عادي
لضعف الطلب بعد طفرة كورونا

أسعار الساعات الفاخرة تهوي 40% في السوق الثانوية

14:15 مساء
قراءة 3 دقائق
أسعار الساعات الفاخرة تهوي 40% في السوق الثانوية
إعداد: هشام مدخنة

ارتفع الطلب على الساعات الفاخرة خلال الوباء مع تكدس النقود في جيوب المستهلكين، واهتمامهم المتزايد بالمقتنيات الشخصية ذات العلامات التجارية المعروفة.

وظهرت فجوة ضخمة بين العرض والطلب أدت إلى نمو أسعار السوق الثانوية إلى مستويات أعلى بكثير من قيمة التجزئة، ليبلغ السوق ذروته في مارس/آذار 2022، عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة. لكن منذ ذلك الحين، هوت أسعار جميع ماركات الساعات بنسبة كبيرة جعلت المستثمرين المتحمسين في حيرة، هل حان وقت الشراء، أم عليهم انتظار وقت أفضل؟

  • انخفاض 60 علامة

ووفقاً لمؤشر السوق الشامل من «واتش تشارتس»، الذي يتتبع أسعار السوق الثانوية لـ 60 ساعة فاخرة من أفضل 10 علامات تجارية، انخفضت أسعار الساعات للربع الـ 8 على التوالي وبنسبة 40% تقريباً إلى نحو 30 ألف دولار، من أعلى مستوى لها في عام 2022 بلغ حوالي 48 ألف دولار.

وبدأ الطلب الضعيف يؤثر في الصادرات التي انخفضت قيمتها لدى عمالقة الساعات السويسرية أمثال «رولكس»، و«باتيك فيليب»، و«أوديمارس بيجيه»، بنسبة 16.1% على أساس سنوي حتى شهر مارس/آذار الفائت. فقد انخفضت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 6.5%، وكذلك إلى اليابان بنسبة 3.5%، كما عانى الطلب في الصين تراجع 41.5%، وهو أقل من معدلات مارس 2020.

ومن حيث الحجم، انخفضت الصادرات السويسرية في شهر مارس بنسبة 25.4% (حوالي 400 ألف وحدة) مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، وذلك حسب الأرقام الصادرة عن اتحاد صناعة الساعات المحلي.

  • تداول أعلى

ربما يكون السبب في ذلك هو أن أبرز العلامات التجارية لا تزال تتداول بسعر أعلى في السوق الثانوية مقارنة بقيمتها بالتجزئة. لذا، وبمساعدة بيانات التسعير الخاصة من «واتش تشارتس» أصدر «مورغان ستانلي» مؤخراً تقريراً سلط فيه الضوء على بعض مقاييس الصناعة الرئيسية حتى نهاية الربع الأول من عام 2024.

ووجد التقرير أن بعض العلامات التجارية لا تزال تحصل على علاوة مقارنة بسعر التجزئة الخاص بها. فعلى سبيل المثال، تتمتع ساعات «باتيك فيليب» بعلاوة قدرها 32.3%، وتتمتع «رولكس» بعلاوة نسبتها 21.6%، كما يتم تداول ساعات «إيه بي» بنسبة 15.4% فوق التجزئة.

  • تراجع الإنتاج

وعلى عكس الصناعات الأخرى، لا يزال العرض ثابتاً نسبياً، حيث لم يعمد صانعو الساعات النخبة إلى زيادة إنتاجهم خلال أوقات الطلب الزائد، عدا عن أن عملية تصنيع الكثير من هذه الساعات معقدة فعلياً، وفي جزء كبير منها تتم يدوياً.

يُقدر إنتاج «رولكس» بحوالي مليون ساعة سنوياً، مقابل 60 ألف ساعة فقط تنتجها علامة «فيليب». ثم هناك بعض العلامات التجارية مثل «ريتشارد مايل» التي تنتج حوالي 5000 ساعة فقط، وحتى العلامات التجارية المتخصصة مثل «إف بي جورني»، والتي يقال إنها تنتج أقل من 1000 قطعة فقط في السنة. بل إن هناك سوقاً للعلامات التجارية الصغيرة، حيث ينتج أساطير الصناعة مثل «ناويا هيدا» أقل من 100 ساعة سنوياً.

  • تراكم المخزون

ومن المشاكل الأخرى التي تواجه الصناعة، وخاصة بالنسبة للعلامات التجارية المعروفة التي تتمتع بأكبر زيادة في القيمة، هي تراكم المخزونات لدى تجار الساعات القادمة من إمدادات السوق الثانوية.

وفي عام 2023، ارتفع متوسط مخزون ساعات «رولكس» المعلن عنها في السوق الثانوية بنسبة 25%، فيما زاد مخزون «باتيك» و«أوديمارس بيجيه» بنسبة 46% و25% على التوالي.

يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية والاسمية إلى تقليل تكاليف المخزون ومساعدة التجار على تجنب التصفية القسرية. كما أن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة قد تحفز المشترين على الابتعاد عن المدخرات النقدية والعودة إلى الأصول غير المدرة للدخل، ما يزيد الطلب على الساعات والسلع الفاخرة الأخرى. في غضون ذلك، يجب على مراقبي الصناعة تحليل الارتفاع الكبير في الأسعار خلال الوباء، والنظر إلى علامات التراجع اليوم كإشارة للشراء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vdn9e6u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"