عادي

مكاسب تركيا المعلقة

23:18 مساء
قراءة 4 دقائق
مكاسب تركيا المعلقة

كتب –المحرر السياسي:

يمكن القول إن تركيا نجحت في الرهان على مكاسب تجنيها من المناورات المتعلقة بموافقتها كعضو في منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، على انضمام السويد للحلف، لكن ذلك النجاح يبقى معلقاً لحين استكمال الخطوات التنفيذية التي تنتظرها عراقيل قانونية وسياسية تزداد تعقيداتها، أو تتلاشى، تبعاً لما تمليه مصالح الأطراف كافة.

صدّق البرلمان التركي في 23 يناير/ كانون الثاني، على عضوية السويد في «الناتو» بعد 20 شهراً من المفاوضات. وسوف تصبح السويد قريباً، العضو الثاني والثلاثون، بعد انضمام فنلندا في إبريل/ نيسان 2023.

وقررت السويد المعروفة بحيادها، التقدم بطلب للحصول على عضوية «الناتو» بعد الحرب في أوكرانيا، وهو القرار الذي تم اتخاذه بالتزامن مع فنلندا. ويأتي هذا التطور في مواجهة المخاوف الأمنية المتزايدة في شمال أوروبا، والناجمة عن الحرب.

الاعتراض التركي

ويمكن اعتبار اعتراض تركيا الأوّلي على طلب السويد للانضمام إلى «الناتو» بمثابة خطوة استراتيجية لكسب النفوذ الدبلوماسي. ومن خلال حجب موافقتها، وضعت تركيا نفسها كلاعب رئيسي في عملية صنع القرار بشأن توسيع «الناتو». وسمحت هذه الخطوة لتركيا بالتفاوض على تنازلات، وتسليط الضوء على أهميتها كعضو في الحلف، وربما تسعى للحصول على فوائد في مجالات أخرى مهمة، مثل المشتريات الدفاعية، أو الدعم الدبلوماسي، أو التنازلات المتعلقة بمخاوفها الأمنية الخاصة.

وقد صعدت أنقرة لهجتها من خلال اتهام السويد بإيواء أفراد ينتمون إلى جماعات تعتبرها تركيا منظمات إرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني، وتلك المرتبطة بمحاولة الانقلاب عام 2016، ضد الرئيس أردوغان.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها السويد لمعالجة مخاوف تركيا، بما في ذلك تشديد قوانين مكافحة الإرهاب، فقد كان يُنظر إلى بعض مطالب أنقرة على أنها صعبة التنفيذ بشكل خاص، ويرجع ذلك جزئياً، إلى قوانين حرية التعبير في السويد التي تحمي أنشطة مثل الاحتجاجات.

وتَمثل محور التصعيد الآخر في طلب أنقرة رفع الحظر الذي تفرضه كل من السويد وفنلندا على توريد الأسلحة إلى تركيا، بعد توغلها العسكري في سوريا في عام 2019. وقد أتاحت عملية الانضمام إلى «الناتو» فرصة لتركيا للتفاوض على رفع هذا الحظر، وبالتالي تحسين خيارات المشتريات الدفاعية وتعزيز قدراتها العسكرية.

موافقة مقابل طائرات

ويرتبط انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي أيضاً، بخطط أردوغان العسكرية، وربما كان يستخدم عملية التصديق على حلف شمال الأطلسي للتفاوض مع الولايات المتحدة، حول قضايا مثل شراء طائرات مقاتلة من طراز «إف-16».

وقد أبلغت إدارة بايدن المشرّعين الأمريكيين أنها تعتزم بيع طائرات مقاتلة من طراز «إف-16» لتركيا بقيمة 23 مليار دولار، بعد أن وافقت أنقرة رسمياً، على محاولة السويد الانضمام إلى تحالف «الناتو» العسكري.

وأخطرت وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس، بأنها تخطط للموافقة على طلب تركيا شراء 40 طائرة، وفقاً لإعلان صادر عن وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية. وتعتزم الولايات المتحدة أيضاً بيع تركيا أنظمة لتحديث 79 طائرة من الطراز نفسه كجزء من الصفقة.

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي: «سوف تزود هذه الطائرات، الجديدة والمجددة، تركيا بأسطول من الطائرات المقاتلة الحديثة متعددة المهام لتمكينها من تطوير تقنيات الدفاع عن مجالها الجوي، والمساهمة في مهام «الناتو» للحفاظ على الأمن الإقليمي، والدفاع عن حلفاء الناتو».

وسوف تزود واشنطن اليونان أيضاً، بمعدات دفاعية إضافية، وفقاً لما جاء في رسالة من أنتوني بلينكن، وزير الخارجية، إلى رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. ويشعر المسؤولون اليونانيون بأن واشنطن تحاول تحقيق التوازن بين عضوين في حلف شمال الأطلسي، تربطهما علاقات متوترة تقليدياً.

وكان البيت الأبيض ربط موافقته على مشتريات تركيا بتصديق الدولة على طلب السويد لعضوية «الناتو»، في حين أصرت أنقرة على أنه يتعين على الولايات المتحدة الموافقة على صفقة الأسلحة كشرط للوفاء بطلب ستوكهولم.

وبعد موافقة تركيا، تبقى المجر الرافض الوحيد بين أعضاء «الناتو» للموافقة على طلب ستوكهولم. وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، هذا الأسبوع، إن المجر ملتزمة بالتصديق على طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، لكنه دعا أيضاً نظيره السويدي أولف كريسترسون إلى بودابست «للتفاوض».

وتنظر الولايات المتحدة، وغيرها من الحلفاء الغربيين، إلى انضمام السويد باعتباره حصناً حيوياً ضد التوسع الروسي في أوروبا، بعد بدء حرب أوكرانيا عام 2022.

كما اتخذ أردوغان خطوات نحو تحسين العلاقات مع اليونان، ما اعتبره بعض المشرّعين الأمريكيين خطوة مهمة في التوصل إلى صفقة طائرات «إف-16».

وسوف يكون أمام الكونغرس 15 يوماً لمراجعة صفقات الأسلحة التركية واليونانية. ويتم تنفيذ مشتريات تركيا من طائرات «إف-16»، إلى حد كبير، من قبل شركة لوكهيد مارتن، في حين ستكون لوكهيد، وبرات آند ويتني، المقاولَين الرئيسيين في صفقة طائرات «إف-35» اليونانية.

وسعت تركيا إلى شراء أحدث جيل من طائرات «إف-35»، لكن تم استبعادها من البرنامج الذي تقوده الولايات المتحدة في عام 2019 بعد أن تسلمت أنقرة نظام دفاع جوي روسي.

تركيا وافقت على انضمام السويد، لكن عليها أن تنتظر موافقة الكونغرس الأمريكي الذي قد يماطل ويدخل في خلافات حول الصفقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4xnf88jh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"