عادي

الرقم «64» الذي قتل الأديب هاوثورن

19:51 مساء
قراءة دقيقتين
هاوثورن

الشارقة: علاء الدين محمود

يُعد الكاتب الأمريكي ناثانيال هاوثورن «1804-1864»، من الروائيين والمؤلفين البارزين في كتابة القصة القصيرة. وُلد في مدينة «سالم» بولاية «ماساتشوستس»، وهو من أحفاد جون هاوثورن، القاضي المشارك في محاكمات السحر في المدينة نفسها، درس في كلية بودوين، نشر عمله الروائي الأول «فانشو»، كما نشر قصصاً قصيرة عدة في الدوريات، وجمعها عام 1837 في كتاب، عمل في إصلاحية بوسطن، وانضم إلى معهد مزرعة بروك، وهي جمعية فلسفية، ولقيت أعماله الروائية نجاحاً كبيراً، كما تقلد مناصب سياسية.

عرف هاوثورن باتجاهه الرومانسي وركزت أعماله على التاريخ، والأخلاق، والدين، وتمحورت معظم كتاباته حول «نيو إنجلاند»، وتُعتبر أعماله الخيالية جزءاً من الحركة «الرومانسية المظلمة» على وجه الخصوص؛ أي السوداوية، حيث تناول موضوعات مثل الشر الموروث وخطيئة البشر، كما تحمل مؤلفاته على الدوام رسالة أخلاقية وغموضاً نفسياً عميقاً، ولعل هذا الغموض وتلك العجائبية في نصوصه القصصية والروائية هي ضمن أسباب نجاحه، حيث وجدت مؤلفاته صدى كبيراً بين القراء في الولايات المتحدة وخارجها، وتضمنت عوالم أسطورية وكان يطلق خياله الجامح، ليشكل فضاءات سردية شديدة الغرابة.

ولعل أعمال هاوثورن الغريبة والعجيبة تلك، تلقي الضوء على شخصيته المعقدة والمحتشدة بالأسرار والأوهام، حيث كان يميل إلى العزلة والتشاؤم الشديد، وهناك العديد من القصص والحكايات التي تتحدث عن ذلك الأمر، منها كتاب صدر عربياً للمؤلف السعيد الصالح بعنوان: «الغريب في حياة وممات أدباء عالميين»، وهو الكتاب الذي يركز على العديد من التفاصيل الغريبة في حياة بعض من الأدباء العالميين، ومن ضمنها مسألة التشاؤم والتطير التي اشتهر بها هاوثورن، والذي قيل إنه كان يتشاءم بصورة خاصة من الرقم 64، ومن الطرائف أنه كان يحذف هذا الرقم من كل كتبه ومذكراته، ويستعين بدلاً عنه بكتابة «63 مكرر»، وكان ذلك أمراً غريباً أثار دهشة الكثير من النقاد والقراء، بل وصلت العلاقة الغريبة للكاتب مع الرقم إلى درجة مرضية، فقبل عامين من وفاته بدأت مظاهر التقدم في السن تظهر عليه فجأة، وتحول شعره إلى اللون الأبيض، وتغير خط يده، وكان يعاني نزيفاً متكرراً في الأنف، وأصبح يكتب الرقم «64» بشكل مرضي على قصاصات من الورق، لكن المدهش في حكاية هاوثورن، لم تتوقف عند هذا الحد، فقد كان قدره العجيب أن يموت في عام 1864، وكأن هذا الرقم قرر أن يمارس انتقامه من ذلك الكاتب الذي لم يكن يحبه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39w69uwe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"