عادي
الدولة تقود الطلب إقليمياً على الخدمات

38 مليار درهم الإنفاق على الحوسبة السحابية في الإمارات والمنطقة

23:21 مساء
قراءة 8 دقائق
دبي: حمدي سعد

رفعت الجهات الحكومية والشركات الخاصة الطلب على حلول الحوسبة السحابية في دولة الإمارات، بسبب التوسع في التحول الرقمي في الدولة وأعمال الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.

وذكرت مؤسسة «آي دي سي» للأبحاث أن حجم الإنفاق على خدمات الحوسبة السحابية العامة في الإمارات والمنطقة وتركيا وإفريقيا سيشهد نمواً بمعدّل يصل إلى 25%، ليتخطى عتبة 38 مليار درهم (10.4 مليار دولار) 2023.

وذكرت «آي دي سي» أن تطبيقات البرمجيات المقدمة كخدمات (SaaS) تشكل نحو 43.2% من حجم الإنفاق على برمجيات السحابة العامة 2023، والبنى التحتية المقدمة كخدمات (IaaS) 24.5 %، والبنى التحتية لأنظمة البرمجيات المقدم كخدمات (SaaS) 18.1 %، والمنصات المقدمة كخدمات (PaaS) 14.2 %.

الصورة

 

أكد مسؤولو شركات عالمية متخصصة في خدمات الحوسبة السحابية ل «الخليج» أن دولة الإمارات تقود الطلب إقليمياً على هذه الخدمات، التي توفر عوامل السرعة والدقة والحماية للمعلومات فضلاً عن توفير الكلف التشغيلية.

  • مزيد من النمو

قالت فادية عيّاد، مدير شركة «إف 5» في الإمارات ودول الخليج العربي: «تظهر جاهزية دولة الإمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوضوح من خلال تبنيها الواسع لأحدث التوجهات في القطاع، والتي تشمل قدرات شبكات السحابة المتعددة الجديدة، وتوفير مستويات الأمان الأكبر مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتخصيص خدمات مُدارة لتلبية احتياجات المؤسسات في المنطقة».

وأضافت عياد، من المتوقع أن تواصل دولة الإمارات خلال 2023-2024 ترسيخ مكانتها التقنية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعدّ شبكات السحابة المتعددة الجديدة من أبرز التوجهات التي تزداد أهميتها يوماً بعد يوم، وتحتل موقعاً متصدراً بفضل قيام العديد من المؤسسات بنشر التطبيقات الموزعة التي تغطي بيئات استضافة متعددة.

الصورة

 

من المتوقع أن تشهد الخدمات والحلول السحابية في دولة الإمارات المزيد من النمو والتطور خلال 2023، بما يتواءم مع مشهد الخدمات السحابية دائم التطور في دولة الإمارات وتشمل هذه الحلول قدرات شبكات السحابة المتعددة الجديدة، والتي تُسهم في تحسين حركة المرور، وتوفر خدمات أمن للسحابات العامة والخاصة من خلال وحدة تحكم وإدارة واحدة، ما يساعد الفرق التشغيلية على تخطي عقبات إدارة الخدمات المعتمدة على السحابة وخدمات المزودين الخارجيين المتعددين. بالإضافة إلى تحسين قوة واجهة برمجة التطبيقات في مواجهة التهديدات، وتوظيف الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، لتدعم التزام دولة الإمارات لتعزيز الأمن الإلكتروني في السحابة.

وأوضحت عياد أن الطلب على الحوسبة السحابية يتركز على القطاعات الحكومية لحماية المنشآت الحيوية ومن القطاع الخاص، لاسيما المؤسسات المالية ومزودي الرعاية الصحية وشركات الاتصالات؛ لضمان أمن خدماتها الرقمية وتحسين أدائها.

  • موقف متقدم

من جانبه، قال أحمد عودة، نائب الرئيس والمدير العام الإقليمي لشركة «في إم وير»: «نرى استعداداً كبيراً من قبل دولة الإمارات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لذا فالدولة توفر سوقاً واعدة للغاية خلال عامي 2023- 2024؛ حيث أظهرت وبشكل مستمر موقفاً متقدماً في استخدام التقنيات الناشئة، وقامت باستثمارات كبيرة في البنية التحتية والأمن السيبراني والتحول الرقمي».

