عادي
محادثات بناءة بين محمد بن زايد وناريندرا مودي

الإمارات والهند تواصلان التعاون لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القوية

16:34 مساء
قراءة 6 دقائق
1

قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعوة من ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند، بزيارة رسمية إلى ولاية غوجارات الهندية، يومي 9 ويناير الجاري، وذلك بصفة سموه ضيف شرف في النسخة العاشرة من قمة «غوجارات» العالمية النابضة بالحياة.
ورحب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بصاحب السمو رئيس الدولة في الهند، حيث أجرى الجانبان محادثات بناءة، وأكدا متانة الشراكة الاستراتيجية الشاملة والعلاقات الوثيقة بين بلديهما، والتزامهما بمواصلة التعاون المشترك لتعزيز الشراكة الاستراتيجية القوية طويلة الأمد.
وأشار الجانبان إلى أن هذه الزيارة، تُعد الرابعة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى الهند، خلال السنوات الثماني الماضية، كما تمثّل الزيارة الرسمية الثانية لسموه إلى الهند بصفته رئيسًا لدولة الإمارات.
وكانت آخر زيارة لصاحب السمو رئيس الدولة إلى الهند يومي 8 و9 سبتمبر من العام الماضي، لحضور قمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي، حيث التقى سموه برئيس وزراء الهند على هامش القمة، كما شارك سموه خلال تلك الزيارة في إطلاق الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا على هامش القمة. 
وأشار الجانبان كذلك إلى الزيارات الست التي قام بها رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى دولة الإمارات خلال السنوات التسع الماضية، إذ كانت آخر زيارة له في ديسمبر من العام الماضي، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) بدبي.
وناقش الجانبان الأدوار العالمية الهامة للهند والإمارات في عام 2023، بما في ذلك رئاسة الهند لمجموعة العشرين، ورئاسة الإمارات لمؤتمر«كوب 28».
وأشادت الإمارات بجهود الرئاسة الهندية ووصفتها بالأكثر طموحاً في تاريخ مجموعة العشرين، فضلاً عن جهود الجانبين لتحقيق أكبر قدر من التآزر بين عملية مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
وأعرب الجانب الإماراتي، عن تقديره للهند على جهودها ودعوتها للإمارات كدولة ضيف، وأشاد الجانب الهندي بدوره بالمشاركة الهامة لدولة الإمارات في القمة، والتي تعكس التزامها الراسخ بالتعاون المتعدد الأطراف والأولويات الدولية بشأن القضايا العالمية.
فيما هنأ الجانب الهندي دولة الإمارات على نجاحها في استضافة مؤتمر«كوب 28»، واعتمادها أجندة العمل في المراحل الأولى من المؤتمر، وكذلك تحقيقها إنجازاً استثنائياً انتهى ب« اتفاق الإمارات»، وهو اتفاق تاريخي بشأن المناخ والذي أقره 198 طرفاً إيذاناً ببدء مرحلة وحقبة جديدة من العمل المناخي.
كما أعرب الجانب الهندي عن شكره لدولة الإمارات على التكريم الخاص الذي حظي به رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بالتحدث في حفل الافتتاح للجلسة العامة للقمة العالمية للعمل المناخي في دبي، فيما أعربت الإمارات عن تقديرها لدعم الهند ومساهمتها في إنجاح المؤتمر.
كما هنأ الجانب الهندي الإمارات على انضمامها إلى مجموعة البريكس في الأول من يناير الماضي، وأعرب الجانب الإماراتي عن تقديره للهند لدعمها طلب الإمارات للانضمام إلى المجموعة، وأكد مجددًا التزامه بالعمل بشكل وثيق مع الهند والدول الأعضاء الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة لمجموعة البريكس، والتزم الجانبان بمواصلة العمل معًا ضمن مجموعة البريكس وغيرها من المنتديات الدولية والمتعددة الأطراف سعياً لتحقيق نتائج مهمة.
