أصدر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمس الخميس، أمراً أميرياً بتعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيساً للوزراء، وتكليفه ترشيح أعضاء الحكومة الجديدة.
وجاء في الأمر الأميري، الذي بثته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أنه بعد المشاورات وقبول استقالة رئيس مجلس الوزراء السابق، تم تعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح رئيساً للوزراء وتكليفه بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة، وعرض الأسماء على أمير البلاد لإصدار مرسوم بتعيينهم. وبهذا التكليف يعود الشيخ محمد صباح السالم الصباح إلى الساحة السياسية بعد غياب استمر أكثر من 12 عاماً.
وكان أمير الكويت قد قبِل، يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استقالة حكومة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، التي دعاها إلى تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
والشهر الماضي، قبل أمير الكويت استقالة الحكومة السابقة برئاسة الشيخ أحمد نواف الصباح نجل الأمير الراحل الذي تولى رئاسة الحكومة ابتداء من يوليو 2022. وانتقد الشيخ مشعل النواب والحكومة، أمام مجلس الأمة (البرلمان)، بعد أدائه اليمين الدستورية، ليصبح الأمير السابع عشر للكويت، خلفاً لأخيه الأمير نواف، الذي توفي يوم 16 ديسمبر عن 86 عاماً.
وقال الشيخ مشعل، في كلمته، «أكدنا في خطاباتنا السابقة أن هناك استحقاقات وطنية ينبغي القيام بها من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية لصالح الوطن والمواطنين». وتابع: «بالتالي لم نلمس أي تغيير أو تصحيح للمسار، بل وصل الأمر إلى أبعد من ذلك عندما تعاونت السلطتان التشريعية والتنفيذية، واجتمعت كلمتهما على الإضرار بمصالح البلاد والعباد، وما حصل من تعيينات ونقل في بعض الوظائف والمناصب التي لا تتفق مع أبسط معايير العدالة والإنصاف».
ورئيس الوزراء الجديد، الشيخ محمد صباح السالم الصباح (69 عاماً) هو الابن الرابع لأمير الكويت الثاني عشر الشيخ صباح السالم الصباح الذي تقلد الحكم من عام 1965 حتى وفاته في 1977.
وتولى الدبلوماسي المخضرم الحائز درجة الدكتوراه في الاقتصاد ودراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفرد، منصب سفير بلاده لدى الولايات المتحدة عام 1993، واستمر في ذلك المنصب إلى أن عين وزيراً للدولة للشؤون الخارجية في 14 فبراير 2001. وعُين وزيراً للخارجية عام 2003 وقدم استقالته في 2011، في خضمّ أزمة سياسية. واعتُبرت استقالته حينها اعتراضاً على تقاعس الحكومة عن تنفيذ إصلاحات فعلية إزاء شبهات فساد. وقال مراقبون إن «موقفه المناهض للفساد... عام 2011 جعله يكتسب احتراماً كبيراً من جانب الكويتيين».
وهذه أول حكومة في عهد الشيخ مشعل الأحمد (83 عاماً) الذي تولى الحكم في 16 ديسمبر الماضي.
ومن المتوقع أن تحافظ الكويت على سياساتها الخارجية الرئيسية المتبعة منذ عقود، ومنها دعم وحدة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتحالفات الغربية. كما تتطلع الكويت أيضاً إلى توسيع العلاقات مع الصين التي تسعى إلى لعب دور أكبر في المنطقة.
(وكالات)
