عادي

فطرة الموشحة

00:45 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي

الصوت في الأساس مصدره النطق بواسطة الإنسان، وكذلك غير النطق بما يميز الحيوان، ويمكن أن يكون فطرياً من دون اللجوء للكلام، كالبكاء، والضحك، والصراخ، وربما حوار الأحلام، أي لا ينتج معنى مفهوماً عند تهجئة الحروف، وإن استُخدمت الحنجرة لإطلاقه كما هو معروف، أما الصوت اللابشري فيكون إما طبيعياً، كالرعد، والعواصف، وهدير الأمواج، وإما آلياً وهو ما تُخرجه الآلات الموسيقية بالامتزاج والاندماج، أي عبر اهتزازات الأوتار، أو اندفاع الهواء كآلة المزمار. وسواء كانت هذه الأصوات الطبيعية إنسانية، أو حيوانية، ومهما زاد الاختلاف في حقبتها أو فترتها الزمنية، فإنها تكون على شكلين: منفصلة أو متصلة، بصورة مؤثرة وجلية، فالأولى يتخلل إخراجها فترة سكوت محسوبة بمقادير معينة، بعكس الثانية التي تتعاقب ولا تتوقف وفقاً للقوة المهيمنة، لكن ما يهم هنا هو النوع المعني بالبشر، فالأصوات الآدمية علمٌ يستحق البحث والنشر، من خلال دراسة مختلف نغمات اللغات البشرية، وعبر تحليل نغمة الحوار وطرق ضبط الموازين الشعرية، فمثلاً الكثير من الشعراء يتميزون بالثبات والبقاء، عندما يجيدون دوزنة لحن الإلقاء، بغض النظر عن المحتوى المكتوب، تبقى ملامح الجمال في الأسلوب، وهذا هو أساس فن التلحين الفطري، المبنى على التناغم الحسي والفكري. والآن؛ جرّب نطق اسمك بشتى الطرق، لتفهم المغزى وتدرك الفرق.

من هنا نستطيع أن نحكم على ظهور فن الموشحات بالفطرة، للتعبير الفطري الإنساني والفني عما يجول في الخاطرة.

@Eman_Alhashimi13

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s493b8d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"