يستعد الأفراد من ذوي الثروات العالية في جميع أنحاء العالم لإنفاق 408.3 مليون دولار على العقارات السكنية في أبوظبي و388.5 مليون دولار في رأس الخيمة، بإجمالي 797 مليون دولار (2.92 مليار درهم)، وفقاً لشركة الاستشارات العقارية العالمية في تقرير نايت فرانك السنوي الثاني، الوجهة دبي لعام 2024.
وقامت «نايت فرانك» باستطلاع آراء 317 من أصحاب الثروات العالية (217 من أنحاء العالم و100 من الوافدين من ذوي الثروات العالية في دول مجلس التعاون الخليجي) لفهم مواقفهم ورغباتهم وتطلعاتهم في ما يتعلق بالاستثمار في العقارات في دبي وأبوظبي ورأس الخيمة. وبشكل جماعي، يمتلك المشاركون في الاستطلاع ثروة صافية تقدر بـ 5.4 مليار دولار، ولديهم 1,149 منزلاً حول العالم.
- أبوظبي
بحسب «نايت فرانك»، يبدو أن الأثرياء لديهم رغبة متواضعة بشراء العقارات في العاصمة الإماراتية، حيث أشار 23% فقط منهم إلى الرغبة في ذلك. يتضح هذا الاتجاه مع زيادة القيمة الصافية للأفراد. وفي الواقع، بينما يبدي فقط 14% من أولئك الذين يمتلكون ثروات صافية تتراوح بين 2-5 مليون دولار رغبتهم في شراء عقارات في أبوظبي، فإن 57% من أولئك الذين يمتلكون ثروات شخصية تزيد عن 15 مليون دولار يرغبون في شراء عقار سكني في أبوظبي.
علاوة على ذلك، تسلط «نايت فرانك» الضوء على نجاح حملة «قم بزيارة أبوظبي»، حيث أفاد 50% من المقيمين الأثرياء في دول مجلس التعاون الخليجي، و67% من الأثرياء العالميين الذين يمتلكون ثروات صافية تزيد عن 20 مليون دولار، بأنهم استفادوا بشكل إيجابي من هذه الحملة. يُعزى هذا التأثير إلى الجهود الدعائية العالمية التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، مما دفع بالعديد من الزوار إلى زيارة المدينة.
وأوضح شهزاد جمال، الشريك - قسم الاستراتيجيات والاستشارات في نايت فرانك، منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «حافظت القيم السكنية في أبوظبي على استقرارها نسبياً خلال السنوات الأربع الماضية، الأمر الذي لعب دوراً هاماً في تشجيع المشترين المحليين على الانتقال من الاستئجار إلى التملك. ومع تداول المنازل في أبوظبي بحوالي 1000 درهم للقدم المربع، فإنها تظل أرخص بنحو الثلث من دبي، مما يزيد من جاذبية ملكية المنازل في المدينة بين المشترين المحليين. كما أصبح المشترون الدوليون نشطين بشكل متزايد، مما ساهم في ارتفاع أحجام الصفقات التي يتم تسجيلها الآن في الإمارة».
- سجّلت أبوظبي خلال عام 2023 رقماً قياسياً، حيث بلغ عدد الصفقات العقارية 15,653 صفقة، (بزيادة تبلغ 73.7% عن عام 2022)، بقيمة إجمالية تجاوزت 87.1 مليار درهم في جميع القطاعات، مقارنة بقيمة الصفقات التي بلغت 61 مليار درهم في عام 2022. والجدير بالذكر إلى أن عدد المستثمرين غير المقيمين الذين زاروا العاصمة بلغ 1,098 مستثمراً في عام 2023، مما يُمثل زيادة بنسبة 175% عن عام 2022.
وقال فيصل دوراني، الشريك، رئيس قسم الأبحاث في نايت فرانك، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «رغم أن 40% من الأثرياء يخططون لشراء العقارات في أبوظبي لأسباب استثمارية، إلا أن 8% منهم يسعون للحصول على عقار سكني رئيسي في المدينة، فيما يفكر 15% آخرون في شراء منزل ثان في عاصمة الإمارات».
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر بيع شقة بنتهاوس تتألف من 3 غرف نوم وتحمل علامة «نوبو» في شهر مارس علامة فارقة لسوق العقارات السكنية في أبوظبي. ولا يقتصر الأمر على أنها العقار الأغلى على الإطلاق الذي يتم بيعه في العاصمة - سواء من حيث السعر الإجمالي أو سعر المتر المربع - بل أيضاً لأنه يُظهر أبوظبي كوجهة مفضلة لجذب رأس المال العالمي. وفي الواقع، ينعكس هذا في حقيقة أن القيمة الإجمالية لمبيعات العقارات للمشترين الدوليين غير المقيمين في دولة الإمارات ارتفعت من 3% فقط من إجمالي مبيعات المنازل لشركة «الدار» في عام 2021 إلى 28% في العام الماضي.
