في فصول الشتاء المظلمة شبه القطبية في إقليم يوكون بكندا، تتدفق المياه الساخنة من أعماق القشرة الأرضية إلى ينابيع «تاخيني»، الساخنة عند درجة حرارة دافئة تبلغ 116 درجة فهرنهايت، إذ يقع حوض الاستحمام الساخن الطبيعي، الذي يجذب مئات السكان المحليين والسياح سنوياً خارج مدينة وايت هورس مباشرة، وفي معظم أوقات العام يقضي الزوار ساعات من الاسترخاء في المياه الغنية بالمعادن وعديمة الرائحة، والتي تعود ملكيتها للقطاع الخاص لشركة «Takhini Hot Pools»، لكن هناك الكثير على المحك خلال أشهر الشتاء، عندما تصبح حمامات السباحة ساحات ساخنة لمسابقة تصفيف الشعر المتجمد الوحيدة في العالم.
تمثل مسابقة تجميد الشعر تحدياً لكل من الفن والعلم، إذ يقوم المشاركون بغمر رؤوسهم تحت الماء، ثم يخرجون في الهواء البارد، ويصممون خصلات شعرهم على شكل منحوتات صلبة ملفتة للنظر، واعتماداً على إبداع الشخص وحظه مع العناصر، تتراوح النتائج من تشابكات باردة تشبه الممسحة إلى نتوءات مشذبة بشكل كبير.
استمتع البشر بالينابيع لقرون عدة، أما بالنسبة للمسابقات فقد بدأت مسابقة تجميد الشعر في عام 2011، وفي ذلك الوقت اعتقد أحد المديرين أن المسابقة ستثير ضجة كبيرة في الشركة خلال الأشهر الأكثر برودة في المنطقة، وكانت الجولات الثلاث الأولى صغيرة نسبياً، إذ شارك في كل منها حوالي 15 مشاركاً، والذين يتنافسون على جائزة قدرها 100 دولار، ولكن عندما تولى أومبريتش، وزوجته منصبيهما في عام 2014، قاما بتكثيف التسويق، ومنذ ذلك الحين، نمت المنافسة بشكل ملحوظ.
