منتج وطني

03:03 صباحا
قراءة دقيقتين
حسن بن حمودش

* من خلال الإنجاز الذي حققه عبد العزيز العنبري عبر تاريخه مع الشارقة كلاعب ومدرب، يمكن النظر إلى المنتج الوطني المبهر عندما تتوفر له الإمكانات ويحصل على الفرصة، فما حققه في مجال التدريب بتحقيق بطولة الدوري الموسم الماضي ثم الفوز ببطولة السوبر مؤخراً فيه ما فيه من التقدير والاحترام له كفرد ولناديه كمنظومة، كما أنه يبعث الفخر والاعتزاز عند كل إماراتي عاشق لتراب الوطن، بما يمكن أن يتحقق من خلال العنصر الوطني، لا سيما عندما يتمتع بالموهبة والإرادة والتصميم، والأهم عندما تضع الإدارة ثقتها فيه وتراهن على نجاحه بالرغم من الحلول الجاهزة التي تعفيها من هذا الرهان وذاك الحرج.
* لقد بزغ فجر جديد للمدرب المواطن من خلال إنجاز العنبري، الذي طالما راهن عليه أبناء الإمارة الباسمة، والذي بدوره أعطى للاعبين صغار السن الفرصة التي يحلم بها كل لاعب صاعد، ولقد فعلها أبناء نادي الشارقة، ذاك الصرح الكبير الذي قدم وأضاف الكثير من الخدمات لمنتخباتنا الوطنية، ومازال.
* سوف يستمر العطاء من الصرح الكبير، ولقد قلتها مراراً وأكررها اليوم مجدداً، في مقام الرد على كل مشكك في إثبات أن ابن الإمارات لا يتمتع بما يتمتع به المدرب الأجنبي، فالتأهيل بالعلم واكتساب الخبرات ليس حكراً على أحد، ولا تتدخل فيه جنسية أو هوية، ولربما كان المدرب الوطني أكثر دراية بشخصية وطباع اللاعب ابن بلده، بشرط أن يتمتع بالشخصية القوية التي تجعله يستخرج من اللاعب كل ما يتمتع به من قدرات وإمكانات بحب وحماس وبرغبة صادقة في إثبات الوجود.
* ومع الدعوة المتجددة من القيادة الرشيدة لإتاحة الفرصة للكوادر الوطنية، يجب أن نكرس كل ما يعزز هذا التوجه، بالبحث عمن هو مؤهل ومستعد لكي يحصل على الفرصة، وفي الوقت نفسه نقول نعم للخبرة الأجنبية في كل ما لا يستطيع أن يقوم به العنصر الوطني، وعلى اتحاد الكرة أن يستوعب الدرس جيداً من جانبه، فالمدرب المواطن أصبح اليوم ذا كفاءة عالية، وهناك مواهب تحتاج إلى صقل، وإذا لم نقم بإيجاد أكاديميات تصقل تلك المواهب، فنحن من يهملها، وعلى الاتحاد أيضاً أن يضع برامج تشجيعية للأندية التي توفر الفرصة لأكبر عدد من المدربين المواطنين، ليس فقط في مجال التدريب، فهناك مجالات كثيرة أخرى في نطاق صناعة كرة القدم، وما قام به نادي الشارقة الموسم الماضي قدم به النموذج للأندية الأخرى، التي أعتقد أن بكل منها عنبري آخر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"