ومع استمرار توسع انتشار شبكات الجيل الخامس، والتركيز المتزايد على تدابير الأمن السيبراني، والاستثمارات في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، فإن الإمارات في وضع جيد لتسريع رحلتها في مجال التحول الرقمي. كما أن التزام البلاد بالابتكار، بالإضافة إلى توفر بيئة الأعمال المناسبة سيجذب اللاعبين العالميين في مجال التكنولوجيا، ويحفز نمو القطاع بشكل إضافي.

وأكد عودة أن «في إم وير» تتوقع نمواً وتطوراً كبيراً في قطاع الخدمات السحابية الإلكترونية في الإمارات؛ حيث تلتزم البلاد بالتحول الرقمي، ومن المتوقع أن تعزز استثماراتها الاستراتيجية في بنية السحابة والنمو والتطور. ومع تزايد اعتماد الشركات على استراتيجيات السحابة المتعددة، من المرجح أن يزيد الطلب على خدمات السحابة الإلكترونية.

علاوة على ذلك، التركيز الإماراتي على سيادة البيانات والخصوصية من الممكن أن يدفع بالمزيد من التبني لحلول السحابة السيادية.

وأوضح عودة أن أهم اتجاهات قطاع الخدمات السحابية في الإمارات في 2023 وما بعده، تشير إلى النمو المستمر لاعتماد السحابة المتعددة، والتركيز المتزايد على سيادة البيانات والخصوصية، والتوسع في حوسبة الحافة، وارتفاع الطلب على حلول السحابة الهجينة، والتركيز الكبير على التدابير الأمنية والامتثال.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يلعب التكامل بين التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في خدمات السحابة دوراً حيوياً في تشكيل مستقبل القطاع. وشركة «في إم وير» ملتزمة بدعم هذه الاتجاهات من خلال تقديم حلول السحابة المبتكرة المصممة لتلبية احتياجات المؤسسات المتطورة في الإمارات.

وتابع عودة: «نشهد إقبالا كبيراً على الحلول من الجهات الحكومية وقطاعات الخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم والاتصالات؛ لمساعدتها في تحديث بنيتها التحتية لتكنولوجيا المعلومات وزيادة كفاءتها التشغيلية».

  • تعزيز الأداء والتنافسية

وأكد أمير عدلي، مهندس الحلول الأول في شركة «إنفور»، أن حوسبة السّحاب تعدّ من أبرز التوجهات في الإمارات، والتي يمكنها أن تساعد المؤسسات في تحقيق أهدافها وتطلّعاتها فحوسبة السّحاب ليست مجرد تكنولوجيا، بل تعدّ نقلة نوعية تساعد في تغيير طريقة عمل الشركات وتعاونها وتحقيقها للقيمة.

ومن خلال التحوّل نحو حوسبة السّحاب، يتسنّى للمؤسسات الاستفادة من مجموعة من المزايا التي تتيح تعزيز أدائها وقدرتها التنافسية في المنطقة، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أطلقت الحكومات مبادراتها الطموحة، والتي تسعى للترويج للتحوّل الرقمي وتنويع الأنشطة الاقتصادية.

وأوضح عدلي أنه وعلى الرغم من المزايا المتعددة والواضحة التي تتيحها حوسبة السّحاب، إلا أن العديد من المؤسسات لم تبدأ إلى الآن باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، وتقوم بتأجيل اتخاذ قرارها وفي هذا السياق بسبب المخاوف من التكلفة، والتعقيدات المرتبطة بها، وعدم توافر الخبرات اللازمة، والقدرة على إدارة عملياتها خلال المرحلة الانتقالية التي ستفضي إلى التغير الملموس الذي ينطوي عليه الانتقال إلى السحابة العامة.

