منى - أ ف ب
بدأ موسم الحج، الجمعة، في مكة المكرّمة وضواحيها في غرب المملكة العربية السعودية، مع وصول أعداد كبيرة من ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء «يوم التروية» في ظل الحر الشديد.
وغادر ضيوف الرحمن مكّة المكرّمة بالحافلات أو سيراً على الأقدام، متّجهين إلى الموقع على بعد بضعة كيلومترات من المسجد الحرام. ويُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم، سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى)، ثم يعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.
وعشية الوقوف على جبل عرفة، ردّد الحجّاج الوافدون من أركان العالم الأربعة جماعة «الله أكبر» و«لبّيك اللّهم لبّيك».
ووسط حرارة شديدة، قال الباكستاني فهد أزمار (31 عاماً): «الحو حار جدّاً جدّاً. لكن أحمد الله لأنّه منحني الفرصة لأكون هنا». ويشارك في الحج أكثر من مليون ونصف مليون مسلم هذه السنة، ويعدّ أحد أكبر التجمّعات الدينية في العالم.
وبعد الطواف سبع مرّات حول الكعبة، يمضي الحجاج ليلتهم في منى بخيم مكيفة مخصصة لاستضافتهم.
وفي الخارج، تمّ تركيب مرشات للمياه في الساحة المركزية، وتوزيع المياه والمظلات. وبسبب الحرارة، حثت السلطات السعودية في رسالة نصية الحجاج على شرب أكثر من لترين من الماء يومياً، وحمل المظلات الشمسية بشكل دائم.
وتجري مراسم الحج هذه السنة في ظل الحرب المستعرة في قطاع غزة، وفيما أكد العديد من الحجّاج أنّهم يصلّون من أجل فلسطين.
- حجيج فلسطينيون
وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الاثنين، أمراً باستضافة ألف حاج من أسر القتلى والجرحى من قطاع غزة، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأبدى حجاج سعادتهم بأداء هذه المناسك العظيمة، معبرين عن شكرهم إلى السلطات السعودية على حسن التنظيم والاستقبال.
وقالت نونارتينا حاجيباولي (50 عاماً)، إنها تشعر بالفخر لكونها جزءاً من ألف حاج وصلوا هذا العام من سلطنة بروناي في جنوب شرق آسيا. وتابعت: «أنا عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع أن أصف ما أشعر به».
ويمثل تنظيم الحج تحدّياً لوجستياً بالنسبة للمملكة التي استقبلت أكثر من 1.8 مليون حاج العام الماضي، حضر نحو 90% منهم من الخارج، وفقاً للأرقام الرسمية.
وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نحو 1.5 مليون شخص وصلوا حتى وقت متأخر من الاثنين إلى المملكة.
