«فيحاء»

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في الوقت الذي يعتبر كل إصدار ثقافي مجرد ترف، لا يُسمن ولا يغني من جوع، وفي الوقت الذي تغلق فيه مكتبات بيع الكتب في مختلف دول العالم، وتتوقف فيه دور النشر عن طباعة كتب جديدة، وتحذف الملاحق الثقافية من الصحف اليومية، وتتوقف المجلات الصادرة عن المؤسسات الربحية والأهلية، يتحدى اتحاد الكتاب العرب في سوريا كل الضغوطات والصعوبات ليصد عدده الأول من مجلة «الفيحاء» الموجهة للطفل.
هذا التحدي الجميل يجعلنا نقف وقفة شكر حقيقية لهذا الإصرار على نشر الثقافة المقروءة لأطفالنا الذين لا يجدون مجلة شهرية حقيقية تثري لغتهم العربية، وتشعرهم بالانتماء لهذه اللغة، وتعلّمهم الشعر والقصة والكاريكاتير كما يجب، إلا نادراً، بعد أن تغيرت الأوليات لدى صانعي الكلمة والكتاب، بعد أن اتجه جزء كبير من الأطفال للأجهزة الإلكترونية، ولم يعد الكتاب يشكل أولوية لديهم، بعد أن تعددت الخيارات التي لم تكن موجودة لدى أبناء أجيالنا السابقة، ما جعلنا نهتم بالكتب وبالقراءة بشكل أساس.
رئيس التحرير الشاعر منير خلف، والمدير المسؤول الناقد الدكتور محمد الحوراني، وأمين التحرير أحلام الوني، استطاعوا تحقيق حلم كثير من اتحادات وروابط الكتّاب العربية ممن لم تعد تستطيع طباعة حتى مجلاتها الدورية التي اعتدنا على قراءتها ومتابعتها، حتى بشكل إلكتروني، فخرجوا هذه المرة بمجلة للطفل برغم كل الصعوبات المعنوية والمادية، وننتظر خطواتهم القادمة في توزيعها مطبوعة على الدول العربية ليقرأ أطفالنا هذا الإبداع المتمثل في مجلة «فيحاء».
هذا التحدي بمثابة رسالة حقيقية لكل الاتحادات والروابط الأدبية بضرورة عودة مطبوعاتها التي توقفت من دون سابق إنذار، وبلا سبب مقنع، عدا اختيار الحل الأسهل بعيداً عن أي تحد، أو رغبة في التطوير والاستمرار.
اتحاد الكتاب العرب: شكراً من القلب لأنكم ما زلتم بوصلة التجدد والإبداع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4sxwdun2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"