وأكدت الإمارات أن الانضمام إلى مجموعة البريكس، يعكس بوضوح حرصها على الدفاع عن قيمة التعددية في دعم السلام والتنمية لصالح ورفاهية الشعوب والأمم في سائر أنحاء العالم.
كما استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وناريندرا مودي، العلاقات الهندية الإماراتية، والتي تم تعزيزها والارتقاء بها رسمياً إلى شراكة استراتيجية شاملة خلال زيارة سموه إلى الهند في عام 2017، وأعربا عن شعورهما بالرضا والارتياح للتقدم المحرز في مختلف القطاعات، كما أكد الجانبان أن الشراكة الهندية الإماراتية شهدت نمواً وتوسعاً ملحوظين على مر السنين.
وشهد صاحب السمو رئيس الدولة، ورئيس الوزراء الهندي، توقيع مذكرات التفاهم التالية:
مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري في مشاريع الرعاية الصحية المبتكرة.
مذكرة تفاهم حول التعاون الاستثماري في قطاع الطاقة المتجددة.
مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري في تطوير مجمعات الأغذية.
مذكرة تفاهم بين موانئ دبي العالمية وحكومة ولاية غوجارات.
وإدراكاً لأهمية الأمن الغذائي، أكد الجانبان أن مشروع مجمع الأغذية الهندي - الإماراتي، سيعمل على تعزيز موثوقية ومرونة سلاسل الإمدادات الغذائية وتوسيع تجارة الأغذية والزراعة بين الإمارات العربية المتحدة والهند، وتجمع البلدين رغبة مشتركة في تنفيذ هذا المشروع، من بين أمور أخرى، في الهند، والذي سيوفر قيمة إضافية لكلا البلدين والمنطقة في مجال الأمن الغذائي.
وأقر الجانبان بأهمية مذكرة التفاهم حول التعاون الاستثماري في قطاع الطاقة المتجددة، والتي تركز على إقامة تعاون في مجال الطاقة المتجددة، والتطلع قدماً إلى تنفيذ مشاريع الطاقة.
واستعرض الجانبان جهود البلدين المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري القوي، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، كما أشار الجانبان إلى أن الإمارات تعد رابع أكبر مستثمر في الهند خلال الفترة (2022-2023)، بعد أن كانت في المرتبة السابعة في الفترة (2021-2022).
ورحب الجانبان بالتقدم الذي أحرزه جهاز أبوظبي للاستثمار«ADIA» في ترسيخ وجوده في مدينة غوجارات الدولية للتمويل «GIFT City»، وهي منطقة مالية حرة في ولاية غوجارات، وأكد الجانبان أن هذه الإجراءات ستسهل عملية تدفق الاستثمارات الثنائية.
ورحب الجانبان بالنمو القوي في حجم التجارة الثنائية بين البلدين منذ دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة «CEPA» حيز التنفيذ في الأول من مايو 2022، ونتيجة لذلك، أصبحت الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند لهذا العام، وثاني أكبر وجهة للصادرات الهندية، كما تعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات.
ومع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 85 مليار دولار أمريكي في الفترة (2022-2023)، أعرب الجانبان عن تفاؤلهما بإمكانية تحقيق هدف التجارة غير النفطية البالغ 100 مليار دولار أمريكي، قبل وقت طويل من العام المستهدف 2030.
كما أكدا أن مذكرة التفاهم بين موانئ دبي وحكومة ولاية غوجارات لتطوير المنطقة الاقتصادية الخاصة «SEZ» والموانئ والبنية التحتية ذات الصلة التي تم التوقيع عليها اليوم من شأنها أن تعزز التجارة الثنائية بين البلدين.
وتأكيدًا على أهمية ضمان نظام تجاري متعدد الأطراف مستقر ومرن في تعزيز الرخاء الاقتصادي العالمي، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وناريندرا مودي، على أهمية المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، والمزمع عقده في أبوظبي في فبراير 2024، لتحقيق مخرجات بناءة تخدم مصالح جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية وتعزز النظام التجاري القائم على القوانين.