وتابع: «يعدّ الشرق الأوسط منطقة واعدة تتمتع بإمكانيات هائلة، ولذلك فإن حوسبة السّحاب تعتبر أمراً جوهرياً للاستفادة من هذه الفرص، وتوفر مزايا كثيرة يمكنها مساعدة المؤسسات على تحسين أدائها وتنافسيتها».

وتتيح حوسبة السّحاب عند نشرها بالشكل الصحيح إمكانية تحسين مستويات الأمن والكفاءة والقدرة على الابتكار على نطاق واسع، وتزويد فرق العمل باطلاع أعمق على سير العمليات، ومساعدتهم في جمع البيانات وتحقيق قيمة كبيرة منها.

وتشمل هذه المزايا المرونة في التكيف مع التغيرات في الطلب، والأمن اللازم لحماية البيانات والأنظمة من الهجمات الإلكترونية، وإمكانية التطوير بما يواكب احتياجات الشركات، وانخفاض التكلفة لتحسين الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، ومواصلة إجراء التحديثات للحصول على آخر المزايا والخصائص، وتوفير عمليات مبسطة لتسهيل إدارة تكنولوجيا المعلومات والحوكمة.

وقال عدلي: «في الوقت الذي تشهد الأسواق العالمية ظروفاً اقتصادية عكسية، فإن المناخ الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط لا يزال يمرّ بمرحلة أفضل نسبياً، إلا أنه من الضرورة بمكان للمؤسسات العاملة في المنطقة التأكد من أنها في وضع يسمح لها بالاستفادة من الفرص المتاحة والتغلّب على التحدّيات المختلفة».

  • البنى الرقمية

بدوره، قال حسام الصغيّر، مدير المبيعات الإقليمي لشركة «إبسون»: «تواصل دولة الإمارات الاحتفاظ بموقعها الريادي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصة في ضوء الاستثمارات الحكومية الضخمة التي يتم ضخها في البنى التحتية الرقمية والمدن الذكية وتكنولوجيا شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعاملات الرقمية (بلوك تشين) وغيرها، والتي تجسد البيئة المتطورة عالية التقنية التي تتمتع بها الدولة».

وأضاف، من المتوقع أن يشهد قطاع الطابعات وأجهزة المسح الضوئي في دولة الإمارات نمواً خلال 2023 بفضل الطلب المتزايد على الرقمنة في القطاعين العام والخاص، لا سيما مع سعي الشركات للحصول على حلول أكثر كفاءة واستدامة.

وتحرص المؤسسات على التعرف إلى المنتجات والحلول الجديدة والمبتكرة والفريدة؛ حيث تبحث عن حلول تقنية تركز على خفض استهلاك الطاقة وتحسين جودة المطبوعات وزيادة الكفاءة. وكشفت نتائج دراسة أجريت بتكليف من «إبسون» أن 74% من صانعي القرار العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والمستخدمين يرون ارتفاعاً في الطلب على تقنية المسح الضوئي نتيجة النمو الذي تشهده الرقمنة، والذي يتوقع أن يُسهم في ارتفاع قيمة السوق العالمي لأجهزة المسح الضوئي إلى9.6 مليون درهم بنهاية 2023.

أن أحد أبرز التوجهات الرئيسية في قطاعات الطباعة والمسح الضوئي في دولة الإمارات العربية المتحدة يتمثل في توفير حلول طباعة ومسح ضوئي صديقة للبيئة ذات استهلاك أقل للطاقة، مثل تكنولوجيا الطباعة الخالية من الحرارة لتوفير الطاقة وتحسين الكفاءة والسرعة وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت الطباعة ثلاثية الأبعاد نمواً خلال الأعوام القليلة الماضية، وتنامياً في الطلب على المنتجات المخصصة في قطاعات متنوعة ومنها الرعاية الصحية.

كما تعتمد المؤسسات في دولة الإمارات على الحلول السحابية والذكاء الاصطناعي والأتمتة واستخدام التكنولوجيا الذكية مثل الطباعة والمسح الضوئي عن بعد.

