عادي
الأم توفر بيئة تشجع على الاستكشاف والتعلم

المبتكرات الثلاث

23:08 مساء
قراءة 4 دقائق
المبتكرات الثلاث ووالدهن
المبتكرات الثلاث ووالدهن

دبي: محمد ياسين

تتألق أسرة محمد المنصوري؛ كمثال يجسد بروز الأفراد المتميزين، ويظهر هذا البريق بشكل خاص من خلال المبتكرات الثلاث: مزنة، واليازية، والشقيقة الصغيرة روضة.

وبوصفهن رموزاً للقوة والإبداع، تنبثق مزنة واليازية كنماذج ملهمة في المجتمع. ويظهر تألقهما بوضوح التأثير الإيجابي الذي يفرزه الدعم القوي وتقدمه الأسرة؛ وتأتي روضة كإضافة مميزة تجسد التوازن بين الابتكار والمشاركة الاجتماعية. إن قصة أسرة محمد المنصوري تكتب فصلاً جديداً في سجل الريادة والإبداع. وهي شاهدة على قوة الأسرة في توجيه الأفراد نحو النجاح. ويبرز هذا الثلاثي الرائع كنموذج يعكس تأثير الأسرة في صقل شخصيات الأبناء وتحفيزهم لتقديم إسهامات مميزة في خدمة المجتمع.

البداية كانت مع المبتكرة مزنة المنصوري الطالبة في كلية الطب، حيث تسلط ابتكاراتها الضوء على التفوق في مجال الابتكار، حيث يبرز اختراعها الرائع، كاشف للمخدرات بالروائح، هذا الابتكار الفريد من نوعه تم تطويره بشكل ملحوظ، بالتعاون الوثيق مع إحدى زميلاتها، ما يبرز أهمية التفاعل والتعاون في تحقيق النجاح في عمليات الابتكار.

1

وتأتي في سياقٍ متلاحق ابتكارات اليازية، حيث يظهر جهازها المتنبئ للحرائق الكهربائية باستخدام الذكاء الاصطناعي، كتقدم مهم في مجال السلامة والتنبؤ، ويعكس هذا الجهاز التزام اليازية بالتفوق والابتكار، وتطلعها الطموح نحو تحسين جودة حياة المجتمع. ولكن التألق لا يقتصر على مزنة واليازية فحسب، بل يتجلى أيضاً في اختراع مشترك يتمثل في جهاز قياس نسبة الصوديوم في عرق لاعبي الرياضة؛ ويعكس هذا الابتكار التزامهما بفهم احتياجات الرياضيين، والمساهمة بفعالية في تحسين نمط حياتهم الغذائي. وكإضافة إلى ذلك، يبرز جهاز متنبئ الصرع، الذي طورته مزنة بتعاون مع شقيقتها اليازية، كحلاً تكنولوجياً للأفراد الذين يعانون هذا المرض، ويبين هذا الابتكار الرائع الاهتمام بالجوانب الإنسانية والمساهمة الإيجابية في تحسين رفاهية وصحة المجتمع.

دور الأسرة

قالت مزنة المنصوري، إن الأسرة لها دور كبير في صقل شخصية الأبناء ودعمهم لتحقيق طموحاتهم، فهم على رأس هرم الأسباب التي تخلق من الطفل شخصية مسؤولة، وواعية، ومفعمة بالطاقة نحو بذل الغالي والنفيس تجاه ذواتهم، وأسرهم، ووطنهم، كما يقول والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «الأسرة الايجابية تقويك، تدعمك، تواسيك، ترفعك، وتعطي للحياة معنى أوسع وأجمل بعيداً عن الأنانية». وتابعت: بناء على تجربتي المتواضعة بكوني أبنة لوالدين عظيمين والأخت الأكبر لأشقائي، فاني شهدت على الجهود التي تبذلها الأسرة في ضمان رفاهية الفكر والمنطق، والمبدأ والثقافة لدى الأبناء. وهذا ما لمسته عند والديّ اللذين استطاعا إدراك حبي لمجال الاختراعات العلمية منذ الصغر، وقاما بتنميتها عن طريق إدخالي وإخوتي ضمن برامج تمكنا من خلالها اكتشاف مواهبنا. وأضافت: ولا يقف الدعم عند ذلك قط، بل كان والداي هما بحد ذاتهما يقومان بخلق فرص للتعبير عما يستهوينا على نطاق المنزل، من خلال خلق تحديات على مستوى المنزل وطلبهما مني ومن إخوتي إيجاد حلول لها.