وعقد الجانبان العزم على مواصلة تعزيز الشراكة الثنائية في مجال الطاقة، عبر النفط والغاز والطاقة المتجددة.
كما سيعمل الجانبان على تعزيز تعاونهما في مجالات الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والربط بالشبكة، حيث اتفقا أيضًا على زيادة الاستثمار في مختلف مجالات الطاقة، بما في ذلك برنامج احتياطي النفط الاستراتيجي في الهند.
وتأكيدا على أهمية القطاع الصحي، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الصحي المستمر من خلال إنشاء إطار رسمي للتعاون وتشجيع الاستثمارات وتبادل الخبرات. 
وأقرا بأن مذكرة التفاهم بشأن الاستثمارات في الرعاية الصحية المبتكرة، ستلعب دورًا حاسمًا في تعزيز التعاون الصحي بين البلدين، كما أقرا بإمكانات الهند والإمارات في أن تصبحا بديلاً موثوقًا به في سلاسل التوريد الصحية العالمية للقاحات والأدوية، كما تمت مناقشة فرص التعاون في البنية التحتية الصحية المتنامية في بلدان ثالثة.
وشدد الجانبان على أهمية التعددية وعلى أهمية العمل الجماعي لتعزيز نظام عالمي عادل يرتكز على القوانين.
وهنأ الجانب الهندي دولة الإمارات على فترة ولايتها الناجحة كعضو منتخب في مجلس الأمن الدولي للفترة (2022-2023)، وأشاد بالجهود التي تقودها الإمارات في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك اعتماد القرار 2720 الذي صاغته الإمارات بشأن الأزمة الإنسانية في غزة.
مواصلة تعزيز التعاون الثنائي
أكد الجانبان مجدداً ضرورة توحيد الجهود للتوصل فوراً إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وعلى نطاق واسع، وجددت الإمارات تأييدها القوي لطلب الهند الحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بعد إصلاحه.
واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي سعياً لتعزيز الأمن البحري والاتصال في المنطقة لتحقيق الرخاء في الهند والإمارات العربية المتحدة ومنطقة الجوار المشتركة.
كما اتفقا على زيادة الزيارات الدفاعية والتبادلات وتبادل الخبرات والتدريب وبناء القدرات، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول مختلف التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدا أهمية تعزيز قيم السلام والاعتدال والتعايش والتسامح بين الشعوب، وعلى موقفهم الثابت في رفض الإرهاب والتطرف بكافة صوره وأشكاله على الصعيدين الإقليمي والدولي، وجددا التزامهما بمكافحة التطرف والإرهاب، بما في ذلك الإرهاب عبر الحدود وتمويل الإرهاب. والتزم الجانبان بمواصلة تعاونهما في مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وأشادا بتعاونهما وجهودهما في هذا الصدد خلال فترة عملهما في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك الرئاسة الناجحة للجنة مكافحة الإرهاب من قبل الهند في عام 2022 والإمارات في عام 2023، والاعتماد بالإجماع ل«إعلان دلهي بشأن مكافحة استخدام التكنولوجيات الجديدة والناشئة لأغراض إرهابية» خلال الاجتماع الخاص للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي في مومباي ونيودلهي في أكتوبر 2022.
إضافة إلى اعتماد المبادئ التوجيهية غير الملزمة بالإجماع بشأن التهديدات التي يشكلها استخدام أنظمة الطائرات بدون طيار لأغراض إرهابية، والمعروفة باسم «مبادئ أبوظبي التوجيهية»، في عام 2023، كما رحّبا باعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2686 بشأن «التسامح والسلام والأمن». خلال رئاسة الإمارات لمجلس الأمن الدولي.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عن جزيل شكره لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به والوفد الإماراتي المرافق، كما أعرب رئيس الوزراء الهندي عن تطلعه للقيام بزيارته السابعة إلى الإمارات في فبراير 2024.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mr9w2e6s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"