  • الإمارات في الطليعة

من جانبه، قال أرجان آيدين، نائب الرئيس للأسواق الناشئة في «بالو ألتو نتوركس»: «تسعى المؤسسات حول العالم إلى تسريع تبني التقنيات الحديثة بهدف إحداث تحول في عملياتها وزيادة الإنتاجية وتعزيز الابتكار، ولا شك بأن دولة الإمارات هي في طليعة هذا التحول الرقمي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط».

وتشير توقعات «جارتنر» إلى أن إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على تكنولوجيا المعلومات سيصل إلى 183.8 مليار دولار العام 2024، مرتفعاً من الرقم السابق لعام 2023 والبالغ 176.8 مليار دولار.

وساعدت المبادرات والاستثمارات والسياسات الحكومية دولة الإمارات في أن تصبح رائدة عالمية في الجاهزية الرقمية الحكومية وتبني الحلول الرقمية، كما تضم الدولة منظومة شركات ناشئة حيوية، وتستقطب استثمارات ضخمة في مجال التقنيات الرقمية.

وأضاف: «تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة الدور الحيوي للأمن الإلكتروني في تمكين التحول الرقمي، وتعدّ منطقة الشرق الأوسط مركزاً تجارياً عالمياً ومركزاً إقليمياً مالياً يتمتع باقتصاد قوي، إلى جانب تبنيها الواسع للتحول الرقمي، ما يجعلها هدفاً مغرياً للقراصنة الإلكترونيين».

وتُسهم التقنيات الجديدة، مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في إحداث تحول في عمل المؤسسات في دولة الإمارات، ولكن هذا الأمر يؤدي في الوقت نفسه إلى زيادة مطّردة في التهديدات الإلكترونية.

وأكد آيدين على أن أهمية الأمن الإلكتروني أصبحت في الوقت الحالي أكبر من أي وقت مضى، ومع مواجهة المؤسسات لمخاطر الهجمات الإلكترونية المتطورة والمعقدة، فإنها تسعى للحصول على منصات أمن إلكتروني حديثة ومتقدمة تعزز من أمنها الإلكتروني، وتُسهم في ذات الوقت في تبسيط البنى التحتية الرقمية للمؤسسات وتخفيض النفقات.

  • نقل البيانات إلى السحابة
طارق سلامة

قال طارق سلامة، مدير حلول الشؤون الهندسية في «كلاوديرا» لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا: «وفقاً لدراسة حديثة أجرتها الشركة، يتطلع 86% من صناع قرارات تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط إلى نقل المزيد من البيانات إلى السحابة خلال السنوات الثلاث القادمة».

ومع ذلك، يخطط 90% لإعادة جزء من البيانات إلى مراكز بياناتهم الخاصة خلال نفس الفترة. نشهد حالياً فترة يتمحور فيها التركيز على مهام العمل أكثر من الاهتمام بالسحابة، ويمكن لتحليلات مهام العمل المساعدة في تحديد ما إذا كانت السحابة العامة أو الأجهزة المحلية هي البيئة الملائمة لهذه المهام.

وتشكل السحابة الهجينة معياراً واقعياً للشركات؛ حيث تسعى العديد من الشركات إلى استخدام السحابة العامة لتحقيق المرونة والتوسع والسرعة. لكن العديد من قادة البيانات أدركوا أن السحابة لها عيوبها أيضاً مثل اللوائح الإقليمية والتكاليف. ويتفق 66% من صناع قرارات تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط على أن وجود البيانات في بيئات متعددة عبر البيئات السحابية والمحلية يزيد من تعقيد استخراج القيمة من جميع البيانات في الشركة.

وقال سلامة: «تسعى الشركات في الإمارات من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق الأرباح من جميع بياناتها، ومع ذلك، تحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الضخمة إلى مواكبة سياق الشركة من خلال تزويد هذه النماذج بالبيانات الصحيحة. فهذه النماذج يجب أن تكون مصدر ثقة لتتمكن من النجاح، وتأتي الثقة في الذكاء الاصطناعي من الثقة في البيانات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fymajcb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"