هل تمكن إعلامنا المحلي من التعامل مع الأحداث الوطنية بالحرفية المتوقعة؟
هذا السؤال مطروح وبقوة في ظل تداول المسألة من قبل شخصيات رسمية ومؤثرة في المجتمع عبر منصة «تويتر» خلال الأيام الماضية، أما الحدث الذي تم التركيز عليه فهو انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، أما النقاط التي أثارت استياء الجمهور عموماً، فتمثلت في غياب المهنية عن النقل الحي، والاستغراق في السرد التاريخي والاجتماعي والحوارات المطولة عوضاً عن نقل التفاصيل التي يترقبها الجمهور لساعات، وتراجع «فنيات» النقل وجمالياته مقابل العمل في المساحات الآمنة والمعتادة منذ سنوات طويلة في إعلامنا، كل ذلك في مقابل الإشادة بالبديل الأجنبي والتكنولوجي لجهة السرعة والدقة وجوهرية الطرح.
إذن ما الذي حدث فعلاً؟ وهل كان للجنة المنظمة للانتخابات دور في قيادة هذه التغطية وإدارتها؟ ولماذا نلمس مثل هذا التفاوت بين حدث وطني وآخر، على الرغم من الجهود الكبيرة وفرق العمل الحريصة على أداء واجبها المهني قبل الحدث وخلاله وبعده؟ فمن غير المعقول أن تكلف شركات غير محلية بمشاريع وطنية، أو يُستدعى غير الإعلاميين ليتم تتويجهم كنجوم للمشاهد، أو تستورد برامج عربية وغربية بفرق عمل من خارج السياق المحلي والمجتمعي، وتقف مؤسساتنا موقف المتفرج، وعندما تناط بها أدوار نقل الرسالة ودعم الاتجاهات الرسمية مثل توثيق العلاقات الدولية، أو عكس حيثيات مشهد وطني لن يتكرر إلاّ كل أربع سنوات، نلمس خللاً على مستوى التخطيط والتنسيق والخيارات على الشاشة.
إن الدروس المستقاة مما فات، ستحدد الكثير من ملامح اتجاهات مؤسساتنا الإعلامية الوطنية، وربما يتمثل أهمها في عملية إدارة التغطيات الرسمية والتي من المهم أن تتم معالجتها بالتعاون مع المجلس الوطني للإعلام، المظلة الحاضنة لإعلامنا الوطني والقادر على المساهمة بشكل كبير في تنظيم العملية، في حال لجوء الجهات المختلفة إليه ليكون حلقة التنسيق بينها وبين القنوات المختلفة، أما ثاني الدروس فيكمن في ضرورة إعادة النظر في ديباجة الترفيه والتسويق الفجّ التي وقعنا أسرى لها منذ فترة طويلة، وأخيراً درس الموارد المالية التي من المهم أن يتم إعادة تحويل مساراتها، فيما يصب في صالح بناء الكوادر المفكرة والمبدعة بالدرجة الأولى، وجذب أصحاب المواهب في الإنتاج والتطوير البرامجي والتسويق التلفزيوني، نحن بحاجة ماسة اليوم إلى الروح الوطنية في المحتوى المقدم، والصورة المشاهدة وعبقرية الطرح التي تحقق التوازن لعين وأذن المتابع.
وأؤكد أخيراً التخطيط الصحيح لخريطة البرامج حسب المواسم والأحداث الرسمية والأنشطة المختلفة، وتلك عملية لا تشمل ملء الساعات التلفزيونية، بل رصد الفرق العاملة والميزانيات المناسبة لصناعة محتوى يليق بهذا الوطن القافز سرعات ضوئية نحو الغد، فعملية التغيير يجب أن تترافق مع الواجبات الكبيرة التي تحملها عواتق القائمين على دفع هذه العجلة، مع كل تقديرنا لجهودهم الجبارة والأمر ليس بالسهل أبداً، إلا أنه غير مستحيل في وطن اللامستحيل.
صفية الشحي
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![سرقة لندن](/sites/default/files/2024-07/6195803.jpeg)
![الرئيس التشيلي: البنية التحتية المتقدمة لـ«موانئ دبي» تتسم بالتميّز التشغيلي](/sites/default/files/2024-07/6195793.jpeg)
![أسعار المنازل بأمريكا ترتفع إلى مستوى قياسي جديد في مايو](/sites/default/files/2024-07/6195787.jpeg)
![مطار دبي الدولي](/sites/default/files/2024-07/6195784.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/17_2.jpg)
![1](/sites/default/files/2024-07/16_2.jpg)
![مصري يقتل أبناءه الأربعة](/sites/default/files/2024-07/6195741.jpeg)
![الدكتور النعيمي يتحدث إلى الطلبة الجدد](/sites/default/files/2024-07/6195736.jpeg)