عادي
نفحات رمضانية

فتور الهِمَّة في رمضان

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين
1

بالأمس القريب استقبلنا رمضان، وها نحنُ في نصفه الثاني. والكثير من الناس في أول رمضان كان ذا همةٍ عاليةٍ في العبادة والذكر وتلاوة القرآن، ولكن مع توالي أيام رمضان، وتصرُّم لياليه، يعتري البعض حالة من الفتور والكسل، ومما يعين العبد على تجديد النشاط في العبادة أمور كثيرة نذكر منها:

أولاً: تنويع العبادة في أيام الشهر، فلذلك دور كبير في كسر حاجز الفُتور، فإذا ما أحسَّ المسلم بضعفٍ وفتورٍ في العبادة فليبادر إلى عمل صالح آخر يجدِّد به نشاطه. وأرشدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى ذلك فقال: «إن لكلِّ عملٍ شِرَّةً، أي: رغبةً وحماساً، ولكل شِرَّةٍ فترة، أي: وَهَناً وضَعْفاً وسكوناً، فمن كانت فترته إلى سُنَّتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» (التنوير شرح الجامع الصغير).

ثانياً: عدم تكليف النفسِ ما لا تُطيق، أو ما لم تعتَدْ عليه دفعةً واحدةً، بل لا بد من التدرُّج حسب الإمكان، وقد سُئل النبي، صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال «أدْوَمُها وإن قَلَّ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «اكلفوا [أي: خذوا] من الأعمال ما تطيقون» رواه البخاري.

ثالثاً: الصبر على مشقة الطاعة، واحتساب أجرها وثوابها.

رابعاً: استحضار عاقبة من فرَّط في الأجور في هذا الشهر الفضيل، والزمن الجليل، ولنتأمل الدعاء الذي دعا به جبريل، عليه السلام، وأمَّنَ عليه نبينا، فحينما صَعَد، صلى الله عليه وسلم، المنبر قال: «آمين» ثلاث مرات، فسُئل عن ذلك، فقال: «إن جبريل أتاني، فقال: من أدْرَك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبْعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين» رواه ابن حبان.

خامساً: استشعار نعمة الله تعالى علينا في هذا الشهر، بأن مدَّ في أعمارنا، فأدْرَكْنا الصيام والقيام والغفران.

سادساً: تذكُّر نعمةِ العافية في الأبدان، فكم من مريض مهموم، وطريح للفراش مَكْلوم، قد أقعده المرض، وأنهكه التعب، فلم يقدر على تحصيل الخيرات، ولم يتمكن من أداء العبادات، فالمسلم ينبغي أن يكون صاحب همة عالية، يستحضر رضا الله، عز وجل، وتكون الأوقات الفاضلةُ فرصةً له للترقي في درجات التقوى، والمنافسة في الخيرات.

دائرة الشؤون الإسلامية - الشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryvfwtn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"