وقالت مزنة: كما يؤمن والداي بقوة التعليم والتعلم المستمر وأهميته. ولذا فقد كانا يتعاونان على الاهتمام بدراستي وإخوتي، بشكل جزئي صحي، بحيث لا نعتمد عليهما كلياً فنصبح اتكاليين، وفي الوقت نفسه نعلم أن هنالك من يقف خلفنا، ويدعم مسيرتنا التعليمية. وبالفعل، نلت محصلاً أكاديمياً يسمح لي باستكمال مسيرتي التعليمية في التخصص الذي لطالما تخيلت نفسي فيه، وفي إحدى الجامعات الرائدة في الدولة.

وتابعت: لم تقتصر الدراسة على تعلم المواد العلمية، بل لأسرتي وجهة نظر أخرى في مفهوم التعلم، ألا وهو تعلم ثقافة المساهمة والتطوع والمشاركة الإيجابية، سواء كان تجاه الأسرة أو الوطن. وذلك بنى داخلنا حب العطاء والإيمان العميق بوجود فرص للجميع، وأن الجميع بأمكانهم التميز أن عزمت نفوسهم على تحقيق ذلك.

التوازن في الحياة

وقالت: من أحد المواضيع المهمة التي لا أغفل عنها شخصياً، ولا كذلك أسرتي، هي أهمية التوازن بين الحياة المهنية والحياة الأسرية. ولتحقيق ذلك نحرص على الحفاظ على عاداتنا العائلية، الصغيرة والكبيرة، ونؤمن بقوة تأثيرها. مثال على ذلك تجمع العائلة على مائدة الغداء والعشاء يومياً، وتبادل آخر الأخبار، ذلك جانب الرحلات العائلية، إضافة إلى ممارسة الهوايات.

وأفادت: لكوني الابنة الأكبر، لم يكن لدي أخت أو أخ يكبرني ليأخذني نحو التفوق والتميز، ولكن لحسن حظي فان والديّ هما بحد ذاتهما مثال التميز في مقر عملهما، ودائماً ما يرجعان للمنزل بجوائز وإسهامات يرويانها لي ويحفزاني من خلالها على الاحتذاء بها والتطور المستمر.

اليازية المنصوري

وقالت المبتكرة اليازية المنصوري، يشمل مشروعي الأول نظام تنبؤ الحرائق الكهربائية الذي قمت بتطويره باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويرتكز هذا النظام على رصد دقيق لمتغيرات مثل تيار الدائرة ودرجة حرارة المحيط ورطوبة المكان من خلال التفاعل مع نموذج تعلم الآلة الذي قمت بتطويره بعناية، ويستطيع النظام توقع احتمالية حدوث حرائق ناتجة عن الكهرباء بدقة فائقة.

تحسين السلامة

وأضافت: يمكنني بهذا المشروع توفير تقدير دقيق لمدى خطورة تلك الدوائر الكهربائية، والمساهمة بشكل فعال من أجل سلامة البيئات الكهربائية. ويعتبر هذا المشروع منصة أساسية لتحسين السلامة في ميدان الطاقة الكهربائية والعمل على التوعية حول أهمية الوقاية من حوادث الحرائق. وقالت اليازية: في رحلتي الشخصية، دعمتني أسرتي بشكل كبير في تطوير مهاراتي وتحقيق أحلامي عبرت عن ذلك من خلال توجيهي نحو العديد من الفرص التعليمية وتحفيزي لتطوير مهاراتي الشخصية والمهنية.

وتابعت: شجعني والداي على الابتكار وتحدي ذاتي، ما أعطاني القوة لاستكشاف ميادين جديدة. كانا مثالاً حياً للتفاني والعمل الجاد، ما دفعني إلى تحسين نفسي باستمرار. وبفضل دعمهما الذي لا يضاهى، وجدت نفسي اكتسب مهارات حياتية قيمة واحقق تقدماً يوماً بعد يوم. وأضافت: أنا وشقيقتي مزنة نجمع بين تحدياتنا وطموحاتنا بوضوح، حيث نتابع دراستنا في كلية الطب وتشكل هذه الرحلة التعليمية تحدياً مشتركاً، ولكنها أيضاً فرصة لتحقيق تأثير إيجابي في مجال الرعاية الصحية.

قال محمد المنصوري، والد المبتكرات مزنة واليازية وروضة: نؤمن بأهمية التواصل البناء المثمر في بيئة الأسرة، حيث يكون أساساً لتطوير شخصيات أبنائنا. ونسعى جاهدين لتضمين قيمنا في حياتهم اليومية، فالقيم تشكل الأساس الذي يبنى عليه التفكير الأخلاقي والاجتماعي.

وذكر المنصوري أن للأم دوراً حيوياً ورئيسياً في التعليم، وتحديد القدوة لأبنائها، فهي من تنقل القيم والمبادئ الأخلاقية إلى الأبناء من خلال توجيههم نحو السلوك الصحيح، مؤكداً أن حضورها الدائم ودعمها العاطفي عامل محفز لتعزيز رغبتهم في التعلم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9t7kxu84

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"