خنساء الزبير
يعتقد الكثيرون أن تركيا بلاد تناسب سياحة الصيف وحسب، ولكن هناك الكثير مما يمكن القيام به عند التوجه إليها شتاءً، وحتى إن كان السفر إليها بغرض مشاهدة المعالم السياحية الأثرية والتاريخية الكبيرة؛ فسيجد الزائر في فصل الشتاء فرصة أفضل لمشاهدة وتأمل الآثار والمعالم الرئيسية والمتاحف عن قرب؛ حيث تكون خالية من الازدحام في ذلك الوقت، وأيضاً العديد من الآثار الشهيرة في تركيا تقع على طول المنطقة الساحلية، التي تتمتع بشتاء معتدل. ولمحبي التزلج، يمكن التوجه إلى وسط وشرق البلاد، حيث توجد بعض المناطق التي تغطيها الثلوج عادةً خلال الشتاء؛ خاصة في الفترة من ديسمبر وحتى فبراير.
منطاد الهواء الساخن في كابادوكيا
في الغالب تصل أعداد كبيرة من المسافرين إلى كابادوكيا، في الفترة بين إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول، ولكن في فصل الشتاء، عندما يكسو الثلج المكان، يكون المشهد في أكثر حالاته جاذبية. والنظر من الأعلى أفضل طريقة لتجربة مشاهدة ثرية للوديان المتعرجة المليئة بالصخور والمغطاة بالثلوج في الغالب خلال الشتاء.
ويُعد منطاد الهواء الساخن في كابادوكيا أحد أشهر الأنشطة في تركيا، ويتصدر قائمة السياحة هنالك، ويعمل على مدار العام، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يتم توقيفه، بسبب سوء الأحوال الجوية، ويوفر إطلاله بانورامية رائعة على المناظر الطبيعية. وتنطلق الجولات عقب الفجر مباشرة في ارتفاع تصل درجة الحرارة فيه إلى ما دون الصفر.
وللتمتع بأفضل مشاهدة لمناظر الثلج يفضل الزيارة في شهري يناير وفبراير.
مزلقة بحيرة شيلدير
تعد بحيرة شيلدير وجهة شتوية مفضلة للسياح الأتراك الذين يتوافدون إليها خلال شهر فبراير/ شباط، ولا تزال غير معروفة لمعظم الزوار الأجانب، وتقع هذه البحيرة المرتفعة، في الركن الشمالي الشرقي الجبلي لتركيا، وهي ثاني أكبر بحيرة في تركيا، بمساحة تبلغ 123 كيلومتراً مربعاً، وخلال أشهر الشتاء تتجمد البحيرة، وتحيط بها المناظر الطبيعية للجبال الثلجية.
ويقوم السكان المحليون، طوال فصل الشتاء، بجولات على مزلقة الخيول على وجه البحيرة، وصيد الأسماك في مشهد يشبه الحكايات الأسطورية.
وغالباً ما تتضمن جولات التزلج على الجليد زيارة أحد مواقع صيد الأسماك في البحيرة؛ حيث يُظهر القرويون المحليون مهاراتهم التقليدية في صيد الأسماك في ذلك الطقس البارد، وإضافة إلى أنشطة التزلج التقليدية تتوفر في البحيرة خدمة تأجير عربات التزلج وغيرها من وسائل النقل الحديثة.
رحلة قطار الشرق
طريق القطار الأكثر شهرة في تركيا هو قطار الشرق السريع بين أنقرة وقارص، والشتاء هو الموسم الأكثر شعبية لجولة على متنه، وتدور رحلة القطار، والتي تستغرق 24 ساعة، حول المناظر الطبيعية وعبر المناطق، التي تمثل عمق الشتاء؛ حيث تغطي الثلوج المناظر الطبيعية للهضاب العالية والجبال الصخرية التي تحيط بمنطقة شمال شرق تركيا.
وعلى الرغم من أن رحلة القطار هذه لا تزال قليلة الاستخدام من قبل السياح الأجانب؛ فإنها تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الأتراك؛ لذا يوصى بالحجز المسبق، لأنه في الغالب يتم حجز القطار بالكامل قبل أشهر. وبالنسبة إلى بعض المسافرين، سيكون القطار السياحي خياراً ممتازاً، وهو أكثر كلفة من القطار العادي، وتستغرق الرحلة ضعف الوقت تقريباً.
وتنتهي رحلة القطار في مدينة قارص، وهي واحدة من أفضل الأماكن التي يمكنك زيارتها في تركيا؛ لممارسة الأنشطة الشتوية، حيث إنها أقرب مركز يمكن من خلاله القيام برحلات إلى موقع التراث العالمي لليونسكو في آني، وكذلك بحيرة شيلدير.
التزلج في أولوداغ
يُعد أولوداغ (جبل أولو) أكثر مراكز التزلج ازدحاماً في تركيا، وذلك بفضل سهولة الوصول إليه من إسطنبول، ويمكن الوصول إليه إما عن طريق مدينة بورصة، على بعد 36 كيلومتراً إلى الشمال، أو عن طريق تلفريك بورصة، الذي يعد واحداً من أطول رحلات التلفريك في العالم.
وتوفر منطقة منتجع التزلج الواقعة على المنحدرات مرافق كاملة لقضاء يوم للتزلج على الجليد، ومرافق تأجير معدات التزلج. وفي منطقة المنتجع توجد مساحة 28 كيلومتراً من مناطق التزلج، تراوح بين مستويات المبتدئين ومستويات المتزلجين ذوي الخبرة، مع 16 مصعداً متاحاً للنقل إلى المنحدرات المختلفة.
ومن يريدون قضاء العطلة بكاملها في أنشطة التزلج، وليس مجرد رحلة ليوم واحد؛ يتوفر هناك 27 فندقاً في منطقة المنتجع، يمكن النزول فيها لوقت أطول، ويمتد موسم التزلج من أواخر ديسمبر/ كانون الأول إلى أوائل مارس/ آذار، ولكنه بشكل عام يكون في أفضل حالاته خلال شهري يناير وفبراير.
استكشاف قارص وآني القديمة
تعتبر قارص واحدة من المناطق الرئيسية في تركيا للمغامرات الشتوية، وأصبحت هذه المدينة الصغيرة، الواقعة في أقصى شمال شرق البلاد، وجهة لقضاء العطلات الشتوية في السنوات الأخيرة، والسبب وراء شعبيتها الكبيرة أنها المدينة الأقرب للإقامة للانطلاق في رحلات إلى بحيرة شيلدير، والعديد من مناطق الجذب السياحي الأخرى في الشمال الشرقي، وأكبر موقع سياحي قريب منها موقع التراث العالمي لليونسكو في آني، وهو عبارة عن أطلال رائعة، يمكن استكشافها في أي وقت من العام، ولكنها تبدو أجمل عندما تكون آثارها مغطاة بالثلوج، وتقع آني على هضبة عالية قبالة حدود تركيا مع أرمينيا، وكانت مدينة على طريق تجاري مهم إلى أن أصبحت عاصمة المملكة الأرمنية في القرن العاشر الميلادي.
وتنتشر أطلال كنيسة آني الأنيقة وغيرها من المعالم الأثرية عبر الهضبة، ويعود تاريخ العديد من المباني التي لا تزال قائمة إلى عصر عظمتها، عندما كانت عاصمة للمملكة الأرمنية، ولكن هناك أيضاً آثار من العصر السلجوقي.
