«إكسبو 2020» والمهرجانات الأكبر في العالم

03:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
يعتبر المعرض الدولي «إكسبو» واحداً من أكبر ثلاثة مهرجانات في العالم، إلى جانب الألعاب الأولمبية الصيفية، وكأس العالم لكرة القدم. لكن على عكس الأولمبياد، وكأس العالم المحصورين في المجال الرياضي وحده، فإن المعرض الدولي يشمل مجالات عدة، كالسياسة، والاقتصاد، والمجتمع، والثقافة، ليعود بفوائد اقتصادية أكبر من الحدثين الآخرين. التأثير الاقتصادي للمعرض الدولي كبير جداً إلى درجة أن كل الدول التي استضافته في الماضي شهدت نمواً اقتصادياً هائلاً في أثناء، وبعد فترة المعرض. باريس عززت قوة صورتها كمركز للثقافة والفنون من خلال معرض باريس الدولي لعام 1889. ونجحت اليابان في تحويل مدينة تشوكوبا إلى مجمع متقدم للعلوم والتكنولوجيا من خلال معرض تشوكوبا الدولي عام 1985. وكل الدول تفضل استضافة مهرجان «إكسبو» على استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية، وكأس العالم لكرة القدم. فاليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم تعاني، ولا مناقشات تعلو الآن على مداولات حول كيفية تقاسم النفقات الهائلة لأولمبياد طوكيو 2020 حيث تشير تقديرات اللجنة المنظمة للأولمبياد إلى أن مجمل التكاليف سيصل إلى 1.8 تريليون ين، أي نحو 15 مليار دولار، وبعد المناقشات استقر الأمر أن الحكومة المركزية ستغطي وإدارة العاصمة طوكيو تكاليف المنشآت التي ستبقى قائمة بعد انتهاء الألعاب، ومن بينها استاد قومي جديد. إلا أن ما يبقى من دون قرار هو من سيتحمل المبلغ المتبقي، الذي يبلغ 950 مليار ين أي نحو 8.1 مليار دولار. وقد اقترحت اللجنة المنظمة أن تتحمل طوكيو والحكومة المركزية وسلطات محلية معنية جزءاً من تكاليف المنشآت المؤقتة. إلا أن الإدارات المحلية باستثناء طوكيو، تعارض الاقتراح، وتشير إلى أن الخطة الأصلية للجنة المنظمة كانت تنص على أن تتحمل اللجنة كل التكاليف، وأن عليها ألا تحيد عن هذه الخطة. وتعاني روسيا تكاليف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2018 الذي سيكون الأكثر إنفاقاً في التاريخ، حيث إن تكلفة هذه النسخة المونديالية ستزيد على 22 مليار دولار. ومعظم المبالغ المخصصة لاستضافة هذا الحدث الرياضي العالمي سيتم توجيهها للاستثمار في البنى التحتية، التي قد لا تكون مرتبطة بكرة القدم بصورة مباشرة، كتدشين الطرق، وهذه الأخيرة من المتوقع تشكل النسبة الأكبر من الميزانية المخصصة للمونديال. وحسب متخصصين في معهد الاقتصاد والتنمية والنقل، فإن تدشين طرق سريعة وخطوط سكك حديدية وحيازة قطارات، ستكلف روسيا قرابة تريليون روبل، وهناك من يتوقع مبلغاً أكبر يصل إلى 2.6 تريليون روبل. ويشار إلى أن روسيا وعدت بتذاكر قطار مجانية لمشجعي المونديال، وهذا سيكلف البلاد 1.4 مليار روبل، فضلاً عن تأشيرات دخول مجانية ستؤدي إلى خسارة في الموارد المالية قدرها 1.65 مليار روبل. كما أن تكلفة ترميم المباني الرياضية، وتدشين أخرى جديدة سيكلفان قرابة 123 مليار روبل، فروسيا ستنظم المونديال من خلال 16 استاداً في 13 مدينة، وثمة بند مخصص لتطوير المطارات تصل تكلفته إلى 46 مليار روبل. أما الترتيبات الخاصة بالاستضافة، فتصل تكلفتها إلى 299 مليار روبل، وستكون الأعلى في التاريخ، أي أن روسيا ستنفق على المونديال مبالغ تفوق تلك التي أنفقتها جنوب إفريقيا واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، على نسخ سابقة من المونديال. حيث بلغت تكلفة مونديال عام 2010 بجنوب إفريقيا3.5 مليار دولار، أما المونديال الذي استضافته ألمانيا عام 2006 فوصلت تكلفت إلى 6 مليارات «يورو». أما «المونديال» الذي انعقد في كوريا الجنوبية واليابان فوصلت تكلفته إلى 4.7 مليار دولار. ومن هنا كانت حنكة دولة الإمارات في اختيار مهرجان «إكسبو» والفوز بشرف استضافته في 2020 للمزايا العديدة التي سنتناولها في مقال قادم.

د. عبدالعظيم محمود حنفي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"