عادي
هل يكون حريري لبنان الثاني؟

رودولف سعادة.. قطب الشحن ورائد الإعلام الجديد

23:25 مساء
قراءة 3 دقائق
1
رودولف سعادة
إعداد: هشام مدخنة

رودولف سعادة هو مالك ورئيس شركة «سي إم إيه - سي جي إم» (CMA CGM)، ثالث أكبر مجموعة شحن للحاويات في العالم. صحيح أنه لم يكن معروفاً خارج القطاع اللوجستي، لكنه قرر اللحاق بزملائه المليارديرات والسير على خطى الصناعيين الفرنسيين الآخرين من خلال شراء أصول إعلامية رائدة، فهو الوافد الجديد لتكتل الإعلام.

بعد استحواذه على صحيفتي «لا تريبيون» و«لا بروفانس» الفرنسيتين في العامين الماضيين، وامتلاكه أيضاً حصة تعادل 10% في قناة M6 التلفزيونية، ثاني أكبر محطة بث خاصة في البلاد، قرر الرجل ذو ال 54 عاماً توسيع أعماله الإعلامية من خلال شراء المجموعة الإخبارية المؤثرة «ألتيس ميديا»، ثالث أكبر شركة إعلامية في فرنسا، مقابل 1.5 مليار يورو. وبموجب الصفقة يتملك سعادة القناة الإخبارية العامة الشهيرة «BFM TV» وشقيقتها المتخصصة في عالم الأعمال «BFM Business»، فضلاً عن تملك راديو «RMC»، وخمس من القنوات التلفزيونية المتخصصة التابعة للمجموعة التي تحمل الاسم نفسه. وبذلك فرض رودولف سعادة نفسه قطباً إعلامياً جديداً في فرنسا، كما أصبح جلياً أن للشخصية وزنها وتأثيرها في عالم السياسة.

وفي مقابلة نادرة من ناطحة السحاب التي بناها والده والتي تشرف على ميناء مرسيليا، حيث تضرب العائلة اللبنانية بجذورها منذ الثمانينات قال سعادة: «لدى إل في إم إتش وبولوريه وداسو صحفها الخاصة، ولدي أيضاً الإمكانات المطلوبة لتطوير نشاط جديد بعيد عن الشحن. وأعتقد أن وسائل الإعلام، بالنسبة لمجموعة مثل مجموعتنا، منطقية للغاية». مضيفاً «مع هذا الاستحواذ المخطط له، سيكون لدينا الطموح لمواصلة النمو طويل الأمد في صناعة الإعلام».

يُذكر أن ارتفاع أسعار الشحن والضرائب المنخفضة على القطاع جعلا شركة «سي إم إيه - سي جي إم» تسبح في بحر من النقد. وبين عامي 2020 و2023، بلغت أرباح المجموعة المملوكة للعائلة أكثر من 45 مليار يورو، ما أقنعها بالتنويع في مجالات أخرى، وكان الإعلام في مقدمتها.

  • صعود عائلة السعادة

في أواخر السبعينات، راهن رجل الأعمال الراحل جاك سعادة، والد رودولف، على أن سفن الحاويات ستحدث ثورة في قطاع النقل العالمي، لكن بعد فترة وجيزة، غادرت العائلة، التي تحتل الآن المرتبة 56 على مؤشر «بلومبيرغ» للمليارديرات بثروة تقدر ب 28.7 مليار دولار، لبنان إبان الحرب الأهلية وتوجهت إلى مرسيليا.

وعن هذه الحقبة قالت تانيا سعادة، الأخت الكبرى لرودولف والمسؤولة التنفيذية رفيعة المستوى في الشركة: «لقد أحضرنا والدي إلى فرنسا في إبريل 1981، ولن أنسى ذلك التاريخ أبداً. لقد عشنا في فندق لمدة عام وكل يوم كنا نسأله هل سنعود إلى لبنان؟ وما زلنا هنا».وروى رودولف أمام لجنة الشؤون الاقتصادية في مجلس الشيوخ الفرنسي في يوليو 2022: «اختار والدي مرسيليا لأن هذه المدينة كانت تذكره ببيروت، وكان يفترض أن نبقى فيها أسابيع قليلة، ونحن هنا منذ 40 عاماً».

  • استثمارات لبنان

من المتوقع أن تنعكس زيادة استثمارات سعادة في فرنسا إيجاباً على دوره في لبنان، خصوصاً أن الأخير مقرب في الأساس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورافقه خلال زيارة إلى بيروت بعد انفجار المرفأ، على غرار الدور الكبير الذي لعبه رئيس حكومة لبنان الأسبق الرئيس الراحل رفيق الحريري الذي كان صديقاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك منذ عام 1992 وحتى اغتياله في عام 2005، وكان صاحب إمبراطورية إعلامية وهندسية من خلال شركته سعودي أوجيه ووسائل إعلام تابعة له كما صحيفة وتلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق في بيروت وباريس، إضافة إلى استثمارات أخرى.

من ثم، وبعد تلك الزيارة، ربحت شركة سعادة «سي إم إيه - سي جي إم» عقد استثمار محطة حاويات مرفأ بيروت لمدة 10 سنوات.

وبعد تولي نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة اللبنانية بدعم فرنسي، تضاعف عدد موظفي «سي إم إيه - سي جي إم» في لبنان إلى 2500 موظف بأواخر عام 2023، مقارنة ب 250 موظفاً فقط في 2019.

وربح سعادة مناقصة تشغيل قطاع البريد بدلاً من شركة «ليبان بوست»، الشهيرة حيث حل محل رجل الأعمال ميقاتي فعلياً في هذا القطاع.

كما استحوذ سعادة على امتياز شركة «غلفتينر»، المشغلة لمحطة حاويات مرفأ طرابلس. وبعد عقوده في المرافئ، وسّع سعادة نشاطه في القطاع الخاص ليشمل تعبئة المنتجات الزراعية وتصديرها، وإنتاج الصناعات الغذائية، بالإضافة إلى خدمات التخزين والنقل داخل الأراضي اللبنانية.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8awu2e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"