. محمد المهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين ومحبي الكلمة.
بدأ الحفل بعرض تسجيلي يوثق أهم برامج دار الشعر في مراكش، ويسجّل محطات الدار من فعاليات ثقافية وفنية على مدار العام.
وأكد عبدالله بن محمد العويس في كلمته، أهمية تجدد اللقاءات الشعرية، لما يشكّله من تعزيز لحضور الإبداع والجمال، قائلاً: «يتجدّد اللقاء الشعري، ويتعزّز حضور الإبداع والجمال تحت ظلال مراكش وبين تاريخها العريق، يعود مهرجانها الشعري ومفردات الاشتياق ومعانيه تحيّي هذا الاحتفال بكل ما هو عَبِق وعَطِر تؤكّده العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية في ظل القيادة الرشيدة بين البلدين».
وقال العويس: «إننا لنعتز كثيراً ونحن نرى هذا العطاء المتواصل لدار الشعر في مراكش، وأثرها الأدبي، لتكوّن مشهداً من مشاهد الثقافة الأصيلة في بلدنا العزيز المغرب، حيث حرصت الدار على دعوة الأدباء والشعراء والفنانين لإحياء الأمسيات الشعرية والليالي الفنية البديعة وبتنوّع ثري عرف الانفتاح على الفضاءات المتعدّدة والحضور اللافت بين مدن المملكة»، معرباً عن شكره للتعاون المثمر بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في الشارقة، لإنجاح جميع أنشطة دار الشعر بمراكش.
من جانبه، قال حسن هرنان: «إن المهرجان يجسد التعاون الوثيق القائم بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية وبين دائرة الثقافة في الشارقة، والذي يندرج ضمن مبادرة نبيلة أسّسها صاحب السمو حاكم الشارقة المتمثلة في إنشاء بيوت الشعر لتعم الوطن العربي بالثقافة والأدب الرفيعين»، مشيراً إلى الدور البارز الذي تشكّله دار الشعر في مراكش على مستوى المغرب، بل ودول إفريقيا والعالم العربي، وتمثل في عطاء ثقافي متميز وبرامج هادفة غطت مختلف الفضاءات محلياً وخارجياً.
وأضاف: «نلتقي مع دورة جديدة من دورات مهرجان الشعراء المغاربة الذي يحتفي بالتنوع الثقافي المغربي، ويكرم قامات ثقافية، ويحتفي بالشعراء والنقاد الشباب، إضافة إلى انفتاح الدار على الأطفال واليافعين، لتشجيعهم على الشعر والكتابة وحب القراءة، كما أن تنظيم مهرجان للشعراء في مراكش يزكي مرة أخرى المكانة الحضارية والعلمية والأدبية المرموقة لهذه المدينة التاريخية».
وشهد حفل الافتتاح أمسية شعرية قدمها عدد من الشعراء المغاربة، حملت مزيجاً لافتاً من تجاربهم الشعرية عبر نصوص تصوّر ذات الشاعر الحالمة حيناً والمتأملة في تساؤلات الذات، وأغراضاً شعرية وموضوعات متنوعة مثل الغزل والحكمة والشجن.
وضمن مبادرة الدار لتكريم القامات الأدبية المغربية، كرّمت الدار لهذه الدورة الشعراء: محمد عنيبة الحمري، والعزة بيروك، ومحمد مستاوي، تقديراً وتثميناً لجهودهم الفكرية في العطاء الأدبي على مدى سنوات.
وأعلنت دار الشعر في مراكش أيضاً، ضمن فعاليات الافتتاح، أسماء الفائزين في الدورة الخامسة من جائزتي «النقد الشعري» و«أحسن قصيدة»، وتأتي الجائزتان ضمن فعاليات الدار، وفي سياق اهتمامها بالتجارب والأصوات النقدية والشعرية الجديدة ودعمها للمواهب الشابة والعناية بنتاجهم الإبداعي.. وفي جائزة النقد الشعري، حصل كل من عبدالله زمزكي عن بحثه «الاستعارة التصويرية في الشعر الأمازيغي»، وعلي أيت لاشكر عن بحثه «جمالية الإيقاع في الشعر الأمازيغي البنية التصويرية» على المركز الأول، وذهب المركز الثاني لكل من فاطمة الزهراء عن بحثها «الفاعلية البلاغية والشعر»، ونصر الدين شردال عن بحثه «فسيفساء المعاني: دراسات في الشعرية المغربية الراهنة».
وفي جائزة أحسن قصيدة، فاز بالمركز الأول حمزة أبعاش وعاطف معاوية، وحصل على المركز الثاني كل من محمد الجاوي ومحمد الذهبي، وحصل على المركز الثالث حسان بن العطار وعبدالرحيم أمدجار.
وكرّم عبدالله العويس ومحمد القصير، يرافقهما الشامسي والفاضل وهرنان، الشعراء المحتفى بهم والفائزين في جائزتي النقد وأحسن قصيدة، وصاحب حفلَ افتتاح المهرجان معرضٌ يضم عدداً من إصدارات دائرة الثقافة بالشارقة. (وام)