الأماكن المفضلة في العاصمة تحظى جزيرة أبوظبي (21%) بأكبر قدر من الاهتمام من حيث المواقع المفضلة لشراء العقارات بين الأثرياء على الرغم من عدم تصنيفها كمنطقة استثمارية للمشترين الدوليين، حسبما ذكرت نايت فرانك. تم تصنيف جزيرة السعديات (16%)، والتي تستضيف سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في شهر نوفمبر من كل عام، بالإضافة إلى متحفي اللوفر وغوغنهايم، باعتبارها المنطقة الثانية الأكثر احتمالاً لشراء العقارات.
وأضاف جمال: «سجّلت الفلل في جزيرة السعديات أداءً جيداً على مدار الـ 12 شهراً الماضية، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 10% خلال هذه الفترة. ومع ذلك، استمرت الأسعار عند سقف يبلغ حوالي 1500 درهم للقدم المربع لأكثر من ثلاث سنوات، وربما يعود ذلك إلى عامل جاذبية الموقع بالنسبة للمشترين. وبالمقابل، تبلغ أسعار الفلل في نخلة جميرا في دبي حالياً حوالي 7000 درهم للقدم المربع».
تشمل أفضل المواقع المختارة للوافدين من ذوي الثروات العالية في دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي، جزيرة السعديات بنسبة (32%) وجزيرة المارية (24%)، أما بالنسبة للأثرياء العالميين، فقد برزت جزيرة السعديات بنسبة (33%) كأفضل اختيار.
- رأس الخيمة
وجدت نايت فرانك أن إمارة رأس الخيمة (2%) تم تصنيفها باعتبارها الوجهة الرابعة المحتملة للاستثمار العقاري في الإمارات، بالنسبة للأثرياء العالميين، وذلك بعد دبي بنسبة (67%) ثم أبوظبي (23%) وتليهما بنسبة (5%) الشارقة.
وفقاً لـ نايت فرانك، يلعب الوصول المخطط لمنتجع وين، بما في ذلك مرافق الألعاب، دوراً هاماً في تحويل مستقبل رأس الخيمة.
ووجدت نايت فرانك أن 46% من الأثرياء العالميين ينظرون إلى رأس الخيمة بشكل أكثر إيجابية نتيجة للتحول الاقتصادي الذي تشهده والمستوى المتزايد للبنية التحتية السياحية. ويرتفع هذا الرقم إلى 75% من أولئك الذين تزيد ثرواتهم الصافية عن 20 مليون دولار أمريكي.
كما يرى الأثرياء المقيمون في الإمارات (80%) والأثرياء المقيمون في السعودية (60%) أن وصول منتجع وين هو الخيار الأفضل عند النظر إلى رأس الخيمة كوجهة للاستثمار العقاري، وفقاً لما ذكرته نايت فرانك.
- رأس الخيمة تطمح للصدارة يقول 30% من الأثرياء على مستوى العالم إنهم مستعدون لإنفاق 500 ألف دولار على العقارات في رأس الخيمة، وهو مبلغ أقل من 3.4 مليون دولار الذي يُنفق عادة في أبوظبي. ومع ذلك، ترتفع الميزانيات بسرعة مع زيادة صافي القيمة الشخصية. على سبيل المثال، 37% من الأفراد الذين تزيد ثرواتهم الصافية عن 15 مليون دولار، مستعدون لتخصيص ما بين 2 إلى 4.9 مليون دولار للعقارات في رأس الخيمة، بينما 21% آخرين مستعدون لإنفاق أكثر من 5 ملايين دولار.
يبدو أن الأثرياء من شرق آسيا هم الأكثر اقتناعاً بعروض السياحة والضيافة في رأس الخيمة، حيث أن 28% منهم على استعداد للالتزام بإنفاق ما بين 2 إلى 4.9 مليون دولار على العقارات في رأس الخيمة - وهي أعلى نسبة بين جميع المناطق التي يشملها تقرير نايت فرانك.
على المستوى الفردي، يمتلك الوافدون المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي أقل الميزانيات (700 ألف دولار)، في حين تتراوح ميزانيات الأثرياء العالميين من 1.2 مليون دولار لأولئك الذين تقل ثرواتهم الصافية عن 5 ملايين دولار وترتفع إلى 3.9 مليون دولار بين الأفراد ذوي الثروات العالية جداً (صافي الثروات> 20 مليون دولار).
واختتم دوراني قائلاً: «الأمر المذهل هو أننا لم نتمكن فقط من اكتشاف 388.5 مليون دولار من رأس المال الخاص الذي يستعد إلى دخول سوق العقارات في رأس الخيمة، ولكن هذا الرقم أقل بنسبة 4.8% فقط مما اكتشفناه في أبوظبي، مما يسلط الضوء على مدى سرعة نمو جاذبية رأس الخيمة عالمياً كوجهة سياحية وموقع للاستثمار العقاري.»
